عضو جديد تسجيل دخول
 حق المسلم على المسلم عظيم قد بينه صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((حق المسلم على المسلم ست))، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته-وفي رواية: فشمته - وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)).
11753
2 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.
1. قال تعالى: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ * فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (الذاريات:24-27).
2. وفي خبر بدء الوحي، قالت خَدِيجَةُ رضي الله عنها للرسول صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحديث، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ على نَوَائِبِ الْحَقِّ" رواه البخاري (4670) ومسلم(160).
3. وعن أبي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ قال: سَمِعَتْ أُذُنَايَ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ حين تَكَلَّمَ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((من كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ)) قال: وما جَائِزَتُهُ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: ((يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فما كان وَرَاءَ ذلك فَهُوَ صَدَقَةٌ عليه، وَمَنْ كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ)) رواه البخاري(5673) ومسلم(47)، وهذا لفظ البخاري).
4. وعن أبي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فما بَعْدَ ذلك فَهُوَ صَدَقَةٌ، ولا يَحِلُّ له أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حتى يُحْرِجَهُ)) رواه البخاري(5784).
5. وعن أبي سَلَمَةَ عن أبي هُرَيْرَةَ رَفَعَاهُ جميعا قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ (الغر: الرجل غير المجرب)، وَالْفَاجِرُ خِبٌّ لَئِيمٌ)[1] (الخب: الرجل الخداع).
6. وعن عبد اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ رضي الله عنهما قال: كنت أَصُومُ الدَّهْرَ، وَأَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ، قال: فَإِمَّا ذُكِرْتُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَإِمَّا أَرْسَلَ إلي فَأَتَيْتُهُ، فقال لي: ((أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ الدَّهْرَ، وَتَقْرَأُ الْقُرْآنَ كُلَّ لَيْلَةٍ؟)) فقلت: بَلَى يا نَبِيَّ اللَّهِ، ولم أُرِدْ بِذَلِكَ إلا الْخَيْرَ، قال: ((فإن بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ من كل شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ)) قلت: يا نَبِيَّ اللَّهِ إني أُطِيقُ أَفْضَلَ من ذلك، قال: ((فإن لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِزَوْرِكَ(ضيفك) عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)) قال: ((فَصُمْ صَوْمَ دَاوُدَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فإنه كان أَعْبَدَ الناس)) قال: قلت يا نَبِيَّ اللَّهِ وما صَوْمُ دَاوُدَ؟ قال: ((كان يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا)) قال: ((وَاقْرَأْ الْقُرْآنَ في كل شَهْرٍ)) قال: قلت يا نَبِيَّ اللَّهِ إني أُطِيقُ أَفْضَلَ من ذلك، قال: ((فَاقْرَأْهُ في كل عِشْرِينَ)) قال: قلت يا نَبِيَّ اللَّهِ إني أُطِيقُ أَفْضَلَ من ذلك، قال: ((فَاقْرَأْهُ في كل عَشْرٍ)) قال: قلت يا نَبِيَّ اللَّهِ إني أُطِيقُ أَفْضَلَ من ذلك، قال: ((فَاقْرَأْهُ في كل سَبْعٍ، ولا تَزِدْ على ذلك، فإن لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِزَوْرِكَ (ضيفك) عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)) قال: فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ، قال: وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّكَ لَا تَدْرِي لَعَلَّكَ يَطُولُ بِكَ عُمْرٌ)) قال: فَصِرْتُ إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كَبِرْتُ وَدِدْتُ أَنِّي كنت قَبِلْتُ رُخْصَةَ نَبِيِّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" رواه مسلم(1159).
7. وعن أبي جُحَيْفَةَ قال: آخَى النبي صلى الله عليه وسلم بين سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فقال لها: ما؟ قالت: أَخُوكَ أبو الدَّرْدَاءِ ليس له حَاجَةٌ في الدُّنْيَا، فَجَاءَ أبو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ له طَعَامًا، فقال: كُلْ فَإِنِّي صَائِمٌ، قال: ما أنا بِآكِلٍ حتى تَأْكُلَ، فَأَكَلَ، فلما كان اللَّيْلُ ذَهَبَ أبو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ، فقال: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ، فقال: نَمْ، فلما كان آخِرُ اللَّيْلِ، قال سَلْمَانُ: قُمْ الْآنَ، قال: فَصَلَّيَا، فقال له سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صَدَقَ سَلْمَانُ)) رواه البخاري (5788).
8. وعن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله وسلم يوم خَطَبَ الناس بِتَبُوكَ: ((ما في الناس مِثْلُ رَجُلٍ آخِذٍ بِرَأْسِ فَرَسِهِ يُجَاهِدُ في سَبِيلِ اللَّهِ عز وجل، وَيَجْتَنِبُ شُرُورَ الناس، وَمِثْلُ آخَرَ بَادٍ في نِعْمَةٍ، يقري ضَيْفَهُ، ويعطي حَقَّهُ))[2].
9. وعن عُقْبَةَ بن عَامِرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قال: قُلْنَا يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تَبْعَثُنَا فَنَنْزِلُ بِقَوْمٍ فلا يَقْرُونَنَا فما تَرَى؟ فقال لنا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((إن نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ فَاقْبَلُوا فَإِنْ لم يَفْعَلُوا فَخُذُوا منهم حَقَّ الضَّيْفِ الذي يَنْبَغِي لهم)) رواه البخاري(1727) ومسلم(1727).
10. وعن جَابِرِ بن عبد اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال له: ((فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ، وَفِرَاشٌ لِامْرَأَتِهِ، وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ، وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ)) رواه مسلم(2084).
11. وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أَيُّمَا ضَيْفٍ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَأَصْبَحَ الضَّيْفُ مَحْرُوماً فَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ بِقَدْرِ قِرَاهُ وَلاَ حَرَجَ عليه))[3].
12. وعن أبي كَرِيمَةَ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لَيْلَةُ الضَّيْفِ حَقٌّ على كل مُسْلِمٍ فَمَنْ أَصْبَحَ بِفِنَائِهِ فَهُوَ عليه دَيْنٌ إن شَاءَ اقْتَضَى وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ))[4].
13. وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم: ((لا تَصْحَبْ إِلا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ))[5].
14. وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ كان يقول: "شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لها الْأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ الْفُقَرَاءُ، وَمَنْ تَرَكَ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى اللَّهَ تعالى وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم" رواه البخاري(4882) ومسلم(1432).
15. وعن ابن عُمَرَ رضي الله عنهما قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((من دُعِيَ إلى عُرْسٍ أو نَحْوِهِ فَلْيُجِبْ)) رواه مسلم(1429).
16. وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو دُعِيتُ إلى كُرَاعٍ (كراع الشاة: ما دون الكعب ومستدق الساق) لَأَجَبْتُ وَلَوْ أُهْدِيَ إلي كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ)) رواه البخاري(4883).
17. وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: أتى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنِي الْجَهْدُ، فَأَرْسَلَ إلى نِسَائِهِ، فلم يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شيئا، فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((ألا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هذه اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ الله))، فَقَامَ رَجُلٌ من الْأَنْصَارِ (أبو طلحة رضي الله عنه)، فقال: أنا يا رَسُولَ اللَّهِ فَذَهَبَ إلى أَهْلِهِ، فقال لِامْرَأَتِهِ: ضَيْفُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَدَّخِرِيهِ شيئا، قالت: والله ما عِنْدِي إلا قُوتُ الصِّبْيَةِ، قال: فإذا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ، وَتَعَالَيْ فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ، وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: ((لقد عَجِبَ الله عز وجل أو ضَحِكَ من فُلَانٍ وَفُلَانَةَ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل)) وَيُؤْثِرُونَ على أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كان بِهِمْ خَصَاصَةٌ رواه البخاري(4607) ومسلم(2054) وهذا لفظ البخاري).
18. وعن مُجَاهِد أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه كان يقول: آلله الذي لَا إِلَهَ إلا هو إن كنت لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي على الأرض من الْجُوعِ، وَإِنْ كنت لَأَشُدُّ الْحَجَرَ على بَطْنِي من الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا على طَرِيقِهِمْ الذي يَخْرُجُونَ منه، فَمَرَّ أبو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عن آيَةٍ من كِتَابِ اللَّهِ ما سَأَلْتُهُ إلا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ ولم يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عن آيَةٍ من كِتَابِ اللَّهِ ما سَأَلْتُهُ إلا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ ولم يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي أبو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم فَتَبَسَّمَ حين رَآنِي، وَعَرَفَ ما في نَفْسِي وما في وَجْهِي، ثُمَّ قال: ((يا أَبَا هِرٍّ؟)) قلت: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: ((الْحَقْ)) وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ، فَدَخَلَ فأستأذن، فَأَذِنَ لي، فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَنًا في قَدَحٍ، فقال: ((من أَيْنَ هذا اللَّبَنُ؟)) قالوا: أَهْدَاهُ لك فُلَانٌ، أو فُلَانَةُ، قال: ((أَبَا هِرٍّ)) قلت: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: ((الْحَقْ إلى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لي)) قال: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ، لَا يَأْوُونَ على أَهْلٍ ولا مَالٍ، ولا على أَحَدٍ، إذا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بها إِلَيْهِمْ، ولم يَتَنَاوَلْ منها شيئا، وإذا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، وَأَصَابَ منها، وَأَشْرَكَهُمْ فيها، فَسَاءَنِي ذلك، فقلت: وما هذا اللَّبَنُ في أَهْلِ الصُّفَّةِ كنت أَحَقُّ أنا أَنْ أُصِيبَ من هذا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بها، فإذا جاء أَمَرَنِي، فَكُنْتُ أنا أُعْطِيهِمْ، وما عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي من هذا اللَّبَنِ، ولم يَكُنْ من طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ فَدَعَوْتُهُمْ، فَأَقْبَلُوا فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لهم، وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ من الْبَيْتِ، قال: ((يا أَبَا هِرٍّ)) قلت: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: ((خُذْ فَأَعْطِهِمْ)) قال: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ، فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حتى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حتى يروي، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ فَيَشْرَبُ حتى يروي، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، حتى انْتَهَيْتُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى الْقَوْمُ كلهم، فَأَخَذَ الْقَدَحَ، فَوَضَعَهُ على يَدِهِ، فَنَظَرَ إلي فَتَبَسَّمَ، فقال: ((أَبَا هِرٍّ)) قلت: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: ((بَقِيتُ أنا وَأَنْتَ)) قلت: صَدَقْتَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: ((اقْعُدْ فَاشْرَبْ)) فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ، فقال: ((اشْرَبْ) فَشَرِبْتُ فما زَالَ يقول: ((اشْرَبْ)) حتى قلت: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ما أَجِدُ له مَسْلَكًا، قال: ((فَأَرِنِي)) فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَسَمَّى، وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ" رواه البخاري(6087).
19. وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: دخل جرير بن عبد الله رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعنده أصحابه، وضنَّ (استأثر) كل رجل بمجلسه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه، فألقاه إليه، فتلقاه بنحره ووجهه، فقبله، ووضعه على عينيه، وقال: أكرمك الله كما أكرمتني، ثم وضعه على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فإذا أتاه كريم قوم فليكرمه))[6].
20. وعن أبي جَمْرَةَ قال: كنت أُتَرْجِمُ بين بن عَبَّاسٍ وَبَيْنَ الناس، فقال: إِنَّ وَفْدَ عبد الْقَيْسِ أَتَوْا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((من الْوَفْدُ)) أو ((من الْقَوْمُ؟) قالوا: رَبِيعَةُ، فقال: ((مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ أو بِالْوَفْدِ، غير خَزَايَا ولا نَدَامَى)) قالوا: إِنَّا نَأْتِيكَ من شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ وَبَيْنَنَا وَبَيْنَكَ هذا الْحَيُّ من كُفَّارِ مُضَرَ، ولا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَأْتِيَكَ إلا في شَهْرٍ حَرَامٍ، فَمُرْنَا بِأَمْرٍ نُخْبِرُ بِهِ من وَرَاءَنَا نَدْخُلُ بِهِ الْجَنَّةَ، فَأَمَرَهُمْ بِأَرْبَعٍ، وَنَهَاهُمْ عن أَرْبَعٍ، أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ عز وجل وَحْدَهُ، قال: ((هل تَدْرُونَ ما الْإِيمَانُ بِاللَّهِ وَحْدَهُ؟)) قالوا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قال: ((شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رسول اللَّهِ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءُ الزَّكَاةِ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ، وَتُعْطُوا الْخُمُسَ من الْمَغْنَمِ)) وَنَهَاهُمْ عن الدُّبَّاءِ(القرع واليقطين كان يتخذ منه وعاء)، وَالْحَنْتَمِ (جرار مدهونة خضر)، وَالْمُزَفَّتِ (المطلي بالزفت)، قال شُعْبَةُ (أحد الرواة) رُبَّمَا قال: النَّقِيرِ، وَرُبَّمَا، قال: الْمُقَيَّرِ (المطلي بالقار)، قال: ((احْفَظُوهُ وَأَخْبِرُوهُ من وَرَاءَكُمْ)) رواه البخاري(87) ومسلم(17).
21. وعن شِهَاب بن عَبَّادٍ: أَنَّهُ سمع بَعْضَ وَفْدِ عبد الْقَيْسِ وَهُمْ يَقُولُونَ: قَدِمْنَا على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأشتد فَرَحُهُمْ بِنَا، فلما انْتَهَيْنَا إلى الْقَوْمِ، أَوْسَعُوا لنا، فَقَعَدْنَا، فَرَحَّبَ بِنَا النبي صلى الله عليه وسلم، وَدَعَا لنا، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيْنَا، فقال: ((من سَيِّدُكُمْ وَزَعِيمُكُمْ؟)) فَأَشَرْنَا بِأَجْمَعِنَا إلى الْمُنْذِرِ بن عَائِذٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَهَذَا الأَشَجُّ؟)) وَكَان أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ عليه هذا الاِسْمُ بِضَرْبَةٍ لِوَجْهِهِ بِحَافِرِ حِمَارٍ، قُلْنَا: نعم يا رَسُولَ اللَّهِ، فَتَخَلَّفَ بَعْدَ الْقَوْمِ، فَعَقَلَ رَوَاحِلَهُمْ، وَضَمَّ مَتَاعَهُمْ، ثُمَّ أَخْرَجَ عَيْبَتَهُ (العيبة: مستودع الثياب)، فَأَلْقَى عنه ثِيَابَ السَّفَرِ، وَلَبِسَ من صَالِحِ ثِيَابِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد بَسَطَ النبي صلى الله عليه وسلم رِجْلَهُ، وَاتَّكَأَ، فلما دَنَا منه الأَشَجُّ أَوْسَعَ الْقَوْمُ له، وَقَالَُوا: ههنا يا أَشَجُّ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وَاسْتَوَى قَاعِداً، وَقَبَضَ رِجْلَهُ: ((ههنا يا أَشَجُّ)) فَقَعَدَ عن يَمِينِ النبي صلى الله عليه وسلم فَرَحَّبَ بِهِ، وَأَلْطَفَهُ، وَسَأَلَهُ عن بِلاَدِهِ، وَسَمَّى له قَرْيَةً قَرْيَةً، الصَّفَا وَالْمُشَقَّرَ وَغَيْرَ ذلك من قُرَى هَجَرَ، فقال: بأبي وأمي يا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَعْلَمُ بِأَسْمَاءِ قُرَانَا مِنَّا، فقال: ((إني قد وَطِئْتُ بِلاَدَكُمْ، وَفُسِحَ لي فيها))، قال ثُمَّ أَقْبَلَ على الأَنْصَارِ، فقال: ((يا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ اكرموا إِخْوَانَكُمْ، فَإِنَّهُمْ أَشْبَاهُكُمْ في الإِسْلاَمِ أَشْبَهُ شَيْئاً بِكُمْ أَشْعَاراً وَأَبْشَاراً، أَسْلَمُوا طَائِعِينَ غير مُكْرَهِينَ، وَلاَ مَوْتُورِينَ (غير مفقودين ولا مقتولين)، إِذْ أَبَى قَوْمٌ أَنْ يُسْلِمُوا حتى قُتِلُوا)) قال: فلما أَنْ أَصْبَحُوا، قال: ((كَيْفَ رَأَيْتُمْ كَرَامَةَ إِخْوَانِكُمْ لَكُمْ، وَضِيَافَتَهُمْ إِيَّاكُمْ؟)) قَالَُوا: خَيْرَ إخوان، أَلاَنُوا فِرَاشَنَا، وَأَطَابُوا مَطْعَمَنَا، وَبَاتُوا وَأَصْبَحُوا يُعَلِّمُونَا كِتَابَ رَبِّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى، وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا صلى الله عليه وسلم، فَأَعْجَبَتِ النبي صلى الله عليه وسلم وَفَرِحَ بها، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَجُلاً رَجُلاً، فَعَرَضْنَا عليه ما تَعَلَّمْنَا وَعَلِمْنَا، فَمِنَّا من عَلِمَ التَّحِيَّاتِ وَأُمَّ الْكِتَابِ وَالسُّورَةَ وَالسُّورَتَيْنِ وَالسُّنَنَ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فقال: ((هل مَعَكُمْ من أَزْوَادِكُمْ شيء؟)) فَفَرِحَ الْقَوْمُ بِذَلِكَ، وَابْتَدَرُوا رِحَالَهُمْ، فَأَقْبَلَ كُلُّ رَجُلٍ منهم معه صُرَّةٌ من تَمْرٍ، فَوَضَعُوهَا على نِطْعٍ بين يَدَيْهِ، فَأَوْمَأَ بِجَرِيدَةٍ في يَدِهِ كان يَخْتَصِرُ بها فَوْقَ الذِّرَاعِ وَدُونَ الذِّرَاعَيْنِ، فقال: ((أَتُسَمُّونَ هذا التَّعْضُوضَ؟))(نوع من التمر) قُلْنَا: نعم، ثُمَّ أومأ إلى صُرَّةٍ أُخْرَى، فقال: ((أَتُسَمُّونَ هذا الصَّرَفَانَ؟))(الصرف: ضرب من أجود أنواع التمر وأوزنه) قُلْنَا: نعم، ثُمَّ أَوْمَأَ إلى صُرَّةٍ، فقال: ((أَتُسَمُّونَ هذا البرني؟))(نوع التمر الجيد) قُلْنَا: نعم، فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((أَمَّا أنه خَيْرُ تَمْرِكُمْ وَأَنْفَعُهُ لَكُمْ)) قال: فَرَجَعْنَا من وِفَادَتِنَا تِلْكَ، فَأَكْثَرْنَا الْغَرْزَ منه، وَعَظُمَتْ رَغْبَتُنَا فيه حتى صَارَ مُعْظَمَ نَخْلِنَا وَتَمْرِنَا البرني، فقال الأَشَجُّ يا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضٌ ثَقِيلَةٌ وَخِمَةٌ، وَإِنَّا إذا لم نَشْرَبْ هذه الأَشْرِبَةَ هِيجَتْ أَلْوَانُنَا وَعَظُمَتْ بُطُونُنَا، فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((لاَ تَشْرَبُوا في الدُّبَّاءِ ((القرع واليقطين كان يتخذ منه وعاء) وَالْحَنْتَمِِ) (جرار مدهونة خضر) وَالنَّقِيرِ (المطلي بالقار)، وَلْيَشْرَبْ أحدكم في سِقَاءٍ يُلاَثُ على فيه)) فقال له الأَشَجُّ: بأبي وأمي يا رَسُولَ اللَّهِ رَخِّصْ لنا في مِثْلِ هذه، وَأَوْمَأَ بِكَفَّيْهِ، فقال: ((يا أَشَجُّ إني إن رَخَّصْتُ لك في مِثْلِ هذه -وقال: يكفيه هَكَذَا- شَرِبْتَهُ في مِثْلِ هذه، وَفَرَّجَ يَدَيْهِ وَبَسَطَهَا، يعني أَعْظَمَ منها حتى إذا ثَمِلَ أحدكم من شَرَابِهِ قام إلى بن عَمِّهِ فَهَزَرَ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ))، وكان في الْوَفْدِ رَجُلٌ من بني عَضَلٍ، يُقَالُ له: الحرث قد هُزِرَتْ سَاقُهُ في شَرَابٍ لهم، في بَيْتٍ تَمَثَّلَهُ مِنَ الشِّعْرِ في امْرَأَةٍ منهم، فَقَامَ بَعْضُ أَهْلِ ذلك الْبَيْتِ، فَهَزَرَ سَاقَهُ بِالسَّيْفِ، فقال الحارث لَمَّا سَمِعْتُهَا من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: جَعَلْتُ أَسْدِلُ ثوبي، فأغطي الضَّرْبَةَ بساقي، وقد أَبْدَاهَا الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى"[7].
22. وعن أبي النَّضْرِ مولى عُمَرَ بن عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَا مُرَّةَ مولى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أبي طَالِبٍ أخبره أَنَّهُ سمع أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أبي طَالِبٍ تَقُولُ: ذَهَبْتُ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ، فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ، وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ، قالت: فَسَلَّمْتُ عليه، فقال: ((من هذه؟)) فقلت: أنا أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أبي طَالِبٍ، فقال: ((مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ)) فلما فَرَغَ من غُسْلِهِ، قام فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ مُلْتَحِفًا في ثَوْبٍ وَاحِدٍ، فلما انْصَرَفَ، قلت: يا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ بن أُمِّي أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلًا قد أَجَرْتُهُ فُلَانَ بن هُبَيْرَةَ، فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((قد أَجَرْنَا من أَجَرْتِ يا أُمَّ هَانِئٍ)) قالت أُمُّ هَانِئٍ: "وَذَاكَ ضُحًى" رواه البخاري(350) ومسلم(336).
23. وعن أَنَسِ بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مَرَّ بِجَنَبَاتِ(الناحية) أُمِّ سُلَيْمٍ دخل عليها فَسَلَّمَ عليها، ثُمَّ قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم عَرُوسًا بِزَيْنَبَ، فقالت لي أُمُّ سُلَيْمٍ: لو أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَدِيَّةً، فقلت لها: افْعَلِي، فَعَمَدَتْ إلى تَمْرٍ وَسَمْنٍ وَأَقِطٍ، فَاتَّخَذَتْ حَيْسَةً(الطعام المتخذ من التمر والأقط والسمن، وقد يدخل عوض الأقط الدقيق أو الخبز الفتيت) في بُرْمَةٍ، فَأَرْسَلَتْ بها مَعِي إليه، فَانْطَلَقْتُ بها إليه، فقال لي: ((ضَعْهَا)) ثُمَّ أَمَرَنِي، فقال: ادْعُ لي رِجَالًا سَمَّاهُمْ، وَادْعُ لي من لَقِيتَ، قال: فَفَعَلْتُ الذي أَمَرَنِي، فَرَجَعْتُ فإذا الْبَيْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، فَرَأَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم وَضَعَ يَدَيْهِ على تِلْكَ الْحَيْسَةِ، وَتَكَلَّمَ بها ما شَاءَ الله، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو عَشَرَةً عَشَرَةً يَأْكُلُونَ منه، وَيَقُولُ لهم: اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَلْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ، قال: حتى تَصَدَّعُوا (تفرقوا) كلهم عنها، فَخَرَجَ منهم من خَرَجَ، وَبَقِيَ نَفَرٌ يَتَحَدَّثُونَ، قال: وَجَعَلْتُ أَغْتَمُّ (أحزن) ثُمَّ خَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم نحو الْحُجُرَاتِ، وَخَرَجْتُ في إِثْرِهِ، فقلت: إِنَّهُمْ قد ذَهَبُوا، فَرَجَعَ، فَدَخَلَ الْبَيْتَ وَأَرْخَى السِّتْرَ، وَإِنِّي لَفِي الْحُجْرَةِ، وهو يقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعَامٍ غير نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فإذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كان يُؤْذِي النبي فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي من الْحَقِّ.. (رواه البخاري(4868).


[1] رواه أبو داود، رقم(4790). وذكره الألباني في الصحيحة، رقم (935).
[2] رواه أحمد(1987)، وقال الألباني: "صحيح" كما في السلسلة الصحيحة، رقم(2259).
[3] رواه أحمد(8935 ) والحاكم في المستدرك، رقم(7178)، وقال الألباني: "صحيح" كما صحيح الترغيب والترهيب، رقم(2591).
[4] رواه أبو داود، رقم(3750)، وابن ماجه(3677)، وقال الألباني: "صحيح" كما في صحيح الترغيب والترهيب(2592).
[5] رواه أبو داود(4832) والترمذي، رقم(2395) وابن حيان في صحيحه، رقم(555).
[6] رواه الحاكم في المستدرك، رقم(7791) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
[7] رواه أحمد(15597). 
من مكارم الأخلاق، وجميل الخصال التي تحلَّى بها الأنبياء، وحثَّ عليها المرسلون، إكرام الضيف، فهذا قدوتنا عليه الصلاة والسلام كان: "يقري الضيف"، ويكرمه، ويحث على إكرامه، ويعلق إكرام الضيف بالإيمان بالله وباليوم الآخر، فيقول: ((من كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فليُكرم ضيفَه))، ويحدد عليه الصلاة والسلام المدة التي يجب على المُضيف أن يكرم فيها ضيفه، فيقول: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفَهُ جائزتَهُ))، وجائزة الضيف يوم وليلة، والضيافة ثلاثة أيام، وما زاد عن ذلك فهو صدقة يُتصدق بها المُضيف.
ويبين عليه الصلاة والسلام أن ضيافة الضيف حق لازم، فيقول عليه الصلاة والسلام لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: ((إن لزَوْرِك عليك حقًّا))، وأقر عليه الصلاة والسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه على قوله لأبي الدرداء رضي الله عنه: "إن لضيفك عليك حقًّا"، فقال: ((صَدَقَ سَلمانُ)).
وأجاز عليه الصلاة والسلام للضيف إذا نزل بقوم، ولم يضيفوه أن يأخذ حقه الذي ينبغي له، فقال: ((إن نَزَلْتُمْ بِقَوْمٍ فَأَمَرُوا لَكُمْ بِمَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ، فَاقْبَلُوا، فَإِنْ لم يَفْعَلُوا فَخُذُوا منهم حَقَّ الضَّيْفِ الذي يَنْبَغِي لهم))، وقال أيضاً: ((أَيُّمَا ضَيْفٍ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَأَصْبَحَ الضَّيْفُ مَحْرُوماً، فَلَهُ أَنْ يَأْخُذَ بِقَدْرِ قِرَاهُ، وَلاَ حَرَجَ عليه)).
وبين عليه الصلاة والسلام أنه ينبغي للإنسان أن يعد عدته، وأن يستعد للضيف بما يحتاجه قبل مجيئه، فقال: ((فِرَاشٌ لِلرَّجُلِ، وَفِرَاشٌ لِامْرَأَتِهِ، وَالثَّالِثُ لِلضَّيْفِ، وَالرَّابِعُ لِلشَّيْطَانِ)).
وحث عليه الصلاة والسلام على إجابة الدعوة، وخاصة إذا كانت الدعوة دعوة عرس، وحث صاحب الوليمة على الدعوة، وحذر من دعوة الأغنياء وترك الفقراء، وأخبر عليه الصلاة والسلام أنه لو دُعي إلى شيء يسير لأجاب عليه الصلاة والسلام، فقال: ((لو دُعِيتُ إلى كُرَاعٍ (ما دون الكعب ومستدق الساق) لَأَجَبْتُ)).
رزقنا الله وإياك نفوساً كريمة سخية، ووجوهاً باسمة ندية، وأزال عنا الأخلاق والأفعال المشينة..

 

من تواضعه عليه الصلاة والسلام، ونبل خُلقه، وعظيم سجاياه، وكرم نفسه، أنه كان عليه الصلاة والسلام يستضيف الفقراء الأتقياء في بيته، كما في قصة استضافته عليه الصلاة والسلام لأهل الصفة، ودعوته إياهم إلى بيته، فقد دخل عليه الصلاة والسلام ذات يوم بيته، فوجَدَ لَبَناً في قَدَحٍ، فقال: ((من أَيْنَ هذا اللَّبَنُ؟)) فقالوا: أَهْدَاهُ لك فُلَانٌ أو فُلَانَةُ، فقال: ((أَبَا هِرٍّ)) فقال له: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: ((الْحَقْ إلى أَهْلِ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ لي))، فذهب أبو هريرة رضي الله عنه فدعاهم، فجاءوا، فَاسْتَأْذَنُوا، فَأَذِنَ لهم، وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ من الْبَيْتِ، فقال عليه الصلاة والسلام لأبي هريرة رضي الله عنه: ((خُذْ، فَأَعْطِهِمْ)) فَأَخَذ الْقَدَحَ، فَجَعَل يُعْطِي الرَّجُلَ، فَيَشْرَب حتى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ الْقَدَحَ، فَيعْطِيهِ الرَّجُلَ الآخر فَيَشْرَب حتى يروي، وهكذا .. حتى شربوا جميعهم، ثم شرب بعد ذلك أبو هريرة، ثم أخذ عليه الصلاة والسلام القدح، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَسَمَّى، وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ.
وكان عليه الصلاة والسلام إذا أتاه ضيف أكرمه بما عنده، وضيفه بما معه، فإن لم يجد شيئا في بيته حث الصحابة على ضيافته، فقد أتاه ذات مرة رجل، فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنِي الْجَهْدُ، فَأَرْسَلَ عليه الصلاة والسلام إلى نِسَائِهِ، فلم يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شيئاً، فقال عليه الصلاة والسلام: ((ألا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هذه اللَّيْلَةَ، يَرْحَمُهُ الله))، فَقَامَ أبو طلحة رضي الله عنه فقال: أنا يا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَهَبَ إلى أَهْلِهِ، فقال لِامْرَأَتِهِ: ضَيْفُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَدَّخِرِيهِ شيئا، قالت: والله ما عِنْدِي إلا قُوتُ الصِّبْيَةِ، قال: فإذا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ، وَتَعَالَيْ فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ، وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: ((لقد عَجِبَ الله عز وجل، أو ضَحِكَ من فُلَانٍ وَفُلَانَةَ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل)): وَيُؤْثِرُونَ على أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كان بِهِمْ خَصَاصَةٌ.
هكذا ربى عليه الصلاة والسلام أصحابه جميعا على خلق الجود والكرم، وعلى البذل والسخاء، وعلى حب الإيثار، فاقتد -أخي- بحبيبك عليه الصلاة والسلام، وبصحابته الكرام الذين تربو على يديه عليه الصلاة والسلام، وتشبه بهم، فإن التشبه بالكرام فلاح.

 

لاستقبال الضيف قبل قدومه، والترحيب به عند وصوله أثر بالغ على نفسيته، ومشاعره، وذلك من إكرامه، واحترامه وتقديره، وكان عليه الصلاة والسلام يستقبل ضيوفه بحفاوة، ويرحب بهم بحرارة، فقد قدم وفد عبد القيس على النبي صلى الله عليه وسلم، قال ((من الْوَفْدُ؟)) أو ((من الْقَوْمُ؟) قالوا: رَبِيعَةُ، فقال: ((مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ أو بِالْوَفْدِ، غير خَزَايَا ولا نَدَامَى))، ولما جاءته أم هانئ رحب بها، فقال: ((مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ)).
ومن تعامله صلى الله عليه وسلم مع ضيوفه أنه يجلسهم في المكان الذي يليق بهم، فلما دخل جرير بن عبد الله رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم، وكان البيت قد امتلئ بالناس، فقعد جرير حيث انتهى به المجلس، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رداءه، فألقاه إليه، فتلقاه بنحره، ووجهه، فقبله، ووضعه على عينيه، وقال: "أكرمك الله كما أكرمتني".
ومن تعامله عليه الصلاة والسلام مع ضيوفه: أنه كان يحترمهم، ويقدرهم، ويحسن مجالستهم، ومؤانستهم، ومحادثتهم، ويدخل عليهم السرور، ويسألهم عن أحوالهم، فقد دخل وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم،وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بَسَطَ رِجْلَهُ، وَاتَّكَأَ، فلما دَنَا منه الأَشَج َاسْتَوَى قَاعِداً، وَقَبَضَ رِجْلَهُ، وقال: ((هاهنا يا أَشَجُّ!))، فَقَعَدَ عن يَمِينِ النبي صلى الله عليه وسلم، فَرَحَّبَ بِهِ، وَأَلْطَفَهُ، وَسَأَلَهُ عن بِلاَدِهِ، وَسَمَّى له قَرْيَةً قَرْيَةً، الصَّفَا وَالْمُشَقَّرَ، وَغَيْرَ ذلك من قُرَى هَجَرَ، فقال: بأبي وأمي يا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَعْلَمُ بِأَسْمَاءِ قُرَانَا مِنَّا؟ فقال: ((إني قد وَطِئْتُ بِلاَدَكُمْ، وَفُسِحَ لي فيها))، وأثناء مجالسته لهم كان صلى الله عليه وسلم يسترسل معهم في الحديث، حتى لا يشعروا بالملل والضجر، ففي قصة وفد عبد القيس، قال لهم: ((هل مَعَكُمْ من أَزْوَادِكُمْ شيء؟)) فَفَرِحَوا بِذَلِكَ، وسألهم عن أمور أخرى.
ومن تعامله عليه الصلاة والسلام مع ضيوفه: أنه كان يراعي مشاعرهم، ففي قصة زواجه عليه الصلاة والسلام بزينب أمر أنس رضي الله عنه بأن يدعو له رِجَالًا سَمَّاهُمْ، وأن يدعو كل من لَقِي، فدعاهم، فرجع وقد امتلأ البيت بالناس، فأكلوا من تلك الوليمة، حتى شبعوا كلهم، فَخَرَجَ منهم من خَرَجَ، وَبَقِيَ نَفَرٌ يَتَحَدَّثُونَ! فجعل أنس يغتم لأنهم لم يخرجوا، فخَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم نحو الْحُجُرَاتِ، وَخَرَج أنس في إِثْرِهِ، فقال: إِنَّهُمْ قد ذَهَبُوا، فَرَجَعَ صلى الله عليه وسلم، فَدَخَلَ الْبَيْتَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، وأنزل الله عليه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعَامٍ .... إِنَّ ذَلِكُمْ كان يُؤْذِي النبي فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي من الْحَقِّ.
فتعلم أخي كيف تتعامل مع ضيوفك وزائريك، كما كان قدوتك يتعامل معهم، وفقنا الله وإياك لكل خير، وصرف عنا وعنك كل سوء ومكروه..

 

1 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.