عضو جديد تسجيل دخول
 حق المسلم على المسلم عظيم قد بينه صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((حق المسلم على المسلم ست))، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته-وفي رواية: فشمته - وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)).
4834
11 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.
1- قال سبحانه: (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة:185).
2- وقال سبحانه: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 128).
3- وعن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -غَدَاةَ الْعَقَبَةِ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ-: ((هَاتِ الْقُطْ-يقصد هات الحصى- لِي))، فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ -هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ- فَلَمَّا وَضَعْتُهُنَّ فِي يَدِهِ، قَالَ: ((بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ)) رواه النسائي برقم (3007)، وصححه الألباني.
4- وعَن أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَزَارَ سَلْمَانُ أَبَا الدَّرْدَاءِ فَرَأَى أُمَّ الدَّرْدَاءِ مُتَبَذِّلَةً، فَقَالَ لَهَا: "مَا شَأْنُكِ"، قَالَتْ: "أَخُوكَ أَبُو الدَّرْدَاءِ لَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ فِي الدُّنْيَا"، فَجَاءَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَصَنَعَ لَهُ طَعَامًا فَقَالَ: كُلْ، قَالَ: فَإِنِّي صَائِمٌ: قَالَ: مَا أَنَا بِآكِلٍ حَتَّى تَأْكُلَ، قَالَ: فَأَكَلَ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ ذَهَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَقُومُ قَالَ: نَمْ، فَنَامَ، ثُمَّ ذَهَبَ يَقُومُ فَقَالَ: نَمْ، فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَ سَلْمَانُ: قُمْ الْآنَ فَصَلَّيَا، فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ: إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((صَدَقَ سَلْمَانُ)) رواه البخاري برقم (1832).
5- وعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال: قال النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ فَحُرِّمَ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ)) رواه البخاري برقم (6745)، ومسلم برقم (4349).
6- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما قال: قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ)) رواه البخاري برقم (38).
7- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا امْرَأَةٌ، قَالَ: ((مَنْ هَذِهِ؟))، قَالَتْ: فُلَانَةُ تَذْكُرُ مِنْ صَلَاتِهَا، قَالَ: ((مَهْ، عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا))، وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَادَامَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ" رواه البخاري برقم (41)، ومسلم برقم (1308).
8- وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى شَيْخًا يُهَادَى بَيْنَ ابْنَيْهِ، قَالَ: ((مَا بَالُ هَذَا؟))، قَالُوا: نَذَرَ أَنْ يَمْشِيَ، قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَهُ لَغَنِيٌّ))، وَأَمَرَهُ أَنْ يَرْكَبَ" رواه البخاري برقم (1732)، ومسلم برقم (3100).
9- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِجَالٌ يَجْتَهِدُونَ فِي الْعِبَادَةِ اجْتِهَادًا شَدِيدًا، فَقَالَ: ((تِلْكَ ضَرَاوَةُ الْإِسْلَامِ وَشِرَّتُهُ، وَلِكُلِّ ضَرَاوَةٍ شِرَّةٌ، وَلِكُلِّ شِرَّةٍ فَتْرَةٌ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى اقْتِصَادٍ وَسُنَّةٍ فَلِأُمٍّ مَا هُوَ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلَى الْمَعَاصِي فَذَلِكَ الْهَالِكُ)) رواه أحمد برقم (6253)، قال الأرنؤوط: صحيح لغيره وهذا إسناد حسن.
10-وعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: "جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا، فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: ((أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي، وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)) رواه البخاري برقم (4675)، ومسلم برقم (2487).
11-  وعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ)) رواه أحمد برقم (12579).
12- وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلَا يَقْعُدَ وَلَا يَسْتَظِلَّ وَلَا يَتَكَلَّمَ وَيَصُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مُرْهُ فَلْيَتَكَلَّمْ وَلْيَسْتَظِلَّ وَلْيَقْعُدْ وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ)) رواه البخاري برقم (6210).
13- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا))، فَقَالَ رَجُلٌ أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ))، ثُمَّ قَالَ: ((ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ)) رواه مسلم برقم (2380).
14- وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: ((مَا هَذَا الْحَبْلُ؟))، قَالُوا: هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا، حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ)) رواه البخاري برقم (1082).
15- وعن عَائِشَةُ رضي الله عنها قالت: صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَرَخَّصَ فِيهِ، فَتَنَزَّهَ عَنْهُ قَوْمٌ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَخَطَبَ، فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ: ((مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَتَنَزَّهُونَ عَنْ الشَّيْءِ أَصْنَعُهُ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً)) رواه البخاري برقم (5636).
16- وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَرَأَى زِحَامًا وَرَجُلًا قَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ((مَا هَذَا؟))، فَقَالُوا: صَائِمٌ، فَقَالَ: (( لَيْسَ مِنْ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ)) رواه البخاري برقم (1810)، ومسلم برقم(1879).
17- وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: نَذَرَتْ أُخْتِي أَنْ تَمْشِيَ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ، وَأَمَرَتْنِي أَنْ أَسْتَفْتِيَ لَهَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَفْتَيْتُهُ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لِتَمْشِ وَلْتَرْكَبْ)) رواه البخاري برقم (1723)، ومسلم برقم (3102).
18- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ))، قَالَهَا ثَلَاثًا رواه مسلم برقم (4823).
19-وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا عَبْدَ اللَّهِ أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ، فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: فَلَا تَفْعَلْ صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ))، فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ عَلَيَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: ((فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَلَا تَزِدْ عَلَيْهِ))، قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام؟ قَالَ: ((نِصْفَ الدَّهْرِ))، فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ بَعْدَ مَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" رواه البخاري برقم (1839)، ومسلم برقم (1963).
20- وعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى إِلَى الْيَمَنِ قَالَ: ((يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا)) رواه البخاري برقم (2811)، ومسلم برقم (3263).
21- وعَنْ أَنَسٍ بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: وَاصَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِرَ الشَّهْرِ، وَوَاصَلَ أُنَاسٌ مِنْ النَّاسِ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((لَوْ مُدَّ بِيَ الشَّهْرُ لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ، إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِ)) رواه البخاري برقم (6700)، ومسلم برقم (1848).
22- وقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه: "وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ عَلَى الْمُتَنَطِّعِينَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَشَدَّ عَلَيْهِمْ مِنْ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنِّي لَأَرَى عُمَرَ كَانَ أَشَدَّ خَوْفًا عَلَيْهِمْ أَوْ لَهُمْ" رواه الدارمي برقم (138)، قال حسين سليم أسد: إسناده صحيح.
23- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه)) رواه ابن حبان في صحيحه برقم (354)، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
شريعة الإسلام، شريعة يسر وتسهيل، جاءت بفضل الله ولطفه وحكمته ميسوراً فهمُها، سهلاً العملُ بها، تسعُ الجميع، ويطيقها الكلُّ، فليس في تكاليفها ما يرهق الكاهل، ويثقل العاتق، فهي رخصة بعد عزيمة، ولين من غير شدّة، ويسرٌ من غير عسر، ورفع للحرج عن الأمة، وإن شئتم فاقرءوا قوله سبحانه: (يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة:185).
ولو أخذت نظرة أيها الحادي في أقوال الهادي الأعظم صلى الله عليه وسلم لوجدت رسالته جاءت داعية بذلك، كيف لا وهو القائل: ((إن الدين يسر))، ولما بعث معاذ بن جبل وأبا موسى رضي الله عنهما إلى اليمن كان من أول ما أوصاهما به قوله: ((يسرا ولا تعسرا))، وهذا تأصيل عام يجري في الأحكام والعقائد والأخلاق والمعاملات والأصول والفروع.
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم ينكر على من أخذ على نفسه بالشدة كما يقول ابن مسعود رضي الله عنه: والذي لا إله إلا هو ما رأيت أحداً كان أشد على المتنطعين من رسول الله صلى الله عليه وسلم"، ويحذر من مغبة التشدد فيقول صلى الله عليه وسلم: ((ولن يشاد الدينَ أحدٌ إلا غلبه))، ويضع للأمة منهاجاً في التعامل مع طبيعة الدين، حين أخبر أن ((الدين متين))، والسير فيه برفق من غير تكلفة على النفس، ولا تحمل ما لا تطيق هو المطلب والمنشد.
ويا سادة ما حال المتعمقين في الدين والغالين فيه إلا حال المُنْبَت (وهو المنقطع عن رفقته لكونه أجهد دابته حتى أعياها أو عطبت ولم يقض وطره) لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
ولقد ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم في وقائع كثيرة قوله: ((ما بال أقوامٍ)) في رسائل يبعثها ناصعة وبالنصيحة ناطقة لفئة من الناس تنطعوا في الدين، وبئس التنطع قرين، فجانبوا الصواب، وساروا في غير الركاب، وأخذوا على أنفسهم بالعنت، وتكلفوا المشاق دونما سند.
فيا رفاق: ليسعنا هدي نبينا إن أردنا المغنم، ومن سوء العاقبة نسلم، وبوافر الأجر نُكرم، والله يرعاكم.

 

"المتنطعون" أناس من جنسنا وجلدتنا، أرادوا سبل الخير، لكنهم ساروا في طريق غير الطريق ونحوا منحى التشديد والتضييق، تنطعوا في العبادات ومسائل الدين، وتعنتوا في سؤالهم والتبيين، لا يخلو منهم عصر وتجدهم في كل مصر.
كان لهم مع النبي صلى الله عليه وسلم مواقف، نورد منها نتفاً حوتها بطون المصنفات، وتناقلها الأثبات عن الأثبات، وليس مجرد النقل مقصداً، إنما المقصد هو أن نعيش مع المربي الأعظم والمعلم الملهم في معالجته لهذه الفئة التي جانبت الصواب، لا سيما وهو من حذر من سلوك التنطع بقوله صلى الله عليه وسلم: ((هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون)).
هؤلاء المتنطعون ظنوا أن الانقطاع للعبادة والرهبانية كل الدين، فعزم أحدهم أن يصوم ولا يفطر، والثاني يقوم الليل أبداً، والأخير لا يتزوج النساء، فلما علم المصطفى بخبرهم أنبأهم أنه أخشاهم لله وأتقاهم، ومع هذا يصنع خلاف ما صنعوا وأن ذلك سنته وهديه، فمن رغب عنها فليس منه، ويرى شيخاً يهادى بين ابنيه فيقول: ((ما بال هذا؟)) قالوا: هذا نذر أن يمشي إلى الكعبة، قال: ((إن الله عن تعذيب هذا نفسه لغني وأمره أن يركب)).
يا سادة: لا يشك أحد أن هذه الفئة أرادت الخير، ولكن كم من مريدٍ للخير غير مصيب له، ولذلك كانوا بأمس الحاجة إلى ترشيدِ وتوجيهِ من لو سئلت الحنكة والحكمة أين تسكن؟ لقالت: بين أضلاعه، ولم يتوان في ذلك طرفة عين؛ ولذلك لما رأى صلى الله عليه وسلم  ذات مرة حبلاً ممدوداً بين الساريتين لزينب تتعلق به إذا فترت، أمر بحله، ثم اغتنم الفرصة ليعلم الأمة ما ينبغي عمله فيقول صلى الله عليه وسلم: ((ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد))، ويؤكد على ترك التعنت في السؤال لمَّا سأله رجل عن الحج أهو في كل عام؟ قال: ((ذروني ما تركتكم، فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم...))، بل جعل صلى الله عليه وسلم ((أعظم الناس جرماً من سأل عن شيء لم يحرم، فحرم من أجل مسألته))، فيا أيها المتنطعون، دونكم سيرت نبيكم فالزموا، والقصد القصد تبلغوا.

 

التشدد والتنطع سمة جبلت النفوس على إنكارها، والقلوب على بغضها، وأنف أرباب العقول أن يتصفوا بها، ولقد جاء صاحب النهج الوضاء محمد صلى الله عليه وسلم بما يؤكد على النفور منها والتحذير من مغبتها، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو)).
ولكن يشاء الله أن يقع أفراد من صحابته رضوان الله عليهم، الذين هم أبر قلوباً وأنقى سريرة وأعظم خشية لله عز وجل فيما حذر منه، تنزعهم في ذلك بشريتهم وما جبل عليه ابن آدم من الخطأ والنسيان، والمواقف في ذلك متضافرة، لذلك أراد مرة أن يؤدب هؤلاء المتنطعين تأديباً نبوياً ينبع من نفس مشفقة؛ ليتركوا تنطعهم كما يقول أنس رضي الله عنه: واصل النبي صلى الله عليه وسلم الصيام إلى آخر الشهر ببعض أصحابه بعد أن نهاهم عن الوصال فلم يمتثلوا وقال: ((لو مد بي الشهر لواصلت وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم-المتعمقون: المتشددون-، إني لست مثلكم إني أظل يطعمني ربي ويسقين)).
وها هو رجل يعرف بأبي إسرائيل يراه النبي صلى الله عليه وسلم واقفاً، فيعلمه الصحابة -رضوان الله عليهم- بعد أن سأل عن حاله أنه نذر نذراً فيه عنت بالغ وشدة على النفس ولك الحكم! نذر أن يقوم ولا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فهنا المربي الأعظم والمعلم الأكرم صلى الله عليه وسلم يطلب الصحابة أن يأمروه أن يقعد ويستظل ويتكلم ويتم صومه؛ لتبقى الرسالة واضحة أن التنطع والشدة على النفس ليست من الدين؛ ولو نذر الإنسان في ذلك نذراً، وهذا الموقف يتكرر فيأتيه عقبة بن عامر فيخبره أن أخته نذرت أن تذهب إلى الحج ماشية وتستفتيه في ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: ((لتمش ولتركب))، لسان حاله يا عباد الله، ما هذا التشدد والتنطع وقد يسر الله عليكم؟
وتعلمون يا كرام أن تكلف العبد الصيام في السفر يخرج به عن عمل البر، هكذا صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم، وهذا التشريع منه إنما جاء لما رأى رجلاً في سفر قد سقط من جراء الصيام، وأراد صلى الله عليه وسلم بترك الصيام في السفر أن يقدم دعوة للأمة أن تأخذ بالرخص، وتدع تكليف النفس ما لا تطيق ((فالله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه)).
فيا قوم هكذا كان يتعامل نبيكم صلى الله عليه وسلم مع هذه الفئة، فاستنطقوا صفحات التاريخ هل حوت في طياتها معلماً أو مربياً أعظم وأشرف من نبيكم صلى الله عليه وسلم، أسألوها فإن أجابتكم حتماً ستقول: لا، فافخروا به واعتد وا، والله يرعاكم.

 

8 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.