عضو جديد تسجيل دخول
 حق المسلم على المسلم عظيم قد بينه صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((حق المسلم على المسلم ست))، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته-وفي رواية: فشمته - وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)).
3990
8 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.
1- قال تعالى:( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (ص:86).
2- وقال تعالى: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)،(طـه:131).
3- وقال تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)،(الضحى:5).
4- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أحبوا المساكين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: ((اللهم أَحْيِنِي مِسْكِيناً، وَأَمِتْنِي مِسْكِيناً، وَاحْشُرْنِي في زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ))[1].
5- وعن سَهْلِ بن سَعْدٍ قال: جَاءَنَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ وَنَنْقُلُ التُّرَابَ على أَكْتَافِنَا، فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لَا عَيْشَ إلا عَيْشُ الْآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ)) رواه البخاري (6050) ومسلم (1804).
6- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَلَسَ جِبْرِيلُ إِِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِِلَى السَّمَاءِ فَإِِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا الْمَلَكُ مَا نَزَلَ مُنْذُ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَرْسَلَنِي إِِلَيْكَ رَبُّكَ أَمَلَكاً جَعَلَكَ لَهُمْ أَمْ عَبْداً رَسُولاً؟ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ((لا بَلْ عَبْداً رَسُولا))[2].
7- وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن قال وهو يخطب الناس بمصر: "مَا أَبْعَد هَدْيِكُم مِن هَدي نبيكم صلى الله عليه وسلم، أَمَّا هُو فَكان أَزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغبُ الناس فيها"[3].
8- وفي قصة إيلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه .. يقول عمر رضي الله عنه: "فَدَخَلْتُ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُضْطَجِعٌ على حَصِيرٍ، فَجَلَسْتُ فَأَدْنَى عليه إِزَارَهُ وَلَيْسَ عليه غَيْرُهُ، وإذا الْحَصِيرُ قد أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فَنَظَرْتُ ببصرى في خِزَانَةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بِقَبْضَةٍ من شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ، وَمِثْلِهَا قَرَظاً في نَاحِيَةِ الْغُرْفَةِ، وإذا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ (الجلد الذي لم يتم دباغه)، قال: فأبتدرت عَيْنَايَ، قال: ((ما يُبْكِيكَ يا ابن الْخَطَّابِ)) قلت: يا نَبِيَّ اللَّهِ وما لي لَا أبكى وَهَذَا الْحَصِيرُ قد أَثَّرَ في جَنْبِكَ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فيها إلا ما أَرَى، وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى في الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ، وَأَنْتَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ، فقال: ((يا ابن الْخَطَّابِ ألا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لنا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا)) قلت: بَلَى" رواه مسلم (1479).
9- وفي رواية يقول عمر: "ثُمَّ رَفَعْتُ بَصَرِي في بَيْتِهِ، فَوَاللَّهِ ما رأيت فيه شيئا يَرُدُّ الْبَصَرَ غير أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ، فقلت: ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ على أُمَّتِكَ، فإن فَارِسَ وَالرُّومَ وُسِّعَ عليهم، وَأُعْطُوا الدُّنْيَا، وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ، وكان مُتَّكِئاً فقال: ((أو في شَكٍّ أنت يا ابن الْخَطَّابِ، أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لهم طَيِّبَاتُهُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)) فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لي" رواه البخاري (2336) ومسلم (1479).
10- وعن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: نام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على حصير (فراش منسوج من الخوص وهو) فقام وقد أثّر في جنبه، فقلنا: يا رسول اللّه لو اتّخذنا لك وطاءاً" (الفراش اللين)، فقال: ((مالي وما للدّنيا، ما أنا في الدّنيا إلّا كراكب استظلّ تحت شجرة ثمّ راحَ وتركَهَا))[4].
11- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت عليَّ امرأة من الأنصار، فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة مثنية، فبعثت إليَّ بفراش حشوه الصوف، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((مَا هَذا يَا عَائِشَةُ؟)) قالت: قلتُ: يا رسول الله فلانة الأنصارية دخلت فرأت فراشك، فذهبت فبعثت إليَّ بهذا، فقال: ((رُدِيْهِ يا عائشةُ، فواللهِ لو شِئْتُ لأَجْرَى اللهُ مَعي جِبالَ الذهبَ والفضةَ))[5].
12- وعن عائشة رضي الله عنها: قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: ((يَا عَائِشَةُ مَا فَعَلْتِ الذَّهَبُ؟)) قَالَتْ: قُلْتُ: هِيَ عِنْدِي، قَالَ: فَأْتِينِي بِهَا، وَهِيَ بَيْنَ التسع أو الخمس، فوضعها في يده، ثُمَّ قَالَ بها وأشار يزيد (أحد الرواة) بيده (رماها) وقال: ((مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِاللَّهِ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؛ أَنْفِقِيهَا))[6].
13- وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((اللّهمّ اجعل رزق آل محمّد قوتاً)) رواه مسلم (1055)، (القوت: الكفاية من غير إسراف، وقيل هو سد الرمق).
14- وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: "إن كنا آلَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَنَمْكُثُ شَهْراً ما نَسْتَوْقِدُ بِنَارٍ إن هو إلا التَّمْرُ وَالْمَاءُ" رواه مسلم (2972).
15- وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: "تُوُفِّيَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وما في رَفِّي من شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إلا شَطْرُ شَعِيرٍ في رَفٍّ لي، فَأَكَلْتُ منه حتى طَالَ على فَكِلْتُهُ، فَفَنِيَ" رواه البخاري (2930)، ومسلم (2973) واللفظ له.
16- وعن سماك بن حرب قال: سمعت النّعمان (بن بشير رضي اللّه عنهما) يخطب قال: ذكر عمرُ ما أصابَ النّاس من الدّنيا، فقال: لقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يَظَلّ اليوم يَلْتَوي ما يجد دَقَلًاً (رديء التمر) يَمْلَأ بِهِ بَطْنَهُ" رواه مسلم (2978).
17- وعن عَائِشَةَ قالت إنما كان فِرَاشُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الذي يَنَامُ عليه أَدَماً حَشْوُهُ لِيفٌ" رواه البخاري (6091) ومسلم (2082).
18- وعن عائشة زوج النبي رضي اللّه عنها قالت: ولقد مات رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وما شَبِعَ من خُبْزٍ وَزَيْتٍ في يوم واحد مرّتين" رواه مسلم (2974).
19- وعن عمرو بن الحارث رضي اللّه عنه قال: "قال ما تَرَكَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَماً، ولا دِينَاراً، ولا عَبْداً، ولا أَمَةً، ولا شيئاً إلا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلَاحَهُ، وَأَرْضاً جَعَلَهَا صَدَقَةً" رواه البخاري (2588).
20- وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: "ما شبع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيّام تباعاً من خبز برّ حتّى مَضى لسبيله" رواه مسلم برقم (2970)، وفي رواية: "ما أَشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلَه ثلاثة أيام تِبَاعاً من خبز حِنْطَة حتى فَارقَ الدنيا" رواه مسلم (2976) وفي رواية البخاري: "ما شبع آل محمّد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام برّ ثلاث ليال تِبَاعاً حتّى قُبِضَ" رواه البخاري (6089).
21- وعن أنس رضي اللّه عنه قال: "لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خِوَان (ما يوضع عليه الطعام عند الأكل) حتّى مات، وما أَكَلَ خُبْزاً مُرقّقاً حتّى مَاتَ" رواه البخاري (6085).
22- وعن عائشة رضي اللّه عنها أنّها قالت لعروة (ابن الزبير): ابن أختي إن كنّا لننظر إلى الهلال ثمّ الهلال، ثلاثة أهلّة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نار، قال: فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التّمر والماء، إلّا أنّه قد كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جِيران من الأنصار، وأنّ لهم مَنَائح (المنيحة في الأصل الشاة أو الناقة، يعطيها صاحبها رجلاً يشرب لبنها؛ ثم يردها إذا انقطع اللبن) وكانوا يمنحون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أَبْيَاتِهِم فَيسقيناه" رواه البخاري (6094).
23- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لها تَسْأَلُ، فلم تَجِدْ عِنْدِي شيئاً غير تَمْرَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بين ابْنَتَيْهَا، ولم تَأْكُلْ منها، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النبي صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، فَأَخْبَرْتُهُ، فقال: ((من ابْتُلِيَ من هذه الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ له سِتْراً من النَّار)) ِرواه البخاري (1352) واللفظ له، ومسلم (2629).
24- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنِي الْجَهْدُ، فَأَرْسَلَ إلى نِسَائِهِ فلم يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شيئاً، فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((ألا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هذه اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ الله)) فَقَامَ رَجُلٌ من الْأَنْصَارِ فقال: أنا يا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَهَبَ إلى أَهْلِهِ، فقال: لِامْرَأَتِهِ ضَيْفُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَدَّخِرِيهِ شيئاً، قالت: والله ما عِنْدِي إلا قُوتُ الصِّبْيَةِ، قال: فإذا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ، وَتَعَالَيْ فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ، وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: ((لقد عَجِبَ الله عز وجل أو ضَحِكَ من فُلَانٍ وَفُلَانَةَ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل: وَيُؤْثِرُونَ على أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كان بِهِمْ خَصَاصَةٌ رواه البخاري (4607).
25- وعن أبي ذر رضي اللّه عنه قال: كنت أَمْشِي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حَرَّةِ الْمَدِينَةِ فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ، فقال: يا أَبَا ذَرٍّ، قلت: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: ((ما يَسُرُّنِي أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ هذا ذَهَباً تَمْضِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي منه دِينَارٌ إلا شيئاً أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إلا أَنْ أَقُولَ بِهِ في عِبَادِ اللَّهِ، هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، عن يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ)) ثُمَّ مَشَى، ثم قال: ((إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمْ الْأَقَلُّونَ يوم الْقِيَامَةِ إلا من قال هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، عن يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَقَلِيلٌ ما هُمْ)) الحديث.. رواه البخاري (6079).
26- وعن محمد بن جبير قال: أخبرني جبير بن مطعم أَنَّهُ بَيْنَا هو مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ الناس مُقْبِلاً من حُنَيْنٍ عَلِقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حتى اضْطَرُّوهُ إلى سَمُرَةٍ (شجرة ذا شوك)، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كان عَدَدُ هذه الْعِضَاهِ نَعَماً لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلاً، ولا كَذُوباً، ولا جَبَاناً)) رواه البخاري (2979).
27- وعن عُقْبَةَ قال: صَلَّيْتُ وَرَاءَ النبي صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قام مُسْرِعاً، فَتَخَطَّى رِقَابَ الناس إلى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَفَزِعَ الناس من سُرْعَتِهِ، فَخَرَجَ عليهم، فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا من سُرْعَتِهِ، فقال: ((ذَكَرْتُ شيئاً من تِبْرٍ (قطع ذهب أو فضة) عِنْدَنَا، فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي، فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ)) رواه البخاري (813).
28- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أَخَذَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي، فقال: ((كُنْ في الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أو عَابِرُ سَبِيلٍ)) وكان ابن عُمَرَ يقول: "إذا أَمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ، وإذا أَصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ، وَخُذْ من صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ" رواه البخاري (6053).
29- وعن مُطَرِّفٍ عن أبيه قال: أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يَقْرَأُ: أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ قال: ((يقول بن آدَمَ: مَالِي مَالِي)) قال: ((وَهَلْ لك يا بن آدَمَ من مَالِكَ إلا ما أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أو تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ)) رواه مسلم (2958).

[1] رواه الترمذي (2352)، وابن ماجة (4126)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (3328).
[2] رواه أحمد (7160)، وابن حبان في صحيحه برقم (6365) وقال الألباني: "صحيح" كما في صحيح الترغيب والترهيب رقم (3280).
[3] رواه أحمد (17808)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (7927) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وصححه الألباني في صحيح الترغيب(3294).
[4] رواه الترمذي (2377) وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجة (4109)، وقال الألباني: "صحيح لغيره" كما في صحيح الترغيب والترهيب رقم (3282).
[5] رواه البيهقي في الشعب (1449)، وأحمد في الزهد (77)، وقال الألباني: "حسن لغيره"، كما في صحيح الترغيب والترهيب رقم (3287).
[6] رواه أحمد (25531) وقال محققو المسند: "حديث صحيح".
من طبيعة الإنسان في هذه الحياة أنه إذا خُير بين أن يعيش حياة الشظف والقِلة، وبين حياة الملك والغنى؛ فإنه سيختار حياة الملك والغنى على حياة الشظف والقلة، لكن شخصاً في هذه الدنيا خُيِّر بين ذلك فاختار حياة الشظف والقِلة على حياة الملك والغنى؛ إنه سيد الزهاد، وقدوة العُبَّاد عليه الصلاة والسلام، فقد جاءه الملَك من عند ربه؛ ليخيِّره بين أن يكون ملِكاً نبياً، وبين أن يكون عبداً رسولاً؛ فاختار أن يكون عبداً رسولاً.
 
عاش عليه الصلاة والسلام عيشة الكفاف والقلة، فكان يبيت طاوياً عليه الصلاة والسلام، ويمر عليه الهلال ثم الهلال ثم الهلال - ثلاثة أهِلَّة في شهريْن - ولم يوقد في بيته نار، بل لم يشبع عليه الصلاة والسلام من خبز الشعير ثلاث ليالٍ متواليات؛ ولم يجد ما يسد به رمقه أياماً.
 
أخي الكريم: إنك إذا ما دخلت إلى بيت من بيوتنا فستجد أصنافاً من المأكولات والمشروبات، لكن لن تجد في بيت أفضل مخلوق، وأشرف رسول سوى قليل من المتاع، فهذه امرأة مسكينة تأتي إلى بيت عائشة رضي الله عنها، ومعها ابنتاها؛ يشكون الجوع، فلم تجد في بيت عائشة سوى تمرة واحدة تجود بها عليها، فتأخذها تلك المرأة المسكينة ثم تقسمها بين ابنتيها.
 
وربما جاء النبي صلى الله عليه وسلم ضيف فيرسل إلى بيوت نسائه جميعاً؛ فلا يجد عندهن شيئاً، فيخاطب عليه الصلاة والسلام الصحابة فيقول: ((ألا رجل يضيفه هذه الليلة يرحمه الله))، فيقوم رجل من الأنصار فيقول: أنا يا رسول الله، فيذهب به إلى أهله، ويقول لامرأته: "ضيف رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخريه شيئاً، فتقول المرأة: والله ما عندي إلا قوت الصبية، فيقول لها زوجها: "إذا أراد الصبية العشاء فنوميهم، وتعالي فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة"، فتفعل ذلك، وفي الصباح يغدو الرجل المُضيِّف على رسول الله عليه الصلاة والسلام فيقول له: ((لقد عجب الله عز وجل أو ضحك من فلان وفلانة))، وينزل فيه وفي زوجته قرآناً يتلى إلى يوم القيامة: وَيُؤْثِرُونَ على أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كان بِهِمْ خَصَاصَةٌ.

فلنتخلق أخي بهذا الخلق: خلق الزهد، والإيثار، ولنكن كما كان قدوتنا عليه الصلاة والسلام، وصحابته العظام.

في أي حي من أحياء مدننا الراقية قف عند دار من دورها، واستأذن بالدخول إليها؛ فإذا دخلت إلى ساحة ذلك الدار فقف قليلاً ستجد الحدائق الغناء، والمسابح الإفرنجية، والألعاب المتنوعة، وستجد الموديلات المختلفة من السيارات، وبعدها ستدخل إلى صالة الاستقبال لتجد أصنافاً من المفروشات، وأنواعاً وألواناً مختلفة من الأثاث!
 
وهنا أقف بك، لنعود بالزمن إلى الوراء ولننظر إلى بيت أشرف خلق الله عليه الصلاة والسلام ستجده بيتاً من طين؛ أطرافه متقاربة، وسقفه منخفض، أما فراشه وأثاثه فقطيفة مثنية، وجلد، وحصير ينام عليه ويقوم وقد أثر ذلك الحصير على جنبه عليه الصلاة والسلام، يراه عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين ذاك فتغلبه عينه بالبكاء، ليسأله عليه الصلاة والسلام عن سبب ذلك: ((ما يبكيك يا ابن الخطاب؟))، فيجيبه بأن كسرى وقيصر لهم قصور فخمة، فيها الفراش الناعم، والثمار والأنهار، وهم أعداء الله ورسوله، وأنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصفوته من خلقه، وهذه خزانتك ليس فيها إلا قليل من شعير، وهذا فرشك قد أثر على جنبك! فيقول عليه الصلاة والسلام: ((يا ابن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا!)). ويقول أيضاً: ((أولئك قوم عجّلت لهم طيّباتهم في الحياة الدّنيا)).

فيا أخي الحبيب: هذه سيرته صلى الله عليه وسلم فاقتد بها ، وأخرج الدنيا من قلبك، وارض بذلك، لتكون رفيقاً لسيد الزهاد عليه الصلاة والسلام في الجنة بإذن الله، فالمرء يحشر مع من أحب، وابتعد عن حياة الترف والمترفين، عسى أن تنجو وتفوز.

 حين يموت أحد أثرياء الدنيا، ويخلف أموالاً طائلة، وعقارات هائلة؛ يأخذ القضاة في توزيعها بين الورثة مدة طويلة، وقد تحصل بين هؤلاء الورثة من المشاكل النفسية والهموم ما لا يعلم به إلا الله، أما نبينا عليه الصلاة والسلام فقد مات ودرعه مرهون عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير.

مات عليه الصلاة والسلام ولم يدع شيئاً؛ لأنه كان في حياته عليه الصلاة والسلام إذا أتته الأموال وزعها على المستحقين، ثم لم يذهب بناقةٍ ولا بقرةٍ ولا شاة، وكان يقول عليه الصلاة والسلام: ((لو كان عدد هذه العضاه (الشجر) نعماً لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً، ولا كذوباً، ولا جباناً)).
 
لم يكن يحب الدنيا، ولا يطمع في طول البقاء فيها، بل يطمع فيما أعد الله له في الآخرة، فإذا أتاه مال جاد به على المستحقين؛ حاله كما قال الشاعر:
لاَ يَبْتَغِيْ الدُّنْيَا وَلاَ أَحْسَابَـهَا       ولِرَبِّهِ فِيْ كُلِّ أَمرٍ قَدْ رَغِـبْ
عُرِضَتْ عَلَيْهِ عُرُوشُهَا فَأَذَلَّها        بِإِبَائِهِ وَأَبَى الزَّعَامَةَ والذَّهَـبْ
وَإِذَا أَتَاهُ المَالُ جَـادَ بِهِ كَمَا        صُبَّتْ حُمُولَتَهَا فَأفْرَغَتِ السُّحُبْ
 
وفي مرضه الذي توفي فيه عليه الصلاة والسلام تذكر تسعة أو خمسة دنانير كانت عنده فسأل عنها عائشة رضي الله عنها، فأخبرته بها؛ فدعا بها، فلما جيء بها رمى بها عليه الصلاة والسلام، وقال: ((ما ظن محمد بالله لو لقي الله عز وجل وهذه عنده؛ أنفقيها)).
 
مات عليه الصلاة والسلام ولم يترك عبداً ولا أمة؛ وإنما ترك بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه وأرضاً؛ ليست لورثته بل هي لابن السبيل صدقة.
 
مات عليه الصلاة والسلام ولم يترك قصراً، ولا بستاناً، ولا مزرعة، ولا كنزاً، ولا حديقة، ولا أرصدة، ولا إرثاً يخص به قرابته، بل حرَّم كل ذلك عليهم فقال عليه الصلاة والسلام: ((لا نورث، ما تركناه صدقة)).
 
مات عليه الصلاة والسلام ولم يترك ديناراً، ولا درهماً، ولا عقاراً، ولا داراً؛ إنما ترك إرثاً لكل من أخذه من أمته من أهل الحظ والنصيب؛ إنه ميراث النور والهدى والعلم الذي أتى به عليه الصلاة والسلام.

فيا أتباع محمد عليه الصلاة والسلام لنغترف من معينه الصافي، وميراثه الوارف، وليكن لنا من ذلك أوفر الحظ والنصيب.

2 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.