عضو جديد تسجيل دخول
 حق المسلم على المسلم عظيم قد بينه صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((حق المسلم على المسلم ست))، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته-وفي رواية: فشمته - وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)).
4425
14 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.
1. قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159).
2. وعن أَبِي شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: سَمِعَتْ أُذُنَايَ، وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ حِينَ تَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ، قَالُوا: وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، قَالَ: يَوْمُهُ وَلَيْلَتُهُ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ، وَقَالَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَصْمُتْ)) رواه البخاري (6019 ) ومسلم (48).
3. وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ يَوْمَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)) مسلم (2970).
4. وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ((صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ سَرِيعاً دَخَلَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ ثُمَّ خَرَجَ وَرَأَى مَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ مِنْ تَعَجُّبِهِمْ لِسُرْعَتِهِ فَقَالَ: ((ذَكَرْتُ وَأَنَا فِي الصَّلَاةِ تِبْراً عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ أَنْ يُمْسِيَ أَوْ يَبِيتَ عِنْدَنَا؛ فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ)) البخاري (1221).
5. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ)) البخاري (2566) ومسلم (1030)
6. وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ)) مسلم (2625).
7. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفاً فَكَافِئُوهُ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ)) أبو داود (1672) والنسائي (2567)، وصححه الألباني في الإرواء برقم (1617).
8. وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ)) البخاري (6) ومسلم (2308).
9. وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: ((مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئاً قَطُّ فَقَالَ: لا)). البخاري (6034)، ومسلم (2311).
10. وعن أَنَس بن مَالِكٍ رضي اللَّهُ عنه قال: قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم: ((ما آمَنَ بِي من بَاتَ شَبْعَاناً وَجَارُهُ جَائِعٌ إلى جَنْبِهِ وهو يَعْلَمُ بِهِ)) المعجم الكبير للطبراني (1/259 برقم751)، وصححه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة (1/278) برقم (149).
11. وعن جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: ((إِنَّا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفِرُ، فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ (القطعة الصلبة من الأرض) شَدِيدَةٌ فَجَاءُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ، فَقَالَ: ((أَنَا نَازِلٌ))، ثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ، وَلَبِثْنَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا نَذُوقُ ذَوَاقاً (لا نطعم شيئاً)، فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ؛ فَعَادَ كَثِيباً أَهْيَلَ أَوْ أَهْيَمَ (غير متماسك، ينهال فيتساقط من جوانبه) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي إِلَى الْبَيْتِ، فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئاً مَا كَانَ فِي ذَلِكَ صَبْرٌ، فَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: عِنْدِي شَعِيرٌ وَعَنَاقٌ (أنثى المعز لم تستكمل السنة) فَذَبَحَتِ الْعَنَاقَ، وَطَحَنَتِ الشَّعِيرَ، حَتَّى جَعَلْنَا اللَّحْمَ فِي الْبُرْمَةِ، ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْعَجِينُ قَدْ انْكَسَرَ، وَالْبُرْمَةُ بَيْنَ الْأَثَافِيِّ (الحجار التي توضع تحت القِدْر للطبخ)، قَدْ كَادَتْ أَنْ تَنْضَجَ، فَقُلْتُ: طُعَيِّمٌ لِي، فَقُمْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ، قَالَ: ((كَمْ هُوَ؟)) فَذَكَرْتُ لَهُ، قَالَ: ((كَثِيرٌ طَيِّبٌ))، قَالَ: ((قُلْ لَهَا: لَا تَنْزِعْ الْبُرْمَةَ، وَلَا الْخُبْزَ مِنْ التَّنُّورِ حَتَّى آتِيَ))، فَقَالَ: ((قُومُوا))، فَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: وَيْحَكِ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَمَنْ مَعَهُمْ، قَالَتْ: هَلْ سَأَلَكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: ((ادْخُلُوا وَلَا تَضَاغَطُوا))، فَجَعَلَ يَكْسِرُ الْخُبْزَ وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ وَيُخَمِّرُ (يغطي) الْبُرْمَةَ وَالتَّنُّورَ إِذَا أَخَذَ مِنْهُ، وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ ثُمَّ يَنْزِعُ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الْخُبْزَ، وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ، قَالَ: ((كُلِي هَذَا وَأَهْدِي؛ فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ)) رواه البخاري (4101) ومسلم (2039).
12. وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: ((جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبُرْدَةٍ، فَقَالَ سَهْلٌ لِلْقَوْمِ: أَتَدْرُونَ مَا الْبُرْدَةُ؟ فَقَالَ الْقَوْمُ: هِيَ الشَّمْلَةُ، فَقَالَ سَهْلٌ: هِيَ شَمْلَةٌ مَنْسُوجَةٌ فِيهَا حَاشِيَتُهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكْسُوكَ هَذِهِ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحْتَاجاً إِلَيْهَا، فَلَبِسَهَا، فَرَآهَا عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الصَّحَابَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنَ هَذِهِ، فَاكْسُنِيهَا، فَقَالَ: ((نَعَمْ))، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَامَهُ أَصْحَابُهُ، قَالُوا: مَا أَحْسَنْتَ حِينَ رَأَيْتَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَهَا مُحْتَاجاً إِلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ إِيَّاهَا، وَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّهُ لَا يُسْأَلُ شَيْئاً فَيَمْنَعَهُ، فَقَالَ: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حِينَ لَبِسَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلِّي أُكَفَّنُ فِيهَا)) رواه البخاري (6036)
13. وعن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه أَنَّهُ بَيْنَا هُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ مُقْبِلاً مِنْ حُنَيْنٍ عَلِقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَعْرَابُ (ازدحموا عليه)، يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كَانَ عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ (شجر عظيم له شوك) نَعَماً لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلاً، وَلَا كَذُوباً، وَلَا جَبَاناً)) رواه البخاري (3148).
14. وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ نَاساً مِنْ الْأَنْصَارِ قَالُوا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: حِينَ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَمْوَالِ هَوَازِنَ مَا أَفَاءَ، فَطَفِقَ يُعْطِي رِجَالاً مِنْ قُرَيْشٍ الْمِائَةَ مِنْ الْإِبِلِ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يُعْطِي قُرَيْشاً وَيَدَعُنَا وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، قَالَ أَنَسٌ: فَحُدِّثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَقَالَتِهِمْ، فَأَرْسَلَ إِلَى الْأَنْصَارِ، فَجَمَعَهُمْ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، وَلَمْ يَدْعُ مَعَهُمْ أَحَداً غَيْرَهُمْ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((مَا كَانَ حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكُمْ))؟ قَالَ لَهُ فُقَهَاؤُهُمْ: أَمَّا ذَوُو آرَائِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَمْ يَقُولُوا شَيْئاً، وَأَمَّا أُنَاسٌ مِنَّا حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمْ، فَقَالُوا: يَغْفِرُ اللَّهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطِي قُرَيْشاً وَيَتْرُكُ الْأَنْصَارَ، وَسُيُوفُنَا تَقْطُرُ مِنْ دِمَائِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنِّي أُعْطِي رِجَالاً حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ، أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالْأَمْوَالِ وَتَرْجِعُوا إِلَى رِحَالِكُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَوَاللَّهِ مَا تَنْقَلِبُونَ بِهِ خَيْرٌ مِمَّا يَنْقَلِبُونَ بِهِ))، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ رَضِينَا، فَقَالَ لَهُمْ: ((إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً شَدِيدَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْا اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْحَوْضِ))، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمْ نَصْبِرْ" رواه البخاري (3147) ومسلم (1059) واللفظ للبخاري.
15. وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ الْتَقَى هَوَازِنُ وَمَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشَرَةُ آلَافٍ، وَالطُّلَقَاءُ (الذين أسلموا من أهل مكة عند الفتح)، فَأَدْبَرُوا، قَالَ: ((يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ))، قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ، لَبَّيْكَ نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ، فَنَزَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ))، فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ، فَأَعْطَى الطُّلَقَاءَ وَالْمُهَاجِرِينَ، وَلَمْ يُعْطِ الْأَنْصَارَ شَيْئاً، فَقَالُوا، فَدَعَاهُمْ فَأَدْخَلَهُمْ فِي قُبَّةٍ، فَقَالَ: ((أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ))؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِياً وَسَلَكَتْ الْأَنْصَارُ شِعْباً لَاخْتَرْتُ شِعْبَ الْأَنْصَارِ)) رواه البخاري (4333) ومسلم (1059).
16. وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: ((كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَجَبَذَهُ بِرِدَائِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الْبُرْدِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ ثُمَّ ضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ)) رواه البخاري (5809) ومسلم (1057).
17. وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: "أَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بِكَبِدِي عَلَى الْأَرْضِ مِنْ الْجُوعِ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَشُدُّ الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنْ الْجُوعِ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْماً عَلَى طَرِيقِهِمْ الَّذِي يَخْرُجُونَ مِنْهُ، فَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ مَا سَأَلْتُهُ إِلَّا لِيُشْبِعَنِي، فَمَرَّ فَلَمْ يَفْعَلْ، ثُمَّ مَرَّ بِي أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ حِينَ رَآنِي، وَعَرَفَ مَا فِي نَفْسِي، وَمَا فِي وَجْهِي، ثُمَّ قَالَ: ((يَا أَبَا هِرٍّ))، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((الْحَقْ))، وَمَضَى فَتَبِعْتُهُ، فَدَخَلَ، فَاسْتَأْذَنَ فَأَذِنَ لِي، فَدَخَلَ فَوَجَدَ لَبَناً فِي قَدَحٍ، فَقَالَ: ((مِنْ أَيْنَ هَذَا اللَّبَنُ؟)) قَالُوا: أَهْدَاهُ لَكَ فُلَانٌ أَوْ فُلَانَةُ، قَالَ: ((أَبَا هِرٍّ))، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((الْحَقْ إِلَى أَهْلِ الصُّفَّةِ، فَادْعُهُمْ لِي))، قَالَ: وَأَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافُ الْإِسْلَامِ؛ لَا يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلَا مَالٍ، وَلَا عَلَى أَحَدٍ، إِذَا أَتَتْهُ صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ، وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئاً، وَإِذَا أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ، وَأَصَابَ مِنْهَا، وَأَشْرَكَهُمْ فِيهَا، فَسَاءَنِي ذَلِكَ، فَقُلْتُ: وَمَا هَذَا اللَّبَنُ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ؟ كُنْتُ أَحَقُّ أَنَا أَنْ أُصِيبَ مِنْ هَذَا اللَّبَنِ شَرْبَةً أَتَقَوَّى بِهَا، فَإِذَا جَاءَ أَمَرَنِي فَكُنْتُ أَنَا أُعْطِيهِمْ، وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ هَذَا اللَّبَنِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُدٌّ، فَأَتَيْتُهُمْ، فَدَعَوْتُهُمْ فَأَقْبَلُوا، فَاسْتَأْذَنُوا فَأَذِنَ لَهُمْ، وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ مِنْ الْبَيْتِ، قَالَ: ((يَا أَبَا هِرٍّ))، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((خُذْ فَأَعْطِهِمْ))، قَالَ: فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ، فَجَعَلْتُ أُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ، حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، فَأُعْطِيهِ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، فَيَشْرَبُ حَتَّى يَرْوَى، ثُمَّ يَرُدُّ عَلَيَّ الْقَدَحَ، حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ رَوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ، فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدِهِ، فَنَظَرَ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ، فَقَالَ: ((أَبَا هِرٍّ))، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((بَقِيتُ أَنَا وَأَنْتَ))، قُلْتُ: صَدَقْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: ((اقْعُدْ فَاشْرَبْ))، فَقَعَدْتُ فَشَرِبْتُ، فَقَالَ: ((اشْرَبْ))، فَشَرِبْتُ، فَمَا زَالَ يَقُولُ: ((اشْرَبْ))، حَتَّى قُلْتُ: لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ لَهُ مَسْلَكاً، قَالَ: ((فَأَرِنِي))، فَأَعْطَيْتُهُ الْقَدَحَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَسَمَّى وَشَرِبَ الْفَضْلَةَ" رواه البخاري (6452).
18. وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَوْ قَدْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ قَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا))، فَلَمْ يَجِئْ مَالُ الْبَحْرَيْنِ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَنَادَى مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِدَةٌ أَوْ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِي: كَذَا وَكَذَا، فَحَثَى لِي حَثْيَةً فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِيَ خَمْسُ مِائَةٍ وَقَالَ: خُذْ مِثْلَيْهَا)) رواه البخاري (2296) ومسلم (2314).
19. وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم عَادَ بِلالا فَأَخْرَجَ له صُبْراً (الصبرة: الكومة مما يكال من طعام ونحوه) من تَمْرٍ، فقال: ((ما هذا يا بِلالُ))، قال: ادَّخَرْتُهُ لك يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: ((أَمَا تخشى أَنْ يُجْعَلَ لك بُخَارٌ في نَارِ جَهَنَّمَ؟ أَنْفِقْ بِلالُ وَلا تَخْشَ من ذِي الْعَرْشِ إِقْلالاً (فقراً وإعداماً)) المعجم الكبير (1/342 برقم: 1025) وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (6/160) برقم (2661).
20. وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَأَبْطَأَ بِي جَمَلِي وَأَعْيَا، فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: ((جَابِرٌ))؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((مَا شَأْنُكَ؟)) قُلْتُ: أَبْطَأَ عَلَيَّ جَمَلِي وَأَعْيَا، فَتَخَلَّفْتُ، فَنَزَلَ يَحْجُنُهُ بِمِحْجَنِهِ (يوكزه ويضربه) ثُمَّ قَالَ: ((ارْكَبْ))، فَرَكِبْتُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَكُفُّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ((تَزَوَّجْتَ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((بِكْراً أَمْ ثَيِّباً؟)) قُلْتُ: بَلْ ثَيِّباً، قَالَ: ((أَفَلَا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ؟)) قُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ وَتَمْشُطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ، قَالَ: ((أَمَّا إِنَّكَ قَادِمٌ فَإِذَا قَدِمْتَ فَالْكَيْسَ الْكَيْسَ))، ثُمَّ قَالَ: ((أَتَبِيعُ جَمَلَكَ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ، فَاشْتَرَاهُ مِنِّي بِأُوقِيَّةٍ (أربعون درهماً من الفضة)، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلِي، وَقَدِمْتُ بِالْغَدَاةِ، فَجِئْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: ((أَالْآنَ قَدِمْتَ؟)) قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((فَدَعْ جَمَلَكَ، فَادْخُلْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ))، فَدَخَلْتُ، فَصَلَّيْتُ، فَأَمَرَ بِلَالاً أَنْ يَزِنَ لَهُ أُوقِيَّةً، فَوَزَنَ لِي بِلَالٌ فَأَرْجَحَ لِي فِي الْمِيزَانِ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى وَلَّيْتُ، فَقَالَ: ((ادْعُ لِي جَابِراً))، قُلْتُ: الْآنَ يَرُدُّ عَلَيَّ الْجَمَلَ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ، قَالَ: ((خُذْ جَمَلَكَ وَلَكَ ثَمَنُهُ)) رواه البخاري (2097) ومسلم (715)
21. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: "كَانَ لِرَجُلٍ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ، فَأَغْلَظَ لَهُ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً))، فَقَالَ لَهُمْ: ((اشْتَرُوا لَهُ سِنّاً فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ))، فَقَالُوا: إِنَّا لَا نَجِدُ إِلَّا سِنّاً هُوَ خَيْرٌ مِنْ سِنِّهِ، قَالَ: ((فَاشْتَرُوهُ فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ، فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَوْ خَيْرَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً)) رواه البخاري (2305) ومسلم (1601).
22. وعن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْماً، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَغَيْرُ هَؤُلَاءِ كَانَ أَحَقَّ بِهِ مِنْهُمْ، قَالَ: ((إِنَّهُمْ خَيَّرُونِي أَنْ يَسْأَلُونِي بِالْفُحْشِ أَوْ يُبَخِّلُونِي فَلَسْتُ بِبَاخِلٍ (بخيل مقتر في الإنفاق))) رواه مسلم (1056).
23. وعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا "أَنَّهُ غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَفَلَ مَعَهُ، فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَفَرَّقَ النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ سَمُرَةٍ، وَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ، وَنِمْنَا نَوْمَةً، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَا، وَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: ((إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتاً، فَقَالَ: مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي فَقُلْتُ: اللَّهُ ثَلَاثاً))، وَلَمْ يُعَاقِبْهُ وَجَلَسَ" رواه البخاري (2910) ومسلم (843)
24. وعن أَنَس رضي الله عنه قَالَ: ((مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْإِسْلَامِ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَاهُ، قَالَ: فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَأَعْطَاهُ غَنَماً بَيْنَ جَبَلَيْنِ، فَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ، فَقَالَ: يَا قَوْمِ أَسْلِمُوا فَإِنَّ مُحَمَّداً يُعْطِي عَطَاءً لَا يَخْشَى الْفَاقَةَ)) مسلم (2312).
25. وعَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: ((غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةَ الْفَتْحِ فَتْحِ مَكَّةَ، ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، فَاقْتَتَلُوا بِحُنَيْنٍ، فَنَصَرَ اللَّهُ دِينَهُ وَالْمُسْلِمِينَ، وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِائَةً مِنْ النَّعَمِ ثُمَّ مِائَةً ثُمَّ مِائَةً، قَالَ ابْنُ شِهَابٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ صَفْوَانَ قَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَعْطَانِي وَإِنَّهُ لَأَبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ، فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لَأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ)) رواه مسلم (2313).
26. وعَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ)) البخاري (1428) ومسلم (1034).
اتسم العرب بالكرم، وعُرفوا بالجود، بل تحالفوا عليه، وتمادحوا به، حتى ظنوا أنهم قد بلغوا مبالغَهُ، فجاء عليه الصلاة والسلام بسجيته التي فطره الله عليها، وموارد كرمه سائغة، وملابس نعمه سابغة؛
 
فأتى بأصول الكرم، ووطد دعائمه، وأسس لهم أُسُسَه، وأراهم نفسه؛ وكأنما الجود فيها نبتٌ غَرَسَه، أو الكرم قد اتخذه درعَه وترسَه، جاء بالجديد من كرم الجاه، والبديع من كرم النفس، والفائق من كرم القول، والمبهر من كرم الخُلق، وقبض على عنقود الكرم فتدلى في يده؛ فصغُر الكرام بين يديه، وظهر الجواد عنده عارياً عنه؛ إذ لم يجد الكرم دثاراً إلا بُرديه، حتى تطلعت إلى عطائه نفوس الكرماء،
 
واستشرفت إلى يده البيضاء ورثة ابن ماء السماء؛ فقد كان يكرم كريمَ كل قوم، ويبش في وجه كل أحد؛ حتى لا يحسب جليسُه أن أحداً أكرم عليه منه، يتحف بالكلمة، ويهدي الابتسامة، إن لم يجد ما ينفقه، فليسعد القول إن لم يسعد الحالُ، حتى شهد اللهُ تعالى على كرم نفس رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ، ما سُئل شيئاً إلا أعطاه.
قوله: أعطِ ذا وذاك وهذا        لم يقل "لا" مذ كان طفلاً رضيعاً
 
كان يكافئ على الهدية، ويحث عليها، ولو كانت فِرْسِن (ظلف) شاة، ويحسن القضاء، ويوصي بالمكافأة على المعروف؛ ولو بالدعاء؛ حباً في الإكرام وإن قلَّ، وترويضاً للنفوس على الجود، فهو بانٍ للمجد، سابق إلى الفرع، مغرق في الكرم، واسط في قومه، رافع أعلام الكرم، وجامع أشتات الجود.
 
يبيت طاوياً ما دامت البطون طوايا، لم يشبع من خبز الشعير حتى قُبِضَ عليه الصلاة السلام، حتى وإن أُتْرعتْ عليه الأموال؛ لما ينفقها فورَ وصولها، حتى تمنت الدراهم أن تحل ليلة بداره؛ فيأبى إلا أن يكون مبيتُها بطونَ الفقراء، وقد قام سريعا ذات يوم عقبَ صلاةٍ؛ ليخرج مالاً نسيه في بيته فيقسمه خشية أن يبيت عنده، ويعطي عطاء من لا يخشى الفقر، ويسابق المرسلات، ويفوق السحاب الهاميات، فلا زالت تحذو حذوه البحار الطاميات، وهيهات.

كرمه عليه الصلاة والسلام حمَلَ أمته على التخلق به، فلا يؤمن أحدٌ بالله واليوم الآخر إلا ويكرم ضيفه، ولا يؤمن من بات شابعاً وجاره جائع وهو يعلم به، حتى المرقة لا يطبخها أحدٌ إلا متعهداً جيرانه، كل هذا يدل على أن الكرم من الإيمان.

كان النبي صلى الله عليه وسلم متبرعاً بالمعروف قبل السؤال، مُطعِماً في المحْلِ والشدة، رؤوفاً بالسائل، متفقداً المعوزين، يفطن للفقير فيجود قبل أن يُسأل، ويُعطي أكثر من أمنية السائل، رأى في عيني أبي هريرة رضي الله عنه فقرأ الجوع في جبينه، فدعاه وأهلَ الصفة إلى قصعة لبن لا يجد غيرها، ولو ملك الدنيا لألقمهم إياها.

لا يأكل وحده في زمن الفاقة، وإن دعاه أحد إلى طعام أبتْ نفسه إلا اصطحاب الجوعى، بلغ من كرمه أن لو كان له عدد العضاة (الشوك) نعماً لأعطى مَن حوله، وقد صدَّق فعلُه قولَه يوم حنين حين أفاء الله عليه من أموال هوازن ما أفاء؛ فجعل يعطي الرجل المائة من الإبل، ويزيد من استزاد.
 
كرمه في نفسه ظهر في لسانه حين قال: ((أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً)) فكشف عن باعث جوده من الثقة بالكريم الوهاب، لأن اتصاله بالله، وقربه منه؛ أكسبه الاتصاف بصفة الكرم، فلا يخشى الفقر ولا الإقلال.
 
يفرح بالسائلين كأنما هم سيعطونه أحب شيء إليه
تراه إذا ما جئته متهللاً           كأنك تعطيه الذي هو آمله
فحين أهديت له بردة احتاج إليها؛ ما إن لبسها حتى استكساه إياها رجلٌ، فهش وبشَّ، وقال: نعم.
عزفت أخلاقه عن قول لا       فهي لا تملك إلا "هي لك"
 
وجبذه رجل ببردته حتى أثرت حاشيتها في عنقه الشريف ليقول له: أعطني من مال الله الذي عندك، فيأخذ مجامع الكرم ومعاقده فلا يكرمه بالمال إلا وقد أكرمه ببشاشة قلبه، وبسمة ثغره، وطلاقة وجهه، وأتحفه بخلقه وصفحه.
 
كان عليه دينٌ لرجل سِنٌّ من الإبل (السنُّ: الجمل في عمر معين)، فطالبه وأغلظ في تقاضيه، فقضاه خيراً من سنِّه التي عليه، وقال: ((إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً))، واشترى من جابرٍ جملاً ثم أعطاه إياه، وثمنه معه، وأرجح فيه، ومرةً وعده بالخير والعطاء لو جاءه مالٌ؛ فمات عن وعدٍ ولم يوفه فله أجر نيته، وأجر من عمل بها، ولعلَّ ذلك كان ليرشد من بعده
الرسول الكريم، والنبي الأكرم صلى عليه ربنا وسلم، اتسعت دائرة كرمه حتى احتوت خصومه وشانئيه، فأعرض عن هذا، وصفح عن ذاك، وتلطف مع أولئك، وأكرم آخرين، قسم قسماً فأعطى أناساً غيرُهم أحقُ منهم، فسئل عن ذلك فقال: ((إنهم خيروني: أن يسألوني بالفحش، أو يُبخلوني؛ فلست بباخل)) وقصدوا بذلك أحد شيئين: إما أن يصلوا إلى ما طلبوه، أو ينسبوه إلى البخل، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم ما يقتضيه كرمه من إعطائهم ما سألوه، وصبره على جفوتهم، فسلم من نسبة البخل إليه؛ إذ لا يليق به، وحلم عنهم كي يتألفهم.
 
وجاء رجل وهو نائم فاخترط سيفه يريد قتله؛ فأمكن منه عليه الصلاة والسلام، فرماه بسهم الكرام، وضربه بسيف الجود ضربتين: إحداهما: أن لم يقتله، والثانية: عفوه عنه.
 
وفتح مكة حين فتح الله عليه فجاء الذين طردوه بالأمس وآذوه؛ فحمل عفوه على راحلة كرمه فساقه إليهم يحدو بها الصفح الجميل؛ ليروا كرم النبوة، وجود المرسلين.
 
وأعطى يوم حنين صفوان بن أمية مائة من النَّعم ثم مائة ثم مائة حتى قال: والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليَّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليَّ؛ عِلماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الإنسان عبد الإحسان، إن أعطيته رضي، فكان كرمه إحدى طرق الدعوة والترغيب، وقد رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لمثل هذا أن يدخل إلى الإسلام من هذا الباب، فكان غرس نعمه التي سقاها كرُمه؛ سائغاً هنياً، فأثمر قولاً جنياً.
 
ولقد كان كرمه وجوده سلسلة من الدروس للمتعلمين، وأسوة للمتأسين، وقد ترك لنا ترشيداً في ذلك بقوله: ((الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ))
 
ففي هذا ذكر مكانة الكرم وشأنه، ثم ترشيد التصرف به، ثم الدلالة على كرم النفس وغناها؛ لئلا تضيق بالإنفاق ذرعاً، فلا يعمل بهذا الحديث إلا كريم
ومن قصد الكريم غدا كريماً

 

8 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.