عضو جديد تسجيل دخول
 حق المسلم على المسلم عظيم قد بينه صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((حق المسلم على المسلم ست))، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته-وفي رواية: فشمته - وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)).
9774
16 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.
1- قال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (آل عمران:64).
2- وقال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125).
3- وقال تعالى: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا) (الكهف:56).
4- وقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ) (الحـج:3).
5- وقال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِير) (الحـج:8).
6- وقال تعالى: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) (العنكبوت:46).
7- وعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ: "أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ الْقَوْمُ: هَذَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، وَجِئْتُ بِغَيْرِ أَمَانٍ وَلَا كِتَابٍ فَلَمَّا دُفِعْتُ إِلَيْهِ أَخَذَ بِيَدِي، وَقَدْ كَانَ قَالَ قَبْلَ ذَلِكَ: ((إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ يَدَهُ فِي يَدِي))، قَالَ: فَقَامَ فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ وَصَبِيٌّ مَعَهَا فَقَالَا: إِنَّ لَنَا إِلَيْكَ حَاجَةً فَقَامَ مَعَهُمَا حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُمَا، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي حَتَّى أَتَى بِي دَارَهُ، فَأَلْقَتْ لَهُ الْوَلِيدَةُ وِسَادَةً فَجَلَسَ عَلَيْهَا وَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: ((مَا يُفِرُّكَ أَنْ تَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَهَلْ تَعْلَمُ مِنْ إِلَهٍ سِوَى اللَّهِ؟)) قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: ثُمَّ تَكَلَّمَ سَاعَةً، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّمَا تَفِرُّ أَنْ تَقُولَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَتَعْلَمُ أَنَّ شَيْئًا أَكْبَرُ مِنْ اللَّهِ؟)) قَالَ: قُلْتُ: لَا، قَالَ: ((فَإِنَّ الْيَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّ النَّصَارَى ضُلَّالٌ))، قَالَ قُلْتُ: فَإِنِّي جِئْتُ مُسْلِمًا، قَالَ: فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ تَبَسَّطَ فَرَحًا، قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ بِي فَأُنْزِلْتُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ جَعَلْتُ أَغْشَاهُ آتِيهِ طَرَفَيْ النَّهَارِ، قَالَ: فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ عَشِيَّةً إِذْ جَاءَهُ قَوْمٌ فِي ثِيَابٍ مِنْ الصُّوفِ مِنْ هَذِهِ النِّمَارِ، قَالَ: فَصَلَّى وَقَامَ فَحَثَّ عَلَيْهِمْ ثُمَّ قَالَ: ((وَلَوْ صَاعٌ، وَلَوْ بِنِصْفِ صَاعٍ، وَلَوْ بِقَبْضَةٍ، وَلَوْ بِبَعْضِ قَبْضَةٍ يَقِي أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ حَرَّ جَهَنَّمَ، أَوْ النَّارِ، وَلَوْ بِتَمْرَةٍ، وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَاقِي اللَّهَ، وَقَائِلٌ لَهُ: مَا أَقُولُ لَكُمْ أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ سَمْعًا وَبَصَرًا؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: أَلَمْ أَجْعَلْ لَكَ مَالًا وَوَلَدًا؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: أَيْنَ مَا قَدَّمْتَ لِنَفْسِكَ؟ فَيَنْظُرُ قُدَّامَهُ وَبَعْدَهُ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ لَا يَجِدُ شَيْئًا يَقِي بِهِ وَجْهَهُ حَرَّ جَهَنَّمَ لِيَقِ أَحَدُكُمْ وَجْهَهُ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ فَإِنِّي لَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الْفَاقَةَ فَإِنَّ اللَّهَ نَاصِرُكُمْ وَمُعْطِيكُمْ حَتَّى تَسِيرَ الظَّعِينَةُ فِيمَا بَيْنَ يَثْرِبَ وَالْحِيرَةِ أَوْ أَكْثَرَ مَا تَخَافُ عَلَى مَطِيَّتِهَا السَّرَقَ)) قَالَ: فَجَعَلْتُ أَقُولُ فِي نَفْسِي: فَأَيْنَ لُصُوصُ طَيِّيءٍ؟" الترمذي برقم (2954)، قال الألباني: "قول عدي بن حاتم: أتيت...الحديث)..حسن، وقول عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضلال...فذكر الحديث بطوله)) صحيح.
8- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "اجتمعت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا فليكلمه، ولينظر ما يرد عليه، قالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، قالوا: أنت يا أبا الوليد، فأتاه عتبة، فقال: يا محمد أنت خير أم عبد الله؟ فسكت رسول الله، ثم قال: أنت خير أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك، إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك فرقت جماعتنا، وشتت أمرنا، وعبت ديننا ففضحتنا في العرب حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحراً، وأن في قريش كاهناً، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى بأن يقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى، أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة جمعنا حتى تكون أغنى قريش رجلاً، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فنزوجك عشراً، قال له رسول الله: ((أفرغت؟)) قال: نعم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم... فصلت)) حتى بلغ: ((فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود...فصلت))، فقال عتبة: حسبك، حسبك ما عندك غير هذا، قال: ((لا))، فرجع إلى قريش، فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركت شيئاً أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته، قالوا: هل أجابك؟ قال: نعم والذي نصبها بينة ما فهمت شيئاً مما قال غير أنه قال: ((أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود...))، قالوا: ويلك يكلمك رجل بالعربية لا تدري ما قال! قال: لا والله ما فهمت شيئاً مما قال غير ذكر الصاعقة" مسند أبي يعلى برقم (1818)[1]، وحسنه الألباني في فقه السيرة للغزالي.
9- وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: "أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ وَامْرَأَةٍ مِنْ الْيَهُودِ قَدْ زَنَيَا، فَقَالَ لِلْيَهُودِ: ((مَا تَصْنَعُونَ بِهِمَا؟)) قَالُوا: نُسَخِّمُ وُجُوهَهُمَا وَنُخْزِيهِمَا، قَالَ: ((فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)) فَجَاءُوا فَقَالُوا لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَرْضَوْنَ: يَا أَعْوَرُ اقْرَأْ، فَقَرَأَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَوْضِعٍ مِنْهَا فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، قَالَ: ((ارْفَعْ يَدَكَ))، فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهِ آيَةُ الرَّجْمِ تَلُوحُ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ عَلَيْهِمَا الرَّجْمَ وَلَكِنَّا نُكَاتِمُهُ بَيْنَنَا، فَأَمَرَ بِهِمَا فَرُجِمَا، فَرَأَيْتُهُ يُجَانِئُ عَلَيْهَا الْحِجَارَةَ" البخاري برقم (7543)، (التسخيم: تسويد الوجه)، (الرجم: رمي الزاني المتزوج بالحجارة حتى الموت)، (نكاتمه: نسره ولا نظهره)، (يجانئ: يميل عليها ليقيها الحجارة).
10- وعَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ رَجُلٍ قَالَ قُلْتُ لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ: حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْكَ، قَالَ: نَعَمْ لَمَّا بَلَغَنِي خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَرِهْتُ خُرُوجَهُ كَرَاهَةً شَدِيدَةً خَرَجْتُ حَتَّى وَقَعْتُ نَاحِيَةَ الرُّومِ، وَقَالَ -يَعْنِي يَزِيدَ بِبَغْدَادَ- حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى قَيْصَرَ قَالَ: فَكَرِهْتُ مَكَانِي ذَلِكَ أَشَدَّ مِنْ كَرَاهِيَتِي لِخُرُوجِهِ قَالَ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَوْلَا أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَضُرَّنِي، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا عَلِمْتُ، قَالَ: فَقَدِمْتُ فَأَتَيْتُهُ فَلَمَّا قَدِمْتُ قَالَ النَّاسُ: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ لِي: ((يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ أَسْلِمْ تَسْلَمْ)) ثَلَاثًا، قَالَ قُلْتُ: إِنِّي عَلَى دِينٍ، قَالَ: ((أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ))، فَقُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي، قَالَ: ((نَعَمْ أَلَسْتَ مِنْ الرَّكُوسِيَّةِ، وَأَنْتَ تَأْكُلُ مِرْبَاعَ قَوْمِكَ؟)) قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: ((فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ)) قَالَ: فَلَمْ يَعْدُ أَنْ قَالَهَا فَتَوَاضَعْتُ لَهَا، فَقَالَ: ((أَمَا إِنِّي أَعْلَمُ مَا الَّذِي يَمْنَعُكَ مِنْ الْإِسْلَامِ، تَقُولُ إِنَّمَا اتَّبَعَهُ ضَعَفَةُ النَّاسِ، وَمَنْ لَا قُوَّةَ لَهُ وَقَدْ رَمَتْهُمْ الْعَرَبُ أَتَعْرِفُ الْحِيرَةَ؟)) قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا وَقَدْ سَمِعْتُ بِهَا، قَالَ: ((فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُتِمَّنَّ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى تَخْرُجَ الظَّعِينَةُ مِنْ الْحِيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارِ أَحَدٍ، وَلَيَفْتَحَنَّ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ)) قَالَ: قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟ قَالَ: ((نَعَمْ كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ، وَلَيُبْذَلَنَّ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ))، قَالَ عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ: فَهَذِهِ الظَّعِينَةُ تَخْرُجُ مِنْ الْحِيرَةِ فَتَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارٍ، وَلَقَدْ كُنْتُ فِيمَنْ فَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكُونَنَّ الثَّالِثَةُ؛ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَهَا" أحمد برقم (17796)، وجاء في تحقيق المسند للأرناؤوط وغيره: بعضه صحيح، (الركوسية: دين بين النصرانية واليهودية)، (المرباع: أي ربع الغنائم).
11- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سُمٌّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اجْمَعُوا إِلَيَّ مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ يَهُودَ))، فَجُمِعُوا لَهُ، فَقَالَ: ((إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ؟)) فَقَالُوا: نَعَمْ، قَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَنْ أَبُوكُمْ؟)) قَالُوا: فُلَانٌ، فَقَالَ: ((كَذَبْتُمْ بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ))، قَالُوا: صَدَقْتَ، قَالَ: ((فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُ عَنْهُ؟)) فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، وَإِنْ كَذَبْنَا عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا، فَقَالَ لَهُمْ: ((مَنْ أَهْلُ النَّارِ؟)) قَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَا فِيهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اخْسَئُوا فِيهَا وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا))، ثُمَّ قَالَ: ((هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ؟)) فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، قَالَ: ((هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سُمًّا؟)) قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ((مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ؟)) قَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا نَسْتَرِيحُ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ" البخاري برقم (3169).


[1] مسند أبي يعلى (3/349- 351)، تأليف: أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي التميمي، تحقيق: حسين سليم أسد، دار النشر: دار المأمون للتراث - دمشق - 1404 - 1984، الطبعة: الأولى.

أرسل الله تبارك وتعالى رسله مبشرين ومنذرين، ليبينوا للناس ما نُزِّل إليهم من آيات الله والحكمة، وممن أرسلهم الله إلى الخليقة –وهو خير الرسل- رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، أرسله إلى الناس كافة دون استثناء، حتى من كان منهم من أهل الكتاب، فهم مطالبون بأن يدينوا بدين الإسلام، وأن يؤمنوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم،

وقد أمر الله تعالى نبيه أن يدعو أهل الكتاب إلى الإسلام، وأن يحاورهم ويناقشهم بما يعلمون، وبما يعتقدون، فقال جل وعلا: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)، يدعو الله تعالى نبيه إلى الحوار مع اليهود والنصارى، وإلى العدل في المقال، والإنصاف في الجدال، فيدعوهم إلى ما اتفق عليه الأنبياء والمرسلون، وهو (ألا نعبد إلا الله ولا نشرك بها شيئاً)، وعلى هذا المنهج الراقي والمميز كانت مناظرات النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفار، فها هو عدي بن حاتم يقدم على النبي عليه الصلاة والسلام وهو جالس في المسجد، فيأخذه الحبيب المصطفى إلى داره، ثم يبدأ الحوار والنقاش بحمد الله والثناء عليه، ثم يقول: ((مَا يُفِرُّكَ أَنْ تَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَهَلْ تَعْلَمُ مِنْ إِلَهٍ سِوَى اللَّهِ؟))، فيجيب بلا، ثم يحاوره، ثم يقول له: ((إِنَّمَا تَفِرُّ أَنْ تَقُولَ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَتَعْلَمُ أَنَّ شَيْئًا أَكْبَرُ مِنْ اللَّهِ؟))، فيجيب بلا، ثم يبين عليه الصلاة والسلام حال أهل الكتاب من اليهود والنصارى، فيقول: ((فَإِنَّ الْيَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّ النَّصَارَى ضُلَّالٌ))، ثم يعلن عدي إسلامه، فيستبشر النبي الرحيم بذلك، ويتهلل وجهه فرحاً، نعم فرح واستبشر عندما أسلم عدي، وذلك بعدما أحسن استقباله، فأكرمه، وأنزله في بيته، وأخذ يسائله، وينظر ما الشبه التي يحملها، وجاء صلى الله عليه وسلم بالقول الفصل، ودخل في لب الموضوع، وعرض عليه التوحيد، بأسهل عبارة، وأوضح بيان، فأين من يهتدي بهديه؟ فيبلِّغ دين الله تعالى كما بلَّغه رسوله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم.

الدعوة إلى الله تعالى أمر يحتاج إلى فقه ووعي، ويكون ذلك بالنظر إلى من سبق من الدعاة والعاملين في هذا الحقل المبارك، وقبل النظر في تجربة أي داعية مهما بلغت درجته، ومهما تعددت شهاداته، ومهما كبرت خبراته لابد أن نمعن النظر في فعل الدعاة الأوائل من الأنبياء والمرسلين، وقد نقتصر على النظر في طريقة أفضل داعية عرفه التاريخ، وأعظم معلمٍ قابلته البشرية، إنه محمد صلى الله عليه وسلم،
فمع ما كان معه من وحي يؤيده، وينصره الله به إلا أنه كان يلاقي ما يلاقي من الصد والإيذاء، ودفع الحق بالباطل، كما قال الله: (وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا)، فيرد الكفار ما تأتيهم به الرسل، ويجادلون بغير علم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ)،  فحججهم واهية، وأدلتهم سقيمة.

ها هم كفار قريش وقد أرسلوا أعلمهم وهو عتبة بن ربيعة لمناظرته صلى الله عليه وسلم، فأخذ يذكر ما عنده من الشبه، والنبي عليه الصلاة والسلام منصت لما يقول، نعم ينصت وهو يسمع الباطل أدباً منه مع من يناظره، وليستوعب كل ما عند الخصم، فيكون الرد شافياً كافياً، ولعل هذا الخلق الرفيع يؤثر حتى في الخصم فيكون سبباً لتنازله عما يعتقد، فيستمر عتبة بن ربيعة بذكر ما كان عليه الآباء، وأن هذا الدين –الإسلام- قد فرق الناس، وتقاتلوا بسببه، وعرض على النبي عليه الصلاة والسلام المال والجاه وأجمل النساء، والنبي يستمع إليه، ثم لما أراد النبي الكريم أن يبدأ قال له: ((أفرغت؟))، قال: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل من الرحمن الرحيم...)) من سورة فصلت حتى بلغ قول الله: ((فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود...))، فقال عتبة: حسبك، حسبك ما عندك غير هذا؟ قال: ((لا))، هنا نعلم عظمة القرآن، ونعلم ما فيه من الهداية والتبيان، وأنه الحجة البالغة، والدليل القاطع، والبرهان الساطع، ليعلم من أراد المناظرة أو المناقشة أنه كلما اتصل بكتاب الله كلما قويت حجته، وسمت رايته.

لقد ربى الله عز وجل أنبياءه فأحسن تربيتهم، وعلمهم فأحسن تعليمهم، لأنهم قادة الأمم، وهم الأسوة الحسنة لمن خلفهم من العباد، ومن سائر الأنبياء الذين رباهم الله عز وجل خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فقد علمه الله كيف يدعو، وكيف يناظر، وكيف يبلغ دين ربه، فقال له: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
وهذا ما كان عليه نبينا، فقد كان صاحب حكمة وموعظة حسنة، ومناظرة مميزة، وقد حصل له مع أهل الكتاب مناظرات، وحوارات، فكان خير مناظر، وأحسن محاور، ممتثلاً قول ربه سبحانه: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ...) الآية،
وقد كان يناظر وهو يعلم حال من يناظره، ويعلم شبهه ودينه وذلك له أثر في نفس الخصم، فقد جاءه عدي بن حاتم وهو يقول: "وَاللَّهِ لَوْلَا أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَضُرَّنِي، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا عَلِمْتُ"، فلما قابله النبي عليه الصلاة والسلام دعاه للإسلام، كرر عليه الدعوة، فقال عدي: "إِنِّي عَلَى دِينٍ"، فلم يسكت النبي صلى الله عليه وسلم، بل بادره بقوله: ((أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ))، فاستغرب عَدِي، فذكر له النبي عليه الصلاة والسلام أنه يفعل أموراً لا تحل له في دينه، فكان لهذا أثر إيجابي في نفس عَدِي، وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يبادر عدياً بالسبب الذي يمنعه من الدخول في الإسلام فقال لعَدِي: ((أَمَا إِنِّي أَعْلَمُ مَا الَّذِي يَمْنَعُكَ مِنْ الْإِسْلَامِ، تَقُولُ إِنَّمَا اتَّبَعَهُ ضَعَفَةُ النَّاسِ))، فيرد على هذه الشبهة ببيانه ما سيصل له الإسلام من النصر والتمكين، وقد أسلم عَدِي ورأى حقيقة ما وعده النبي صلى الله عليه وسلم.
ويقابل عليه الصلاة والسلام يهود خيبر، فيسألهم أسئلة وهو على علم بها، فينبهر اليهود بما يرون من علمه بأمور ظنوا أنه لا يعلمها إلا هم، فكانت الحجة مع نبينا صلى الله عليه وسلم،
فمع الحكمة والموعظة الحسنة كان عليه الصلاة والسلام صاحب علم ودراية بما حوله، وما يحتاج إلى معرفته، وهكذا يكون من أراد اقتفاء خير الدعاة، وإمام المعلمين، وقدوة الناس أجمعين.
2 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.