عضو جديد تسجيل دخول
 حق المسلم على المسلم عظيم قد بينه صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((حق المسلم على المسلم ست))، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته-وفي رواية: فشمته - وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)).
5254
2 + 11 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.
1- قال تعالى:(فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلاً) (النساء: 84).
2- وعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ، وَأَشْجَعَ النَّاسِ، وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ لَيْلَةً؛ فَخَرَجُوا نَحْوَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ اسْتَبْرَأَ الْخَبَرَ، وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ، وَفِي عُنُقِهِ السَّيْفُ، وَهُوَ يَقُولُ:((لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا)) رواه البخاري (2908).
3- وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:"لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ، وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْسًا" رواه أحمد (656).
4- وعَنْ أَبِي إِسْحَقَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِلْبَرَاءِ يَا أَبَا عُمَارَةَ أَفَرَرْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ مَا وَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ وَأَخِفَّاؤُهُمْ حُسَّرًا لَيْسَ عَلَيْهِمْ سِلَاحٌ أَوْ كَثِيرُ سِلَاحٍ فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً لَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ، جَمْعَ هَوَازِنَ وَبَنِي نَصْرٍ فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ، فَأَقْبَلُوا هُنَاكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَقُودُ بِهِ فَنَزَلَ فَاسْتَنْصَرَ وَقَالَ: ((أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ)). رواه مسلم (1776).
5- وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ(الشعراء:214) صَعِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي: ((يَا بَنِي فِهْرٍ، يَا بَنِي عَدِيٍّ))، لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حَتَّى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ مَا هُوَ فَجَاءَ أَبُو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فَقَالَ:((أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ)) قَالُوا: نَعَمْ مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا، قَالَ: ((فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ)) فَقَالَ أَبُو لَهَبٍ: تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا، فَنَزَلَتْ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ(المسد:1) رواه البخاري(4770).واللفظ له ومسلم(208).
6- وعن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: غَزَونا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ نَجْدٍ، فَلَمَّا قَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَفَلَ مَعَهُ فَأَدْرَكَتْهُمْ الْقَائِلَةُ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْعِضَاهِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ يَسْتَظِلُّونَ بِالشَّجَرِ فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْتَ سَمُرَةٍ وَعَلَّقَ بِهَا سَيْفَهُ وَنِمْنَا نَوْمَةً فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَا وَإِذَا عِنْدَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: ((إِنَّ هَذَا اخْتَرَطَ عَلَيَّ سَيْفِي وَأَنَا نَائِمٌ فَاسْتَيْقَظْتُ وَهُوَ فِي يَدِهِ صَلْتًا فَقَالَ مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي فَقُلْتُ اللَّهُ)) ثَلَاثًا، وَلَمْ يُعَاقِبْهُ، وَجَلَسَ. رواه البخاري (2910).
7- وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ)) ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ: ((إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)) رواه البخاري (3475) ومسلم(1688).
8- وعَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا فِي الْغَارِ، لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: ((مَا ظَنُّكَ يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا)) رواه البخاري(3653).
9- وعن أَنَس بْن مَالِكٍ قَالَ:كان رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْبُخْلِ وَالْجُبْنِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ)) رواه البخاري (5425).
10- وعن جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ قال: بَيْنَمَا نحن نَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ النَّاسُ مَقْفَلَهُ مِنْ حُنَيْنٍ فَعَلِقَهُ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ حَتَّى اضْطَرُّوهُ إِلَى سَمُرَةٍ فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((أَعْطُونِي رِدَائِي لَوْ كَانَ لِي عَدَدُ هَذِهِ الْعِضَاهِ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا وَلَا كَذُوبًا وَلَا جَبَانًا)) رواه البخاري (2821)
11- وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى مِنْ الْقَوْمِ مِنْهُ. رواه أحمد (1349). وقال محققو المسند:"إسناده صحيح" المسند(2/454).
12- وقال ابن الأثير رحمه:" إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد مع عمومته حرب الفجار يوم نخلة، وهو من أعظم أيام الفجار. والفجار حرب كانت بين قريش ومعها كنانة وبين قيس، وهو من أعظم أيام العرب ، وكان يناولهم النبل، ويحفظ متاعهم، وكان عمره يومئذ نحو عشرين سنة، أو ما يقاربها" أسد الغابة في معرفة الصحابة(1/124) لعز الدين ابن الأثير، تحقيق علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية- بيروت. وقال ابن اسحاق رحمه الله:"هاجت حرب الفجار، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة" السيرة النبوية(1/326) لابن هشام، تحقيق: طه عبد الرءوف سعد، دار الجيل- بيروت، الطبعة:الأولى1411هـ.
13- قال: وخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ حفنة من تراب في يده، ثم قال:((أنا أقول ذلك أنت أحدهم))، وأخذ الله تعالى على أبصارهم عنه، فلا يرونه، فجعل ينثر ذلك التراب على رؤوسهم، وهو يتلو هؤلاء الآيات من يسيس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ(سورة:1- 2) إلى قولهفَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ(يــس:9) حتى فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء الآيات، ولم يبق منهم رجل إلا قد وضع على رأسه تراباً، ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم، فقال: ما تنتظرون ها هنا، قالوا: محمداً، قال: خيبكم الله، قد والله خرج عليكم محمد، ثم ما ترك منكم رجلاً إلا وقد وضع على رأسه تراباً، وانطلق لحاجته، أفما ترون ما بكم، قال: فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يتطلعون فيرون علياً على الفراش مسجيا ببرد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون: والله إن هذا لمحمد نائماً عليه برده فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا، فقام علي رضي الله عنه عن الفراش، فقال: والله لقد كان صدقنا الذي حدثنا. من رواية ابن إسحاق بدون سند، السيرة النبوية لابن هشام(3/9)، وانظر السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية(1/320)
إذا أردت أن تعرف معنى الشجاعة الحقيقية المحمودة، التي ليس فيها تهور ولا طيش، فهذا هو نموذجها الكامل صلى الله عليه وسلم، فقد كان أشجع الناس، عاش كل حياته شجاعا، لم يعرف الخوف والضعف إليه سبيلا، فكان يتصدر المواقف ويواجه المصاعب بقلب ثابت، وإيمان راسخ، وها هي مواقفه تنبئك عن ذلك:
 
فزع أهل المدينة ليلة من صوت عالٍ، فأرادوا أن يعرفوا سببه، وبينما هم كذلك إذ أقبل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم على فرس بدون لجام، وقد استكشف الخبر، وعرف حقيقة الأمر، قائلاً لهم: ((لم تراعوا لم تراعوا)) أي لا تخافوا، ولا تفزعوا، بل إن الصحابة مع شجاعتهم وقوتهم؛ كان إذا اشتد بهم القتال احتموا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
 
لقد كان خلق الشجاعة فيه صلى الله عليه وسلم خلقاً فطرياً، فها هو يشارك أعمامه في حرب الفجار، وعمره عشرين سنة، وفي المعارك يظل صلى الله عليه وسلم ثابتاً صامدا حتى وإن تراجع أصحابه، جاء رجل إلى البراء فقال: أكنتم وليتم يوم حنين؟ فقال: أشهد على نبي الله صلى الله عليه وسلم ما ولى، وأقبل القوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزل، ودعا، واستنصر، وهو يقول: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب.
 
ومن شجاعته أنه جلس في الغار مع رفيقه والمشركون حوله، ثابتا رابط الجأش مطمئن النفس، يقول لرفيق دربه: ((لا تحزن إن الله معنا))، ومن شجاعته أنه نام تحت شجرة، وعلق سيفه بغصن من أغصانها، وتفرق الصحابة في الوادي، فجاء أعرابي وأخذ السيف، وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يستيقظ، والسيف صلت في يد الأعرابي، يتهدد النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول له: من يمنعك مني، فيجيبه النبي بكل شجاعة وقوة وثقة بالله، ومن غير خوف، ولا خور، ولا وهن:((الله)). فيسقط السيف من الرجل، ثم لم يعرض له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.

فيا أبطال الإسلام، ويا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم هذا هو قدوتكم في كل شيء، فلا تحيدوا عن سنته، ولا تسلكوا غير طريقه.

من شجاعته وشدة بأسه صلى الله عليه وسلم، أن أصحابه رضي الله عنهم رغم شجاعتهم وقوتهم كانوا إذا اشتدت الحرب يحتمون خلف ظهره صلى الله عليه وسلم، ويجعلونه في المقدمة، فهذا فارس من أشجع الفرسان علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يقول:"لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ بَدْرٍ، وَنَحْنُ نَلُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأْسًا".
 
ونرى شجاعته صلى الله عليه وسلم يوم أحد عندما أحاط المشركون بجيشه، فوقف صلى الله عليه وسلم موقفا ثابتا وأخذ بمن كان معه من أبطال يشق طريقا لجيشه المطوق، حتى يخرجه مما وقع فيه، وبخطة محكمة ترعاها عناية الله استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج هو والجيش إلى مكان في جبل أحد لا يصل إليه جيش المشركين.
 
ولما كان يوم غزوة حنين، نصبت هوازن رماتها في مضايق وادي حنين وعند مرور المسلمين بين تلك المضايق رمتهم هوازن رمية رجل واحد فاضطرب المسلمون، وفرَّ عدد كبير منهم، وخاصة من الذين أسلموا يوم الفتح، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم بشجاعته، ورباطة جأشه، وحسن قيادته، طفق يركض بغلته قبل الكفار وهو يقول:
أنا النبي لا كَذِبْ *** أنا ابن عبد المطلب
حتى إن أبا سفيان بن الحارث كان آخذا بلجام بغلته، وعمه العباس بركابه، يكفانها ألا تسرع، والنبي صلى الله عليه وسلم يتقدم جهة العدو، وبتصرف حكيم جعل العباس ينادي في أصحابه، فتجمع حوله مجموعة من المهاجرين والأنصار، فكان النصر، وانهزم الكفر، وقطع دابر القوم الذين ظلموا.

هكذا كان صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، حتى تعلم الصحابة الشجاعة منه، وكانوا قادة أَكْفَاء، وقدوة في التضحية والفداء.

إن الشجاعة من جميل الأخلاق، ولا يتصف بها إلا أصحاب النفوس الفاضلة، وقد كانت الشجاعة عند العرب محل فخر وتعظيم، ونبينا صلى الله عليه وسلم نال من هذه الصفة أعلاها، وأفضلها، فقد كان خلق الشجاعة فيه صلى الله عليه وسلم، خلقاً فطرياً فطر عليه، حتى قال أنس رضي الله عنه"كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأشجع الناس".
 
 يقول العلماء عن الشجاعة إنها: بذل النّفس للذّود عن الدّين، أو الحريم، أو عن الجار المضطهد، أو عن المستجير المظلوم، وعمّن هضم ظلماً في المال والعرض، وسائر سبل الحقّ سواء قلّ من يعارض، أو كثر، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مثالاً في ذلك كله، فها هو في بداية دعوته يصعد على جبل الصفا وحيداً منادياً بأعلى صوته غير خائف، ولا جبان، متحدياً أهل مكة، :((إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد)) أي شجاعة هذه، رجلٌ يقف أمام صناديد الكفر، ثم يخاطبهم بهذا الأسلوب! إنها الشجاعة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحلى بها، لقد كانت مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مضرب المثل، ومحط النظر، فهو شجاع في موطن الشجاعة، قوي في موطن القوة، رحيم رفيق في موطن الرفق، ولقد فر المسلمون يوم حنين لما رأوا السهام ترشقهم، وظل النبي صلى الله عليه وسلم ثابتاً في المعركة، يجول  يميناً وشمالاً، صارخاً بأعلى صوته:((أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب)) .
 
 لقد تآمر كفار قريش على قتله صلى الله عليه وسلم، وأعدوا القوة والرجال لذلك، حتى أحاطوا بمنزله، وانتظروا بعد منتصف الليل خروجه من البيت، فثبت النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يصبه خوف، ولا وجل، ولم يهتم بشأنهم، ثم خرج عليهم بشجاعة وقوة، وأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رءوسهم، فلم يبق منهم رجل إلا وقد وضع على رأسه ترابًا، فأي شجاعة كان يمتلكها صلى الله عليه وسلم.

 وعندما دخل في الغار هو وصاحبه أبو بكر، وقد أحاط المشركون على فم الغار، كان أبو بكر يقول: لو نظر أحدهم إلى قدمه لرآنا، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم بشجاعة، ورباطة جأش، وثقة بربه تعالى:((يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما)) لقد تمثل النبي صلى الله عليه وسلم الشجاعة في أرقى صورها، وأبهى حللها، لقد كانت شجاعته صلى الله عليه وسلم في مكانها المناسب، فكان لا يهاب، ولا يحابي أحداً، لقد أهم قريش شأن المرأة المخزومية التي سرقت، فذهبوا إلى أسامة بن زيد حتى يشفع فيها عند رسول الله لمكانته منه صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك في شجاعة، وقوة، وحزم:((أتشفع في حد من حدود الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعة يدها))، وفقنا الله لاتباع سنته، ورزقنا كريم صحبته.

1 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.