عضو جديد | تسجيل دخول |
-
- صبره صلى الله عليه وسلم
- صدقه صلى الله عليه وسلم
- رحمته صلى الله عليه وسلم
- رفقه ولينة صلى الله عليه وسلم
- كرمه صلى الله عليه وسلم
- حياؤه صلى الله عليه وسلم
- تواضعه صلى الله عليه وسلم
- زهده صلى الله عليه وسلم
- أمانته صلى الله عليه وسلم
- إخلاصه صلى الله عليه وسلم
- وفاؤه صلى الله عليه وسلم
- حلمه صلى الله عليه وسلم
- ذكاؤه صلى الله عليه وسلم
- شجاعته صلى الله عليه وسلم
- رفقه صلى الله عليه وسلم بالحيوان
-
- نسبه صلى الله عليه وسلم
- خِلقته صلى الله عليه وسلم
- زوجاته صلى الله عليه وسلم
- أولاده صلى الله عليه وسلم
- خدمه صلى الله عليه وسلم
- غزواته صلى الله عليه وسلم
- كُتَّابه صلى الله عليه وسلم
- مُؤذِّنوه صلى الله عليه وسلم
- حُرَّاسه صلى الله عليه وسلم
- شعراؤه صلى الله عليه وسلم
- بيته صلى الله عليه وسلم
- دوابه صلى الله عليه وسلم
- سيوفه صلى الله عليه وسلم
- لباسه صلى الله عليه وسلم
18637
1- عَنْ لُبَابَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ قَالَتْ: كَانَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما فِي حِجْرِ (الحجر: الحضن) رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَالَ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ: الْبَسْ ثَوْبًا وَأَعْطِنِي إِزَارَكَ حَتَّى أَغْسِلَهُ، قَالَ: ((إِنَّمَا يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْأُنْثَى، وَيُنْضَحُ مِنْ بَوْلِ الذَّكَرِ)) رواه أبو داود برقم (375)، وصححه الألباني.
2- وعن أَبُي السَّمْحِ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَخْدِمُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَغْتَسِلَ قَالَ: ((وَلِّنِي قَفَاكَ))، فَأُوَلِّيهِ قَفَايَ فَأَسْتُرُهُ بِهِ، فَأُتِيَ بِحَسَنٍ أَوْ حُسَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَبَالَ عَلَى صَدْرِهِ فَجِئْتُ أَغْسِلُهُ، فَقَالَ: ((يُغْسَلُ مِنْ بَوْلِ الْجَارِيَةِ، وَيُرَشُّ مِنْ بَوْلِ الْغُلَامِ)) أبو داود برقم (376)، وحسنه الألباني.
3- وعَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى صَدْرِهِ أَوْ بَطْنِهِ الْحَسَنُ أَوْ الْحُسَيْنُ، فَرَأَيْتُ بَوْلَهُ أَسَارِيعَ (أساريع: أي طرائق، الواحد أسروع، سمي لاطّراده من السرعة)، فَقُمْنَا إِلَيْهِ، فَقَالَ: ((دَعُوا ابْنِي لَا تُفْزِعُوهُ حَتَّى يَقْضِيَ بَوْلَهُ))، ثُمَّ أَتْبَعَهُ الْمَاءَ، ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ بَيْتَ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، وَدَخَلَ مَعَهُ الْغُلَامُ فَأَخَذَ تَمْرَةً فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ فَاسْتَخْرَجَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ: ((إِنَّ الصَّدَقَةَ لَا تَحِلُّ لَنَا)) أحمد برقم (18580)، وصححه الأرناؤوط وغيره في تحقيق المسند.
4- وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ: ((إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ، أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ)) البخاري برقم (3371) (الْهَامَّةُ كُلُّ ذَاتِ سُمٍّ يَقْتُلُ وَالْجَمْعُ الْهَوَامُّ، فَأَمَّا مَا يَسُمُّ وَلَا يَقْتُلُ فَهُوَ السَّامَّةُ كَالْعَقْرَبِ وَالزُّنْبُورِ) (عَيْن لَامَّة: أَيْ عَيْنٍ تُصِيبُ بِسُوءٍ).
5- وقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ: ((اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ)) الترمذي برقم (464)، وصححه الألباني.
6- وعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)) أبو داود برقم (495)، وصححه الألباني (الْمَضَاجِع: أَيْ الْمَرَاقِد).
7- وعن أَبَي بَكْرَةَ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَالْحَسَنُ إِلَى جَنْبِهِ يَنْظُرُ إِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَإِلَيْهِ مَرَّةً، وَيَقُولُ: ((ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ)) البخاري برقم (3746).
8- وعن بُرَيْدَةَ بن الحصيب رضي الله عنه قَالَ: "خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ، فَنَزَلَ فَأَخَذَهُمَا فَصَعِدَ بِهِمَا الْمِنْبَرَ، ثُمَّ قَالَ: ((صَدَقَ اللَّهُ: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ، رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ))، ثُمَّ أَخَذَ فِي الْخُطْبَةِ" أبو داود برقم (1109)، وصححه الألباني (يَعْثُرَانِ: أَيْ يَمْشِيَانِ مَشْي صَغِير يَمِيل فِي مَشْيه تَارَة إِلَى هُنَا وَتَارَة إِلَى هُنَا لِضَعْفِهِ فِي الْمَشْي).
9- وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَؤُمُّ النَّاسَ، وَأُمَامَةُ بِنْتُ أَبِي الْعَاصِ -وَهِيَ ابْنَةُ زَيْنَبَ بِنْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى عَاتِقِهِ، فَإِذَا رَكَعَ وَضَعَهَا، وَإِذَا رَفَعَ مِنْ السُّجُودِ أَعَادَهَا" مسلم برقم (543).
10- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي إِحْدَى صَلَاتَيْ الْعِشَاءِ وَهُوَ حَامِلٌ حَسَنًا أَوْ حُسَيْنًا، فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَهُ، ثُمَّ كَبَّرَ لِلصَّلَاةِ فَصَلَّى فَسَجَدَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِهِ سَجْدَةً أَطَالَهَا، قَالَ أَبِي: فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَإِذَا الصَّبِيُّ عَلَى ظَهْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَرَجَعْتُ إِلَى سُجُودِي، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ، قَالَ النَّاسُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ سَجَدْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ صَلَاتِكَ سَجْدَةً أَطَلْتَهَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ حَدَثَ أَمْرٌ، أَوْ أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْكَ، قَالَ: ((كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ)) النسائي برقم (1141)، وصححه الألباني.
11- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: "كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعِشَاءَ، فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عَلَى ظَهْرِهِ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ أَخَذَهُمَا بِيَدِهِ مِنْ خَلْفِهِ أَخْذًا رَفِيقًا، وَيَضَعُهُمَا عَلَى الْأَرْضِ فَإِذَا عَادَ عَادَا حَتَّى إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ أَقْعَدَهُمَا عَلَى فَخِذَيْهِ، قَالَ: فَقُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرُدُّهُمَا، فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ، فَقَالَ لَهُمَا: ((الْحَقَا بِأُمِّكُمَا))، قَالَ: فَمَكَثَ ضَوْءُهَا حَتَّى دَخَلَا" أحمد برقم (10281)، وصححه الألباني (فَبَرَقَتْ بَرْقَةٌ: أي لمع برق في السماء)، (فَمَكَثَ ضَوْءُهَا: أي ضوء البرق).
12- وقال أَبُو بَكْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فَإِذَا سَجَدَ وَثَبَ الْحَسَنُ عَلَى ظَهْرِهِ وَعَلَى عُنُقِهِ، فَيَرْفَعُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَفْعًا رَفِيقًا لِئَلَّا يُصْرَعَ، قَالَ: فَعَلَ ذَلِكَ غَيْرَ مَرَّةٍ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ بالْحَسَنِ شَيْئًا مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَهُ، قَالَ: ((إِنَّهُ رَيْحَانَتِي مِنْ الدُّنْيَا، وَإِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَعَسَى اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ)) أحمد برقم (19994)، وصححه الألباني.
13- وعَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنِّي لَأَقُومُ فِي الصَّلَاةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلَاتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ)) البخاري برقم (707) (فَأَتَجَوَّز: أَيْ أَخْتَصِر)، (أَنْ أَشُقّ عَلَى أُمّه: وَالْمَعْنَى كَرَاهِيَة وُقُوع الْمَشَقَّة عَلَيْهَا).
14- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ النَّهَارِ لَا يُكَلِّمُنِي وَلَا أُكَلِّمُهُ حَتَّى جَاءَ سُوقَ بَنِي قَيْنُقَاعَ، ثُمَّ انْصَرَفَ حَتَّى أَتَى خِبَاءَ فَاطِمَةَ، فَقَالَ: ((أَثَمَّ لُكَعُ؟ أَثَمَّ لُكَعُ؟)) يَعْنِي حَسَنًا (اللُّكَعُ يطلق عَلَى مَعْنَيَيْنِ أَحَدُهُمَا الصَّغِيرُ وَالْآخَر اللَّئِيمُ، وَالْمُرَاد هُنَا الْأَوَّل)، فَظَنَنَّا أَنَّهُ إِنَّمَا تَحْبِسُهُ أُمُّهُ لِأَنْ تُغَسِّلَهُ وَتُلْبِسَهُ سِخَابًا (السِّخَاب هُوَ قِلَادَةٌ مِنْ الْقُرُنْفُل وَالْمِسْك وَالْعُود وَنَحْوهَا مِنْ أَخْلَاط الطِّيب، يُعْمَلُ عَلَى هَيْئَةِ السُّبْحَة، وَيُجْعَلُ قِلَادَة لِلصِّبْيَانِ وَالْجَوَارِي) فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ يَسْعَى حَتَّى اعْتَنَقَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ، وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ)) البخاري برقم (5884) ومسلم برقم (2421) واللفظ له، وزاد البخاري: َقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "فَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بَعْدَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ".
15- وقَالَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما: َسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ((إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا)) البخاري برقم ( 3753) والترمذي برقم (3770)، واللفظ له، وصحح الألباني رواية الترمذي (رَيْحَانَتَايَ: َالْمَعْنَى أَنَّهُمَا مِمَّا أَكْرَمَنِي اللَّه وَحَبَانِي بِهِ، لِأَنَّ الْأَوْلَاد يُشَمُّونَ وَيُقَبَّلُونَ فَكَأَنَّهُمْ مِنْ جُمْلَة الرَّيَاحِين).
16- وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَعِنْدَهُ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ التَّمِيمِيُّ جَالِسًا، فَقَالَ الْأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا، فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ: ((مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ)) البخاري برقم ( 5997).
17- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَعَهُ حَسَنٌ وَحُسَيْنٌ هَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهَذَا عَلَى عَاتِقِهِ، وَهُوَ يَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً، وَيَلْثِمُ هَذَا مَرَّةً، حَتَّى انْتَهَى إِلَيْنَا، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّكَ تُحِبُّهُمَا، فَقَالَ: ((مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي)) أحمد برقم (9381)، وصححه الألباني (اللثم: جمع لاثم، واللثم القُبلة).
18- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَامِلَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَى عَاتِقِهِ، وَلُعَابُهُ يَسِيلُ عَلَيْهِ" ابن ماجه برقم (685)، وصححه الألباني.
19- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ تُلُقِّيَ بِصِبْيَانِ أَهْلِ بَيْتِهِ، قَالَ: وَإِنَّهُ قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ فَسُبِقَ بِي إِلَيْهِ، فَحَمَلَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ جِيءَ بِأَحَدِ ابْنَيْ فَاطِمَةَ فَأَرْدَفَهُ خَلْفَهُ" مسلم برقم (2428).
20- وعَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "لَقَدْ قُدْتُ بِنَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، بَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ حَتَّى أَدْخَلْتُهُمْ حُجْرَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هَذَا قُدَّامَهُ وَهَذَا خَلْفَهُ" مسلم برقم (2423).
21- وعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ أَنَّ يَعْلَى بْنَ مُرَّةَ حَدَّثَهُ: أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى طَعَامٍ دُعُوا لَهُ، فَإِذَا حُسَيْنٌ يَلْعَبُ فِي السِّكَّةِ، فَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَامَ الْقَوْمِ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ فَجَعَلَ الْغُلَامُ يَفِرُّ هَا هُنَا وَهَا هُنَا، وَيُضَاحِكُهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَخَذَهُ، فَجَعَلَ إِحْدَى يَدَيْهِ تَحْتَ ذَقْنِهِ، وَالْأُخْرَى فِي فَأْسِ رَأْسِهِ (هُوَ طَرَف مُؤَخِّره الْمُنْتَشِر عَلَى الْقَفَا) فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: ((حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ)) ابن ماجه برقم (144) وصححه الألباني.
22- وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ، وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى ثُمَّ يَضُمُّهُمَا، ثُمَّ يَقُولُ: ((اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا)) البخاري برقم (6003).
23- وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِلْيَةٌ مِنْ عِنْدِ النَّجَاشِيِّ أَهْدَاهَا لَهُ فِيهَا خَاتَمٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهِ فَصٌّ حَبَشِيٌّ، قَالَتْ: فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعُودٍ مُعْرِضًا عَنْهُ أَوْ بِبَعْضِ أَصَابِعِهِ، ثُمَّ دَعَا أُمَامَةَ ابْنَةَ أَبِي الْعَاصِ ابْنَةَ ابْنَتِهِ زَيْنَبَ فَقَالَ: ((تَحَلَّيْ بِهَذَا يَا بُنَيَّةُ)) أبو داود برقم (4235)، وحسنه الألباني.
24- وعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: أَخَذَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كِخْ، كِخْ))؛ لِيَطْرَحَهَا (كِخْ كِخْ هِيَ كَلِمَة يُزْجَرُ بِهَا الصِّبْيَانُ عَنْ الْمُسْتَقْذَرَات فَيُقَال لَهُ: كِخْ أَيْ اُتْرُكْهُ)، ثُمَّ قَالَ: ((أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ)) البخاري برقم (1419).
25- وعَنْ يَعْلَى الْعَامِرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ يَسْعَيَانِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَضَمَّهُمَا إِلَيْهِ، وَقَالَ: ((إِنَّ الْوَلَدَ مَبْخَلَةٌ مَجْبَنَةٌ)) ابن ماجة برقم (3666)، وصححه الألباني (مَبْخَلَة مجبنة: أي لأجله يبخل الإنسان ويجبن فقد يحمل حب الولد الإنسان على أن يبخل بماله من أجل أولاده، ويحمل على الجبن والخوف من الموت لأجلهم).
26- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ وَيُحَنِّكُهُمْ" مسلم برقم (286).
27- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَقَّ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ" النسائي برقم (4213)، وصححه الألباني (العَقِيقة: الذبيحةُ التي تُذْبح عن الموْلود، وأصْل العَقّ: الشَّقُّ والقَطْع، وقيل للذبيحة: عَقيقَة؛ لأنَّها يُشَق حَلْقُها).
28- وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: "عَقَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِكَبْشَيْنِ كَبْشَيْنِ" النسائي برقم (4219)، وصححه الألباني.
29- وعن عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟)) قَالَ قُلْتُ: حَرْبًا، قَالَ: ((بَلْ هُوَ حَسَنٌ))، فَلَمَّا وُلِدَ الْحُسَيْنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟))، قَالَ قُلْتُ: حَرْبًا، قَالَ: ((بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ))، فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا، فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((أَرُونِي ابْنِي مَا سَمَّيْتُمُوهُ؟))، قُلْتُ: حَرْبًا، قَالَ: ((بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ))، ثُمَّ قَالَ: ((سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ: شَبَّرُ، وَشَبِيرُ، وَمُشَبِّرٌ)) أحمد برقم (771)، وجاء في تحقيق المسند للأرناؤوط وغيره: إسناده حسن.
تقف العين شاخصة وهي تتابع أحداث سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فهي ترى انشغاله بتبليغ الإسلام، والقضاء على الشرك، ومجاهدة الكفار والمنافقين، وتربية أصحابه من حوله، وتعليمهم ما أوجب الله عليهم من شرائع الدين، وتلاوة الوحي على الناس، وهو مع هذا كله رب أسرة، وعنده من يرعاهم من زوجات، وأولاد، وأحفاد، فهو لم يترك حقاً لأحد عليه إلا وفّاه إياه وزاده عليه، فلم ينشغل عن أداء حقوق الزوجات، ولا عن حقوق الأولاد، ولا حتى عن حقوق الأحفاد.
فهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم ينس أحفاده؛ بل سطر التاريخ له مع أحفاده، ما يكون نبراساً يهتدي به السالكون، وهدياً يقتدي به السائرون، فكان الحبيب المصطفى صاحب اهتمام بأحفاده، فهو دائم التفقد لهم، وكان يصحبهم معه، ويحملهم، وقد يكلفه ذلك تبولهم عليه، إلا أنه لا يتضجر،
فقد كان الحسين بن علي في حضنه فبال عليه، فرشه بماء، وانتهى الأمر، لم يتأفف، ولم ينزعج صلوات الله وسلامه عليه، ويبول أحد أحفاده عليه، فيقوم من حوله ليبعده عنه، فنهاهم حتى ينتهي من بوله لكي لا يفزع، فيقول: ((دَعُوا ابْنِي لَا تُفْزِعُوهُ حَتَّى يَقْضِيَ بَوْلَهُ))، ثُمَّ أَتْبَعَهُ الْمَاءَ.
وذات مرة يحمل الحسين على عاتقه، فيسيل لعاب الحسين عليه، فلا يتغير، وهكذا يكون الصبر على كل ما يصدر من الطفل من بول، أو صراخ وبكاء أو غير ذلك، ويقابل هذا كله برفق ولين ورحمة، ولا يمنع ذلك من صحبتهم حتى أثناء العبادة،
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤم الناس وأمامة بنت ابنته زينب على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها، وهو يؤم الناس؟! نعم وهو يؤم الناس، وفي صلاة أخرى طال سجود النبي صلى الله عليه وسلم حتى ظن الصحابة أنه حدث أمر، فما سبب هذه الإطالة؟ إنه أحد أحفاده قد اعتلى ظهره، فكره أن يقوم قبل أن يقرر الصبي القيام، قال عليه الصلاة والسلام مبيناً سبب التطويل: ((ابْنِي ارْتَحَلَنِي، فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ))، كل ذلك وهو يصلي بالناس ليزرع في حسهم أن الطفل يبقى طفلاً داخل المسجد كما هو خارجه!
وربما صلى فإذا كان في السجود قفز الحسن والحسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخذهما بيده من خلفه أخذاً رفيقاً، ويضعهما على الأرض، فإذا عاد عادا، هكذا كان رسول الله يعامل كل أحد بما يناسبه لتقتدي به أمته في ذلك، وليقتبس من نوره كل سالك.
ارتباط الأمة بربها، واتصالها بخالقها من أجل المهام التي أُرسل بها النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يربي أفراد المجتمع على ذلك، مع حرصه كل الحرص أن يكون أهل بيته من السبَّاقِين إلى كل خير،
فكما أنه رسول إلى الناس كافة فهو رب أسرة، يرعاها ويهتم بها كبيرها وصغيرها، وقد كان عليه الصلاة والسلام خير راع لأهله، حتى أحفاده كان يجعل لهم نصيباً من التربية والتعليم، ويربطهم بالله عز وجل، فقد كان يأخذهم معه إلى المسجد حتى يسمعوا الآيات ويروا جموع المسلمين، وهم يعبدون ربهم، بل قد ينزل النبي صلى الله عليه ومسلم من على منبره وهو يخطب لكي يأخذ حفيده، فقد قدم الحسن والحسين إلى المسجد وهما صغار، والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر.
ومن تعليمه صلوات الله وسلامه عليه لأحفاده وربطهم بالله تعالى أنه كان يعوذهم فيقول: ((أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ))، وهذا من شدة عنايته بهم، بل كان يعلمهم ما يدعون به ربهم من أحسن الكلمات، وأوجز العبارات، يقول الحسن بن علي رضي الله عنهما: "عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ: ((اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ))"، فيحثه على صلاة الوتر، ويحفظه ما يقول فيها.
وكان صلى الله عليه وسلم يربي أحفاده منذ الصغر على ترك المحرمات، فقد حصل أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فمه، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: ((كِخْ، كِخْ)) –وهي كلمة يزجر بها الصبيان عن المستقذرات- ليطرحها، ويبين سبب الزجر فيقول: ((أَمَا شَعَرْتَ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ))، تأديب على مراقبة الله، والبعد عما حرَّم، وإن كان الحسن حينها غير مكلف لكن ليتدرب على ذلك، فمتى يكون همنا أن يرتبط النشء بربهم، وأن يتصلوا بخالقهم منذ اللحظات الأولى من حياتهم؟ اقتداءً في ذلك بنبينا بأفضل مربي، وأعظم جدٍ لخير أحفاد.
إن الحب الصادق الذي تعيشه الأسرة الواحدة يجعلها تتميز في حياتها بالسعادة والنجاح، وتخرج الثمار الطيبة من أبناء صالحين، قد تربوا على أحسن الخصال، وأفضل الأخلاق، وفي هذا الطيف الجميل من المحبة الصادقة والود الرفيع كان يعيش أحفاد النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كانوا ينعمون بحياة طابت بوجود الحبيب عليه الصلاة والسلام،
فقد كان يبث لهم من طيبه في القول والفعل ما أثر ذلك على شخصيتهم، فأنصت التاريخ لمواقفهم العظيمة، وسجل الدهر أخلاقياتهم العالية، وكتب الزمان أفعالهم النادرة، ولا عجب فهم الذي تربوا في بيت الحب، والكرم، واللطافة، والأدب، فها هو النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن حفيديه: ((إِنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ هُمَا رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا))، يفيض بالحب لهما، ويمثلهما بما يشم من الرياحين، ويمر النبي الكريم على بيت فاطمة فينادي: ((أثم لُكَع؟)) -وتطلق لكع على الصغير مداعبة له-، فيجري الحسن نحوه حتى يعانق كل منهما الآخر،
فيقول رسول الله: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أُحِبُّهُ فَأَحِبَّهُ، وَأَحْبِبْ مَنْ يُحِبُّهُ))، معلناً للدنيا حبه الشديد لحفيده، ويدعو الله أن يحب حفيده وأحباب حفيده، بل يجعل صلى الله عليه وسلم حب حفيديه أو بغضهما مرتبطاً بحبه أو بغضه، فيقول وهو يحملهما على عاتقه ويقبل هذا تارة وهذا تارة: ((مَنْ أَحَبَّهُمَا فَقَدْ أَحَبَّنِي، وَمَنْ أَبْغَضَهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي))، بهذه المحبة الجياشة، والعاطفة الحية كان يتعامل النبي الكريم مع أحفاده.
وقد يعجب من ذلك البعض لأنه لم يقبِّل صغاراً من قبل، فهذا الأقرع ابن حابس يرى رسول الله يقبّل الحسن، فيقول: إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ أَحَدًا! وهل يعقل هذا نعم هناك من الرجال من خلت معاملاتهم مع الصغار من الرحمة، فيبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الرحمة بالصغار من الأبناء سبب لرحمة الله تعالى، فيقول: ((مَنْ لَا يَرْحَمُ لَا يُرْحَمُ))، ولم ينس النبي أن يكون لأحفاده نصيب من دعائه، فينتفعون به في دنياهم وآخرتهم، فيقول: ((اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا)).
وكان رسول الله ذا عناية خاص بأحفاده فكان يمص التمرة ويدلك بها حنك حفيده بعد ولادته، وكان يعق عنهم، ويسميهم أحسن الأسماء، ولم يهمل النبي أحفاده من الهدايا، لما لها من أثر في قلب الحفيد، فلقد أهدى نبينا إلى أمامة بنت ابنته زينب خاتماً من ذهب جاءه من النجاشي، وقد كان عليه الصلاة والسلام يركب أحفاده مع على دابته، حباً لهم، وتلطفاً معهم، وبكل ذلك كان يعامل النبي الكريم أحفاده، لتتأسى به أمته، فتكون أسعد أمة.