عضو جديد | تسجيل دخول |
-
- صبره صلى الله عليه وسلم
- صدقه صلى الله عليه وسلم
- رحمته صلى الله عليه وسلم
- رفقه ولينة صلى الله عليه وسلم
- كرمه صلى الله عليه وسلم
- حياؤه صلى الله عليه وسلم
- تواضعه صلى الله عليه وسلم
- زهده صلى الله عليه وسلم
- أمانته صلى الله عليه وسلم
- إخلاصه صلى الله عليه وسلم
- وفاؤه صلى الله عليه وسلم
- حلمه صلى الله عليه وسلم
- ذكاؤه صلى الله عليه وسلم
- شجاعته صلى الله عليه وسلم
- رفقه صلى الله عليه وسلم بالحيوان
-
- نسبه صلى الله عليه وسلم
- خِلقته صلى الله عليه وسلم
- زوجاته صلى الله عليه وسلم
- أولاده صلى الله عليه وسلم
- خدمه صلى الله عليه وسلم
- غزواته صلى الله عليه وسلم
- كُتَّابه صلى الله عليه وسلم
- مُؤذِّنوه صلى الله عليه وسلم
- حُرَّاسه صلى الله عليه وسلم
- شعراؤه صلى الله عليه وسلم
- بيته صلى الله عليه وسلم
- دوابه صلى الله عليه وسلم
- سيوفه صلى الله عليه وسلم
- لباسه صلى الله عليه وسلم
7952
1- قوله تعالى: (وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ) (يس:69).
2- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ قَدِمَ رَجُلَانِ مِنْ الْمَشْرِقِ، فَخَطَبَا، فَعَجِبَ النَّاسُ لِبَيَانِهِمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ مِنْ الْبَيَانِ لَسِحْرًا، أَوْ إِنَّ بَعْضَ الْبَيَانِ لَسِحْرٌ)). رواه البخاري برقم (5325).
3- وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ مِنْ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً))، رواه ابن ماجه برقم (3745)، وصححه الألباني.
4- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَ: "قِيلَ لَهَا: هَلْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَمَثَّلُ بِشَيْءٍ مِنْ الشِّعْرِ؟، قَالَتْ: كَانَ يَتَمَثَّلُ بِشِعْرِ ابْنِ رَوَاحَةَ، وَيَتَمَثَّلُ وَيَقُولُ: وَيَأْتِيكَ بِالْأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ" رواه الترمذي برقم (2775)، وصححه الألباني.
5- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا الشَّاعِرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ: أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلَا اللَّهَ بَاطِلٌ، وَكَادَ أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ أَنْ يُسْلِمَ)) رواه البخاري برقم (3553)، ومسلم برقم (4186).
6- وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ فِي عُمْرَةِ الْقَضَاءِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ بَيْنَ يَدَيْهِ يَمْشِي وَهُوَ يَقُولُ:
خَلُّوا بَنِي الْكُفَّارِ عَنْ سَبِيلِهِ الْيَوْمَ نَضْرِبْكُمْ عَلَى تَنْزِيلِهِ
ضـَرْبًا يُزِيلُ الْهَامَ عَنْ مَقِيلِهِ وَيُذْهِلُ الْخَلِيلَ عَنْ خَلِيلِهِ
فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا ابْنَ رَوَاحَةَ، بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي حَرَمِ اللَّهِ تَقُولُ الشِّعْرَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((خَلِّ عَنْهُ يَا عُمَرُ، فَلَهِيَ أَسْرَعُ فِيهِمْ مِنْ نَضْحِ النَّبْلِ)) رواه الترمذي برقم (2774)، وصححه الألباني.
7- وعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: "جَالَسْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكْثَرَ مِنْ مِائَةِ مَرَّةٍ، فَكَانَ أَصْحَابُهُ يَتَنَاشَدُونَ الشِّعْرَ، وَيَتَذَاكَرُونَ أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ وَهُوَ سَاكِتٌ، فَرُبَّمَا تَبَسَّمَ مَعَهُمْ" رواه الترمذي برقم (2777)، وصححه الألباني.
8- وعَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رَدِفْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ: ((هَلْ مَعَكَ مِنْ شِعْرِ أُمَيَّةَ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيْءٌ؟))، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: ((هِيهْ))، فَأَنْشَدْتُهُ بَيْتًاً، فَقَالَ: ((هِيهْ))، ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا فَقَالَ: ((هِيهْ))، حَتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ"، رواه مسلم برقم (4185).
9- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ لِحَسَّانَ مِنْبَرًا فِي الْمَسْجِدِ يَقُومُ عَلَيْهِ قَائِمًا يُفَاخِرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَوْ قَالَ: يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللَّهَ يُؤَيِّدُ حَسَّانَ بِرُوحِ الْقُدُسِ مَا يُفَاخِرُ أَوْ يُنَافِحُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)) رواه الترمذي برقم (2773)، وصححه الألباني.
10- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اهْجُوا قُرَيْشًا، فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ))، فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَالَ: ((اهْجُهُمْ))، فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يُرْضِ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ حَسَّانُ: "قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ، ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُهُ، فَقَالَ: "وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الْأَدِيمِ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا تَعْجَلْ فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا، وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا حَتَّى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي))، فَأَتَاهُ حَسَّانُ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَدْ لَخَّصَ لِي نَسَبَكَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنْ الْعَجِينِ"، قَالَتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لِحَسَّانَ: ((إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَالُ يُؤَيِّدُكَ مَا نَافَحْتَ عَنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ))، وَقَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى))، قَالَ حَسَّانُ:
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ وَعِنْدَ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا رَسُولَ اللَّهِ شِيمَتُهُ الْوَفَاءُ
فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ
ثَكِلْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا تُثِيرُ النَّقْعَ مِنْ كَنَفَيْ كَدَاءِ
يُبَارِينَ الْأَعِنَّةَ مُصْعِدَاتٍ عَلَى أَكْتَافِهَا الْأَسَلُ الظِّمَاءُ
تـَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ
فَإِنْ أَعْرَضْتُمُو عَنَّا اعْتَمَرْنَا وَكَانَ الْفَتْحُ وَانْكَشَفَ الْغِطَاءُ
وَإِلَّا فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْمٍ يُعِزُّ اللَّهُ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا يَقُولُ الْحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ
وَقَالَ اللَّهُ قَدْ يَسَّرْتُ جُنْدًا هُمْ الْأَنْصَارُ عُرْضَتُهَا اللِّقَاءُ
لَنَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ مَعَدٍّ سِبَابٌ أَوْ قِتَالٌ أَوْ هِجَاءُ
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ
وَجِبْرِيلٌ رَسُولُ اللَّهِ فِينَا وَرُوحُ الْقُدُسِ لَيْسَ لَهُ كِفَاءُ
11- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ عُمَرَ بن الخطاب رضي الله عنه مَرَّ بِحَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَحَظَ إِلَيْهِ، فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ))، قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ" رواه مسلم برقم (4539).
12- وعن الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ رضي الله عنه قال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ وَخَنْدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رَأَيْتُهُ يَنْقُلُ مِنْ تُرَابِ الْخَنْدَقِ حَتَّى وَارَى عَنِّي الْغُبَارُ جِلْدَةَ بَطْنِهِ، وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ فَسَمِعْتُهُ يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ ابْنِ رَوَاحَةَ -وَهُوَ يَنْقُلُ مِنْ التُّرَابِ-، يَقُولُ:
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا *** وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا *** وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا
إِنَّ الْأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا*** وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا
قَالَ ثُمَّ يَمُدُّ صَوْتَهُ بِآخِرِهَا" رواه البخاري برقم (3797)، ومسلم برقم (3365).
13- وعن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي فقيل: يا رسول الله، إن أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يهجوك، فقام ابن رواحة فقال: يا رسول الله ائذن لي فيه، فقال: ((أنت الذي تقول ثبت الله؟))، قال: نعم، قلت: يا رسول الله.
فثبت الله ما أعطاك من حسن *** تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصروا
قال: ((وأنت يفعل الله بك خيراً مثل ذلك)).
قال: ثم وثب كعب، فقال: يا رسول الله ائذن لي فيه، قال: أنت الذي تقول: ((همت؟))، قال: نعم، قلت: يا رسول الله
همت سخينة أن تغالب ربها ***** فليغلبن مغالب الغلاب.
قال: ((أما أن الله لم ينس ذلك لك)).
قال: ثم قام حسان فقال: يا رسول الله ائذن لي فيه، وأخرج لساناً له أسود فقال: يا رسول الله ائذن لي، إن شئت أفريت به المزاد، فقال: ((اذهب إلى أبي بكر؛ ليحدثك حديث القوم وأيامهم وأحسابهم، ثم اهجهم وجبريل معك))، رواه الحاكم برقم (3065)، وصححه الألباني.
14- وعن الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني عن أبيه عن جده قال: خرج كعب بن زهير وبجير ابنا زهير حتى أتيا أبرق العزاف، فقال بجير لكعب: اثبت في عجل هذا المكان حتى آتي هذا الرجل -يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم- فأسمع ما يقول، فثبت كعب وخرج بجير، فجاء رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فأسلم، فبلغ ذلك كعباً فقال:
ألا أبلغا عني بجيراً رسالة *** على أي شيء ويح غيرك دلكا
على خلق لم تلف أما ولا أبا *** عليه ولم تدرك عليه أخا لكا
سقاك أبو بكر بكأس روية *** وانهلك المأمور منها وعلكا
فلما بلغت الأبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدر دمه فقال: ((من لقي كعباً فليقتله))، فكتب بذلك بجير إلى أخيه يذكر له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمه، ويقول له: النجا، وما أراك تفلت.
ثم كتب إليه بعد ذلك اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتيه أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قبل ذلك، فإذا جاءك كتابي هذا فأسلم واقبل، فأسلم كعب، وقال القصيدة التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه مكان المائدة من القوم متحلقون معه حلقة، يلتفت إلى هؤلاء مرة فيحدثهم، وإلى هؤلاء مرة فيحدثهم، قال كعب: فانخت راحلتي بباب المسجد، فعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفة، فتخطيت حتى جلست إليه فأسلمت، فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، الأمان يا رسول الله قال: ((ومن أنت؟))، قلت: أنا كعب بن زهير، قال : ((أنت الذي تقول))، ثم التفت إلى أبي بكر فقال: ((كيف قال يا أبا بكر؟))، فأنشده رضي الله عنه:
سقاك أبو بكر بكاس روية *** وأنهلك المأمور منها وعلكا
قال: يا رسول الله ما قلت هكذا قال: ((وكيف قلت؟))، قال: إنما قلت:
سقاك أبو بكر بكأس روية *** وأنهلك المأمون منها وعلكا
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((مأمون والله))، ثم أنشده القصيدة كلها حتى أتى على آخرها. رواه الحاكم برقم (6477).
15- وعن ابن جدعان قال: أنشد كعب بن زهير بن أبي سلمى رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول *** متيم عندها لم يفد مكبول
رواه الحاكم برقم (6478).
16- عن البراء بن عازب رضي الله تعالى عنهما قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الأقرع: إنه هو، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اخرج إلينا، فلم يجبه. فقال: يا محمد، إن حمدي لزين، وإن ذمي لشين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ذاك الله عز وجل)). فقالوا: إنا أتيناك لنفاخرك فأذن لشاعرنا وخطيبنا. قال: ((أذنت لخطيبكم))، فقام عطارد فخطب ....
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس: ((قم فأجب الرجل))، فقام ثابت فخطب وأجابه.
وقام الزبرقان بن بدر فقال:
نحن الكرام فلا حي يعادلنا *** منا الملوك وفينا تنصب البيع
وكم قسرنا من الأجياد كلهمُ *** عند النهاب وفضل العز يتبع
ونحن يطعم عند القحط مطعمنا *** من الشواء إذا لم يؤنس القزع
إلى أن قال:
إنا أبينا، ولم يأب لنا أحد *** إنا كذلك عند الفخر نرتفع
في أبيات ذكرها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان: ((قم فأجب الرجل)) فقام فقال:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم *** قد بينوا سننا للناس تتبع
يرضى بها كل من كانت سريرته *** تقوى الإله وكل الخير يصطنع
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهمُ *** أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
سجية تلك منهم غير محدثة *** إن الخلائق - فاعلم - شرها البدع
إن كان في الناس سباقون بعدهمُ *** فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
إلى أن قال:
لا يبخلون على جار بفضلهمُ *** ولا يمسهمُ من مطمع طبع
لا يفخرون إذا نالوا عدوهم *** وإن أصيبوا فلا خور ولا هلع
نسمو إذا الحرب نالتنا مخالبها *** إذا الزعانف من أظفارها خشعوا
وقال الزبرقان أيضا:
أتيناك كيما يعلم الناس فضلنا *** إذا احتفلوا عند احتضار المواسم
فإنا ملوك الناس في كل موطن *** وأن ليس في أرض الحجاز كدارم
وإنا نذود المعلمين إذا انتخوا *** ونضرب رأس الأغيد المتفاخم
وأن لنا المرباع في كل غارة *** تغير بنجد أو بأرض الأعاجم
فأجابه حسان بن ثابت رضي الله عنه بقوله:
هل المجد إلا السؤدد العود والندى *** وجاه الملوك واحتمال العظائم ؟
نصرنا وآوينا النبي محمدا *** على أنف راض من معد وراغم
إلى أن قال:
هبلتم علينا تفخرون؟ وأنتم *** لنا خول ما بين ظئر وخادم
فإن كنتمُ جئتم لحقن دمائكم *** وأموالكم أن تقسموا في المقاسم
فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا *** ولا تلبسوا زيا كزي الأعاجم
فلما فرغ حسان، قال الأقرع بن حابس: إن هذا الرجل لمؤتى، لخطيبه أخطب من خطيبنا، ولشاعره أشعر من شاعرنا، ولأصواتهم أحلى من أصواتنا، فلما فرغ القوم أسلموا، وجوزهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسن جوائزهم" رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى في قصة وفد بني تميم (1/293)، والقصة بتمامها ذكرها ابن هشام في سيرته (2/561).
17- عن الحسن بن عبيد الله قال: حدثني من سمع النابغة الجعدي يقول: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أنشدني))، قال فنشدته:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إلى أين يا أبا ليلى؟)) قلت: إلى الجنة، قال: ((نعم، إن شاء الله))، قال: ((لا يفضض الله فاك))، فكان أحسن الناس شعراً" روي في معجم الصحابة لابن قانع (5/295).
القائد لا يكون بمعزل عن أفراده، ولا في منأى عن أتباعه؛ بل دوماً قريباً منهم، يشاركهم أتراحهم وأفراحهم، ويُعنى بذكاء مواهبهم واتقاد قرائحهم، وهذا يتجلى في صنيع النبي صلى الله عليه وسلم خاصة مع من برع من أصحابه في قرض الشعر ونظم القوافي، حتى اشتهر منهم عدد ذبوا عنه صلى الله عليه وسلم ، وذادوا عن حياض الدعوة، عرفوا فيما بعد بشعراء الرسول صلى الله عليه وسلم على رأسهم: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، وكعب بن زهير...
وكان صلى الله عليه وسلم من دماثة خلقه ولين عريكته كثيراً ما يسمع الشعر منهم حتى يقول جابر رضي الله عنه: جالست النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من مئة مرة، وكان أصحابُه يتناشدون الشِّعرَ، وربما تَبَسَّم معهم".
وإذا استحسن الشعر لم يزل يستزيد منه كما روى ذلك الشَّرِيدِ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشده من قول أمية بن أبي الصلت الثقفي إلى مئة بيت وهو يقول عقب كل بيت: ((هيه، هيه)) يعني يستزيده.
ولما أهدر البشير النذير، دم كعب بن زهير، فعاد إليه، ووضع يده بين يديه، وأنشده:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ... متيمٌ إثرها لم يُفدَ مكبولُ
استحسنه منه، فحلم عليه وصفح، وعفا عنه وسمح، وكساه بردته وسنح.
ويتفاعل مع مجتمع الشعراء، ويحاورهم بدون استعلاء فلما أنشده النابغة الجعدي قوله:
بلغنا السماء مجدَنا وجدودَنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال: أين المظهر، قال: الجنة إن شاء الله، ثم استمر؛ ليحظى بعدها بدعوة مباركة ((لا يفضفض -لا يسقط أسنانك- الله فاك)).
وييلغ به التفاعل مرحلة صار فيها يتمثل ما جادت به قرائحهم، وتفتقت به ألسنتهم؛ كما تقول عائشة: كان يتمثل بقول: "ويأتيك بالأخبار من لم تزود"، وحين كان ينقل من تراب الخندق حتى وارى التراب جلدة بطنه الشريف كان يرتجز بشعر عبد الله بن رواحة :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الْأُلَى قد بغوا علينا * وإن أرادوا فتنة أبينا
كان للشعر العربي في الجاهلية صداه الموقع، وسوطه الموجع، وتشنيعه المفجع، بلغ شأواً أن تُرفع قبيلة وتُوضع أخرى ببيت من القصيد، ولم يَقلَّ الشعر شأناً ومكانة في صدر الإسلام (عهد النبوة)، فقد كانت المعارك التي نشبت بين النبي صلى الله عليه وسلم وأعداء الدعوة يدور رحاها على جبهات عدة، فجبهة تسطرها الدماء وتخضبها الأشلاء، وثانية فصولها الرماح والسنان، وأخرى محلها البيان واللسان، بارزهم فيها بلا سيوف؛ لتحتدم بينهم معركة ضروس هيجها الأدب وأوقد أوارها الشعر.
لقد نازل النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه من كفار قريش وغيرهم في معركة القافية؛ لما لمس عميق أثرها في نفوسهم، وأدرك شدة وقعها على قلوبهم حتى قال: ((والله إنه أشد عليهم من رشق النبل))، وسخَّر لذلك جهابذة شعراء الدعوة يرشقونهم بنبال القوافي، ويحصدونهم بحسام القريض، ويخرسونهم ببلاغة البيان.
ها هو يستحسن من ابن رواحة قوله -حينما قصد الساحة وصوب على أعداء الأمة رماحه- بقوله:
خَلُّوا بني الكفارِ عَن سَبيلِهِ *** اليومَ نَضرِبْكُمُ على تنـزيلِه
ضَرْباً يُزِيلُ الهامَ عن مَقيلهِ *** ويُذْهلُ الخليـلِ عن خَليلِه
ويستثير قرائحهم في الحمية عن الدين والذب عن العرين، فيرسل إليهم أن يهجو قريشاً فيأتيه ابن رواحة وكعب بن مالك فلم يرضه منهم إلا الفحل الضارب والجبل الأشم حسان بن ثابت فيقول له: ((اهجهم))، فيقسم حسان ليفرينهم بلسانه فري الأديم، ثم يُبَشِره صلى الله عليه وسلم بالتأييد والإلهام بقوله: ((وروح القدس يؤيدك))؛ لتخرج الأحرف من لسانه بعد ذاك كأنها الشهب، يقذف بها صناديدَ كفار قريش، فلا تقوم لهم قائمة، كأنهم إبل هائمة.
ويترك صلى الله عليه وسلم منبره لحسان؛ ليفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وينافح، ردَّ ذات مرة على أبي سفيان بن الحارث حين هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل إسلامه، فكان مما قال في الرد عليه:
أَلا أَبلِغ أَبا سُفيانَ عَنّي *** فَأَنتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواءُ
هَجَوتَ مُحَمَّداً فَأَجَبتُ عَنهُ *** وَعِندَ اللَهِ في ذاكَ الجَزاءُ
أَتَهجوهُ وَلَستَ لَهُ بِكُفءٍ*** فَشَرُّكُما لِخَيرِكُما الفِداءُ
نعم، هكذا كان صلى الله عليه وسلم يتعامل مع هؤلاء الشعراء، حتى جعل منهم حصوناً عتيدة للدفاع عن حمى الإسلام، واتخذ منهم تروساً منيعة يذود بهم عن الكرامة، وسهاماً صائبة يرمي بها في نحور الأعداء، فصلوات ربي وسلامه عليه.
الشعر نظم راقٍ وشهد باقٍ، عذب المنهل حلو المحمل، جميل ديباجه، عظيم رواجه، حكم رسولنا صلى الله عليه وسلم في الشعر بحكمه، وقد رضينا حكمه فقال: ((إن من الشعر لحكمة))، فأفاض عليه هالة ووميضاً من الجمال يوم وصفه بالسحر الحلال، وبمثل هذه الآثار كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يؤجج قرائح صحابته من الشعراء، ويدفعهم إلى نظم القوافي دون تبذل أو ازدراء.
فجادت قرائحهم بأروع الفرائد وأبهى القلائد؛ يصفون الوقائع والمشاهد، ويبرزون المآثر والمناقب، وربما ضمنوه معالم مجيدة وأغراضاً فريدة استوحوها من رسالة السماء، استقوا منها معين كلماتهم، وحاموا حولها ببديع أوصافهم، فجاءت قصائدهم في وصف الدعوة، والفتوحات الإسلامية، ورثاء الشهداء، والحث على الجهاد، والعمل الصالح، بقوافٍ تشنف الأسماع، وتصب بمداد الإبداع.
ينشده كعب بن زهير في حضرته قصيدته العصماء التي جاء بها معتذرا ومنها:
نبئت أن رسول الله أوعدني *** والصفح عند رسول مأمول
إن الرسول لنور يستضاء به *** مهند من سيوف الله مسلول
فيقبل منه اعتذاره، ويكرمه ببردته التي اشتراها فيما بعد معاوية بن أبي سفيان بعشرين ألف درهم.
ويمدحه حسان ويذب عنه بقصائد سارت مسير الشمس، لا شطط فيها ولا وكْس، حتى قال فيه صلى الله عليه وسلم: ((أما حسان فشَفَى واشتَفَى))، وربما استعان به في المفاخرة كما في خبر وفد بني تميم، لما جاءوا يفاخرون بخطيبهم وشاعرهم، فقابل خطيبهم عطاردَ قيسُ بن ثابت، وشاعرَهم الزبرقان بن بدر حسانُ بن ثابت، فما كان جواب بني تميم إلا أن قالوا: خطيبه أخطب من خطيبنا، وشاعره أشعر من شاعرنا، ثم دخل الوفد جميعه في الإسلام.
وعبد الله بن رواحه يسعده بقوله :
فثبت الله ما أعطاك من حسن *** تثبيت موسى ونصراً مثل ما نصروا
وحين مات صلى الله عليه وسلم رثاه حسان بمراثٍ تبكي الصخر، وتتقاطر لوعة وحسرة على خير من وطأت قدماه الثرى.
وما كانوا رضي الله عنهم ليشغلوا أنفسهم بالقريض والشعر لولا أن أثار فيهم المصطفى صلى الله عليه وسلم قريحة الشعر، فصلى الله عليه وعلى آله صلاة تتصل مدى الليالي والأيام، وأحله أعلى مراتب الرحمة والرضوان والإكرام، ومهما قالوا فلن يبلغ الإطناب في مدحه أو الإسهاب في رثائه كُنْه محاسنه عليه السلام، ولا قدر مصيبة فقده على أهل الإسلام.