عضو جديد | تسجيل دخول |
-
- صبره صلى الله عليه وسلم
- صدقه صلى الله عليه وسلم
- رحمته صلى الله عليه وسلم
- رفقه ولينة صلى الله عليه وسلم
- كرمه صلى الله عليه وسلم
- حياؤه صلى الله عليه وسلم
- تواضعه صلى الله عليه وسلم
- زهده صلى الله عليه وسلم
- أمانته صلى الله عليه وسلم
- إخلاصه صلى الله عليه وسلم
- وفاؤه صلى الله عليه وسلم
- حلمه صلى الله عليه وسلم
- ذكاؤه صلى الله عليه وسلم
- شجاعته صلى الله عليه وسلم
- رفقه صلى الله عليه وسلم بالحيوان
-
- نسبه صلى الله عليه وسلم
- خِلقته صلى الله عليه وسلم
- زوجاته صلى الله عليه وسلم
- أولاده صلى الله عليه وسلم
- خدمه صلى الله عليه وسلم
- غزواته صلى الله عليه وسلم
- كُتَّابه صلى الله عليه وسلم
- مُؤذِّنوه صلى الله عليه وسلم
- حُرَّاسه صلى الله عليه وسلم
- شعراؤه صلى الله عليه وسلم
- بيته صلى الله عليه وسلم
- دوابه صلى الله عليه وسلم
- سيوفه صلى الله عليه وسلم
- لباسه صلى الله عليه وسلم
3597
1- (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) (سورة يونس:58).
2- وعن كعب بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه. رواه البخاري (3556).
3- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مسرور تبرق أسارير وجهه. فقال: يا عائشة ألم تري أن مجززاً المدلجي دخل عليَّ فرأى أسامة بن زيد وزيداً وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما، وبدت أقدامهما، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض. رواه البخاري (6273)، (6272)، ومسلم (2648).
4- وقالت عائشة رضي الله عنها في سياق قصة الإفك: وأُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من ساعته، فسكتنا فرفع عنه، فسري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك، فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال: (يا عائشة أما الله فقد برأك) (أي بما أنزل من القرآن)، وإني لأتبين السرور في وجهه، وهو يمسح جبينه، ويقول: ((أبشري يا عائشة، فقد أنزل الله براءتك)) رواه البخاري (3826).
5- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: نزلت عليه هذه الآية يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ حتى بلغ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً(الأحزاب: 28-29) قال: فبدأ بعائشة فقال: ((يا عائشة إني أريد أن أعرض عليك أمراً أحب أن لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك)) قالت: وما هو يا رسول الله؟، فتلا عليها الآية قالت: أفيك يا رسول الله استشير أبوى؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك أن لا تخبر امرأة من نساءك بالذي قلت، قال: ((لا تسألني امرأة منهن إلا أخبرتها، إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً ميسراً)) رواه مسلم (2703).
6- وعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت: سمعت نداء المنادي.. منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك، فقال: ((ليلزم كل إنسان مصلاه))، ثم قال: ((أتدرون لم جمعتكم؟)) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلاً نصرانياً فجاء فبايع وأسلم، وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال)) رواه مسلم (5235).
7- وقال كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة تخلفه عن غزوة تبوك: "فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق (يلمع) وجهه من السرور: ((أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك))، قلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال: ((لا، بل من عند الله)) رواه البخاري (4418) ومسلم (2769).
8- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة، (أي صفته لشبه صوتها بصوت أختها فتذكر خديجة بذلك) فارتاع لذلك، فقال: ((اللهم هالة (أي اجعلها هالة) رواه البخاري (3821)، وعند مسلم (4467) "ارتاح" مكان ارتاع.
9- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهداً؛ لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به (أي من كل شيء يقابل ذلك من الدنيويات والمراد المبالغة في عظمة ذلك المشهد، وأنه كان لو خُيِّر بين أن يكون صاحبه وبين أن يحصل له ما يقابل ذلك كائناً ما كان لكان حصوله له أحب إليه)، أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال: لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن نقاتل عن يمينك، وعن يسارك، ومن بين يديك، ومن خلفك، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه، وسره ذاك. رواه البخاري (4609).
10- وعن جرير قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاءه قوم حفاة، عراة، مجتابي النمار أو العباء (النمار جمع نمرة، وهي ثياب صوف فيها تنمير، وقوله: مجتابي النمار أي: أن الواحد منهم ليس عليه إلا ثوبه قد قطعه ليستر به عورته، وقد ربطه على رقبته، ومجتاب مأخوذ من الجوب: وهو القطع)، متقلدي السيوف (استعدادا لما يؤمرون به من الجهاد رضي الله عنهم)، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة فدخل، ثم خرج فأمر بلالا فأذن وأقام، فصلى، ثم خطب فقال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً(سورة النساء:1)، والآية التي في الحشر: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ(سورة الحشر:18)، تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، حتى قال: ((ولو بشق تمرة))، فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مُذْهَبَةٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سنَّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)) رواه مسلم (1017).
11- وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا جاءه أمر سرور، أو بُشِّر به؛ خرَّ ساجداً شاكراً لله"[1].
لا نملك حين نذكر النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن نصلي عليه، صلى الله عليه وسلم صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، من إذا فرح استنار وجهه كأنه قطعة قمر، فرحه ليس عن أشر، أو بطر، بل يفرح بالحق وللحق إذا ظهر، والباطل إذا اندحر، يفرح فيجعل من عنده يفرح، ومن يسمع به يفرح، ويستمر الفرح إلى ما شاء الله .. هذا الهدي النبوي يعلمنا كيف نفرح، وممَّ نفرح، ولِمَ نفرح؟
ولك أن تنظر إلى هذا الموقف الجميل، وتتخيل في ذاكرتك هذا الموقف الحسن؛ تتصور فيه فرح النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدخل على عائشة، ووجهه يبرق، حين يظهر الحق للناس بعد أن كان يُطعن في نسب أسامة بن زيد، فلما أكد مُجَزِّزٌ المُدْلِجِي- وكان قائفاً يتتبع الآثار ويعرف النسب بالشبه- صحة نسب أسامة بن زيد إلى أبيه رضي الله عنهما؛ فرح صلى الله عليه وسلم حتى تقول عائشة رضي الله عنها: "دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو مسرور تبرق أسارير وجهه"، فقال: ((يا عائشة ألم تري أن مُجَزِّزاً المُدْلِجِي دخل عليَّ، فرأى أسامة بن زيد، وزيداً، وعليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما، وبدت أقدامهما، فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض)).
ثم تعود بخيالك لترى أيضاً صورة من صور فرحه صلى الله عليه وسلم بظهور الحق؛ عندما أنزل الله براءة عائشة رضي الله عنها مما اتهمها به أهل الإفك (المنافقون).
ثم ها هو صلى الله عليه وسلم يفرح عندما تختاره عائشة رضي الله عنها بعد نزول آية التخيير، فإنه صلى الله عليه وسلم لما نزلت الآية دعا عائشة فقال لها: ((يا عائشة إني أريد أن أذكر لك أمراً، فلا تقضين فيه شيئاً دون أبويك)) (أي لا تعجلي فيه حتى تستشيري أبويك)، فقالت: "في أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة"، وفي رواية: "أفيك يا رسول الله أستشير أبوي، بل أختار الله ورسوله، والدار الآخرة".
هكذا كان فرحه صلى الله عليه وسلم لله وفي الله، في الحق وللحق، فلا غرو بعد ذلك أن ننهج سبيله، ونفرح كفرحه.
تتمايل الأشجار، وتتغنى الأطيار، وترتسم الفرحة على وجوه الكبار والصغار؛ حين تسمع بفرح الحبيب المختار، ففرحه فرح لمحبيه، وفرحه هدي لكل متبعيه، فهلمُّوا بنا يا أحباب لنتعرف على الأدب الكامل والهدي الجميل منه صلى الله عليه وسلم:
كان صلى الله عليه وسلم يفرح إذا سمع خبراً يُصدِّق بعض ما أخبر به، فقد فرح صلى الله عليه وسلم بسماع قصة تميم الداري رضي الله عنه مع الدجال؛ لأنها كانت مصداقا لما أخبر به عن الدجال .
ويفرح عندما يرى منافسة ومسابقة الصحابة في طاعة الله، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد أتاه صلى الله عليه وسلم أناس فقراء في حالة تُبكي الفؤاد، وتُدمع العين، فقام صلى الله عليه وسلم يخطب في الناس، ويحثُّ على الصدقة، فما كان منهم إلا أن تسابقوا في ذلك حتى جمعوا شيئاً عظيماً من المتاع، فلما رأى ذلك صلى الله عليه وسلم تهلل وجهه صلى الله عليه وسلم كأنه مُذْهَبَةٌ.
ويفرح صلى الله عليه وسلم إن حصل لبعض أصحابه خير؛ كفرحه بتوبة الله تعالى على كعب بن مالك وصاحبيه رضي الله عنهم.
وربما فرح صلى الله عليه وسلم بلقاء من يذكره بمن يحب؛ كما في قصة استئذان هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف استئذان خديجة فارتاح لذلك، وقال: ((اللهم هالة)) أي اللهم اجعلها هالة.
وكذلك كان يفرح ويسر صلى الله عليه وسلم عند سماع الكلام الذي به نصرة دين الله، فإنه لما سمع من الصحابة قولهم له: "لا نقول كما قال قوم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكن نقاتل عن يمينك، وعن يسارك، ومن بين يديك، ومن خلفك"؛ أشرق وجهه، وسره ذلك.
ولم يكن فرحه ينسيه أن يشكر نعم الله تعالى عليه، فكان إذا جاءه ما يفرحه سجد شكراً لله تعالى، مستشعرا بذلك نعمة الله عليه.
هذا هو الفرح النبوي الذي لا يُغفِل الحاجات البشرية، والمشاعر النفسية، وفي المقابل يعلق القلوب بالله عبودية وربانية، فهلموا بنا لنفرح ونسعد على منهجه، ونقتدي بسنته.