عضو جديد تسجيل دخول
 حق المسلم على المسلم عظيم قد بينه صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((حق المسلم على المسلم ست))، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته-وفي رواية: فشمته - وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)).
9413
2 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.
غزواته كلها وبعوثه وسراياه كانت بعد الهجرة في مدة عشر سنين، فالغزوات سبع وعشرون، وقيل: خمس وعشرون، وقيل: تسع وعشرون، وقيل غير ذلك.
قاتل منها في تسع: بدر وأحد والخندق وقريظة والمصطلق وخيبر والفتح وحنين والطائف، وقيل: قاتل في بني النضير والغابة ووادي القرى من أعمال خيبر.
 
والغزوات الكبار الأمهات سبع: بدر وأحد والخندق وخيبر والفتح وحنين وتبوك، وفي شأن هذه الغزوات نزل القرآن، فسورة "الأنفال" سورة بدر، وفي أحد آخر سورة "آل عمران" من قوله: وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (آل عمران: 121) إلى قُبيل آخرها بيسير، وفي قصة الخندق وقريظة وخيبر صدر سورة "الأحزاب"، وسورة "الحشر" في بني النضير، وفي قصة الحديبية وخيبر سورة "الفتح" وأشير فيها إلى الفتح، وذكر الفتح صريحا في سورة "النصر".
وجرح منها صلى الله عليه وسلم في غزوة واحدة وهي أحد، وقاتلت معه الملائكة منها في بدر وحنين، ونزلت الملائكة يوم الخندق فزلزلت المشركين وهزمتهم، ورمى فيها الحصباء في وجوه المشركين فهربوا، وقاتل بالمنجنيق منها في غزوة واحدة وهي الطائف، وتحصن في الخندق في واحدة وهي الأحزاب، أشار به عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه. وأسماؤهن على التفصيل كما يلي:
 
1. غزوة وَدَّان: هي أول غزواته عليه الصلاة والسلام وتسمى غزوة الأبواء، خرج غازيا في صفر على رأس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة، يريد قريشاً وبني ضمرة بن بكر، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ولم يقع قتال.
 
2. غزوة بواط: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول يريد قريشاً فوصل إلى بواط، من ناحية رضوى، ثم رجع إلى المدينة ولم يقع قتال، فلبث بها بقية شهر ربيع الآخر وبعض جمادى الأولى.
 
3. غزوة العشيرة: خرج يريد قريشاً، حتى وصل إلى العشيرة من بطن ينبع، فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة 2هـ، ودعا فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة، ثم رجع إلى المدينة، ولم يقع قتال.
 
4. غزوة سفوان (بدر الأولى): ما لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم من غزوة العشيرة إلا ليالي قلائل لا تبلغ العشر حتى أغار كرز بن جابر الفهري على ماشية أهل المدينة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبه حتى بلغ وادياً، يقال له: سفوان، من ناحية بدر وفاته كرز بن جابر، فلم يدركه وهي غزوة بدر الأولى، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، فأقام بها بقية جمادى الآخرة ورجباً وشعبان.
 
5. غزوة بدر الكبرى: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي سفيان بن حرب مقبلاً من الشام في عير لقريش عظيمة فيها أموال لقريش، وتجارة من تجاراتهم، وفيها ثلاثون رجلاً من قريش، أو أربعون، منهم مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة، وعمرو بن العاص بن وائل بن هشام.
فندب المسلمين إليهم وقال: ((هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها)). فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا، وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار ويسأل من لقي من الركبان تخوفا على أمر الناس. حتى أصاب خبرا من بعض الركبان أن محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك فحذر عند ذلك، فاستأجر ضمضم بن عمرو الغفاري، فبعثه إلى مكة، وأمر أن يأتي قريشا فيستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أن محمدا قد عرض لها في أصحابه، فخرج ضمضم بن عمرو سريعا إلى مكة.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لثمان ليالٍ خلون من شهر رمضان، من السنة الثانية للهجرة، ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير، وكان أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم رايتان سوداوان إحداهما مع علي بن أبي طالب، يقال لها: العقاب، والأخرى مع بعض الأنصار.
وكانت إبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ سبعين بعيرا، وعددهم: ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، وكان قوام جيش قريش نحو ألف وثلاثمائة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مائة فرس وستمائة دِرْع، وجمال كثيرة لا يعرف عددها بالضبط.
انتهت بهزيمة المشركين، والنصر المبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحابته المؤمنين، وقد استشهد من المسلمين في هذه المعركة أربعة عشر رجلًا، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.
أما المشركون فقد لحقتهم خسائر فادحة، قتل منهم سبعون، وأسر سبعون، وعامتهم القادة والزعماء والصناديد.
وكانت أول معركة فاصلة بين الكفر والإيمان.
 
6. غزوة بني سُلَيم بالكُدْر: سمع النبي صلى الله عليه وسلم أن بني سليم وبني غَطَفَان تحشد قواتها لغزو المدينة، فباغتهم النبي صلى الله عليه وسلم في مائتي راكب في عقر دراهم، وبلغ إلى منازلهم في موضع يقال له: الكُدْر، ففر بنو سليم، وكانت هذه الغزوة في شوال سنة 2 هـ بعد الرجوع من بدر بسبعة أيام.
 
7. غزوة بني قينقاع: كان من أمر بني قينقاع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمعهم بسوق بني قينقاع، ثم قال: ((يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا، فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم)) قالوا: يا محمد إنك ترى أنا قومك، لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس. وهذا الجواب العنيف منهم رغم ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من عهد.
وذات يوم قدمت امرأة من العرب إلى سوق بني قينقاع، وجلست إلى صائغ بها، فجعلوا يريدونها على كشف وجهها، فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا بها، فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا، وشدت اليهود على المسلم، فقتلوه فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع، فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه، فقام إليه عبد الله بن أبي ابن سلول حين أمكنه الله منهم، فقال: يا محمد أحسن في مواليَّ -وكانوا حلفاء الخزرج-، فأبطأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد، أحسن في موالي، قال: فأعرض عنه، فأدخل يده في جيب درع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلني (اتركني)، وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال: ويحك أرسلني، قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي، أربعُ مائة حاسر وثلاث مائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود، تحصدهم في غداة واحدة، إني والله امرؤ أخشى الدوائر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هم لك، وكانت محاصرته إياهم خمس عشرة ليلة ابتداء من نصف شهر شوال في السنة الثانية من الهجرة، وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذْرُعَات الشام، فقلَّ أن لبثوا فيها حتى هلك أكثرهم.
 
8. غزوة السويق: في ذي الحجة من نفس السنة، تجهز أبو سفيان ليغزو محمداً صلى الله عليه وسلم، فخرج في مائتي راكب من قريش، حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له ثيب، من المدينة على بريد أو نحوه، ثم خرج من الليل حتى أتى بني النضير تحت الليل فأتى حيي بن أخطب، فضرب عليه بابه فأبى أن يفتح له، وخافه فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم، وكان سيد بني النضير في زمانه ذلك، وصاحب كنزهم فاستأذن عليه فأذن له فقراه وسقاه وبطن له من خبر الناس، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه فبعث رجالاً من قريش إلى المدينة، فأتوا ناحية يقال لها: العريض، فحرقوا في أصوار من نخل بها، ووجدوا بها رجلاً من الأنصار وحليفاً له في حرث لهما، فقتلوهما، ثم انصرفوا راجعين ونذر بهم الناس، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم حتى بلغ قرقرة الكدر، ثم انصرف راجعاً، وقد فاته أبو سفيان وأصحابه وقد رأوا أزوادا من أزواد القوم قد طرحوها في الحرث يتخففون منها للنجاء، وكان أكثر ما طرحوا من أزوادهم السويق، فسميت غزوة السويق.
 
9. غزوة الفرع من بحران (غزوة ذي أَمَر): لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة السويق، أقام بالمدينة بقية ذي الحجة أو قريبا منها، ثم غزا نجداً في المحرم من السنة الثالثة يريد غطفان، وهي غزوة ذي أمر، فأقام بنجد صفراً كله أو قريبا من ذلك ثم رجع إلى المدينة.
 
10.غزوة أحد: لما أصيب يوم بدر من كفار قريش أصحاب القليب، ورجعت فلولهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بن حرب بقافلته، مشى عبد الله بن أبي ربيعة، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، في رجال من قريش، ممن أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم يوم بدر، فكلموا أبا سفيان بن حرب ومن كانت له في تلك القافلة من قريش تجارة فقالوا: يا معشر قريش، إن محمداً قد وتركم، وقتل خياركم فأعينونا بهذا المال على حربه فلعلنا ندرك منه ثأرنا بمن أصاب منا، ففعلوا، ولما استكملت قريش عدتها، واجتمع إليها من المشركين ثلاثة آلاف مقاتل من قريش والحلفاء والأحابيش، ورأى قادة قريش أن يستصحبوا معهم النساء حتى يكون ذلك أبلغ في استماتة الرجال دون أن تصاب حرماتهم وأعراضهم، وكان عدد هذه النسوة خمس عشرة امرأة.
وكان سلاح النقليات في هذا الجيش ثلاثة آلاف بعير، ومن سلاح الفرسان مائتا فرس، جنبوها طول الطريق، معهم سبعمائة درع، وكانت القيادة العامة إلى أبي سفيان بن حرب، وقيادة الفرسان إلى خالد بن الوليد يعاونه عكرمة بن أبي جهل، أما اللواء فكان إلى بني عبد الدار.
فلما تحركوا إلى المدينة بعث العباس رسالة مستعجلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ضمنها جميع تفاصيل الجيش، واستشار النبي صلى الله عليه وسلم صحابته في الخروج إلى ملاقاتهم أو البقاء في المدينة، وكان رأيه هو عدم الخروج، وكان كذلك عبد الله بن أبي بن سلول يرى البقاء في المدينة، فلما عقدوا الأمر بالخروج ووصلوا إلى ما بين المدينة وأحد انسحب عبد الله بن أبي وثلث الجيش، والمسلمون ألف فبقي سبع مائة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما نزل الشعب من أُحد، جعل ظهره وعسكره إلى أحد، وقال: ((لا يقاتلن أحد منكم حتى نأمره بالقتال)) وأمر على الرماة عبد الله بن جبير، وهم خمسون رجلاً، وجعلهم أعلى الجبل حماية لظهر المسلمين، فلما التقى الجيشان وكان النصر حليفاً للمسلمين نزل الرماة من على الجبل فتحولت شوكة الميزان لتشير بالنصر إلى المشركين، وأصيب النبي صلى الله عليه وسلم وشُجَّ، وقتل من المسلمين خمسة وستون رجلا وقيل: سبعون، فيهم حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومصعب بن عمير، وأشيع مقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانهارت معنويات المسلمين، وقتل من المشركين اثنان وعشرون رجلاً، وانتهت المعركة بعنائها ووعثائها، وكان ذلك في شهر شوال من السنة الثالثة من الهجرة.
 
11.غزوة حمراء الأسد: على إثر غزوة أحد لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بجيش المشركين إلى موطن حمراء الأسد، فعسكروا هناك، وكان رجل من بني خزاعة له نصح للنبي صلى الله عليه وسلم قد لقي أبا سفيان فخذَّله ونصحه بالرجوع إلى مكة، فرجع ولم يقع قتال.
 
12.غزوة بني النضير: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير يستعينهم في دية قتيلين، فوافقوا على ذلك، ثم خلا بعضهم إلى بعض فتآمروا على قتل النبي صلى الله عليه وسلم برمي صخرة من فوقه على رأسه فكشف الله أمرهم بوحيه، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأمر بالتهيؤ لحربهم والسير إليهم، ثم سار بالناس حتى نزل بهم، وذلك في شهر ربيع الأول فحاصرهم ست ليال، فتحصنوا منه في الحصون، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقطع النخيل والتحريق فيها، فنادوه أن يا محمد قد كنت تنهى عن الفساد، وتعيبه على من صنعه فما بال قطع النخل وتحريقها؟
وقذف الله في قلوبهم الرعب وسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا الحلقة ففعل، فاحتملوا من أموالهم ما استقلت به الإبل فكان الرجل منهم يهدم بيته عن نجاف بابه فيضعه على ظهر بعيره فينطلق به، فخرجوا إلى خيبر، ومنهم من سار إلى الشام، وغنم المسلمون شيئاً عظيماًَ.
 
13.غزوة نجد (ذات الرقاع): أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد غزوة بني النضير شهر ربيع الآخر وبعض جمادى، ثم غزا نجداً يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان، وسميت غزوة ذات الرقاع؛ لأنهم رقعوا فيها راياتهم ويقال ذات الرقاع: شجرة بذلك الموضع يقال لها: ذات الرقاع، فلقي بها جمعاً عظيماً من غطفان، فتقارب الناس ولم يكن بينهم حرب وقد خاف الناس بعضهم بعضا، حتى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس صلاة الخوف، ثم انصرف بالناس.
 
14.غزوة بدر الآخرة: في شعبان سنة أربع خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر لميعاد أبي سفيان حتى نزله، فأقام عليه ثمان ليال ينتظر أبا سفيان وخرج أبو سفيان في ألفين من أهل مكة حتى نزل مجنة، من ناحية الظهران ؛ وبعض الناس يقول قد بلغ عسفان، ثم بدا له في الرجوع فقال: يا معشر قريش، إنه لا يصلحكم إلا عام خصيب ترعون فيه الشجر وتشربون فيه اللبن وإن عامكم هذا عام جدب فرجعوا، وأما المسلمون فأقاموا ببدر ثمانية أيام ينتظرون العدو، وباعوا ما معهم من التجارة فربحوا بدرهم درهمين، ثم رجعوا إلى المدينة وقد انتقل زمام المفاجأة إلى أيديهم، وتوطدت هيبتهم في النفوس، وسادوا على الموقف، وتعرف هذه الغزوة ببدر الموعد، وبدر الثانية، وبدر الآخرة، وبدر الصغرى.
 
15.غزوة دُوَمة الجندل: في شهر ربيع الأول من السنة الخامسة سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض القبائل تقطع الطريق، وتريد هجمة على المدينة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ألف من المسلمين إلى دومة الجندل فكان يسير الليل ويكمن النهار حتى يفاجئ أعداءهم وهم غارون، فلما دنا منهم إذا هم مغربون، فهجم على ماشيتهم ورعائهم، فأصاب من أصاب، وهرب من هرب، وأما أهل دومة الجندل ففروا في كل وجه، فلما نزل المسلمون بساحتهم لم يجدوا أحداً، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أياماً، وبث السرايا وفرق الجيوش، فلم يصب منهم أحداً، ثم رجع إلى المدينة.
 
16.غزوة الأحزاب (الخندق): كانت في شوال من السنة الخامسة، بعد أن خرج وفد من اليهود إلى القبائل قريش وغطفان وبني سليم وكنانة وغيرهم ليحرضوهم على الوقيعة بالمسلمين ضربة رجل واحد، واتجهت هذه الأحزاب وتحركت نحو المدينة على ميعاد كانت قد تعاقدت عليه، فتجمع حول المدينة جيش عَرَمْرَم يبلغ عدده عشرة آلاف مقاتل، ربما يزيد عدده على جميع من في المدينة من النساء والصبيان والشباب والشيوخ.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد سماعه بتجمعهم قام بحفر الخندق حول المدينة، وكان ذلك بمشورة من سلمان الفارسي رضي الله عنه، فلما وصل المشركون لم يجدوا حيلة في تجاوز الخندق، فخرجت منهم جماعة فيها عمرو بن عبد وُدّ وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب وغيرهم، فتيمموا مكاناً ضيقاً من الخندق فاقتحموه، وتبارز علي بن أبي طالب وعمرو بن عبد ود، فقتل الله عمراً بيد علي رضي الله عنه، ولم يستشهد من المسلمين يوم الخندق إلا ستة نفر.
والمسلمون حينها في جوع وخوف لا يحمدون عليهما، وكان للمنافقين دور في التخذيل والتشكيك في وعد الله ورسوله، وقد كان جانب اليهود مأموناً؛ لما بينهم من عقد على النصرة والحماية فنقضوا عهدهم.
وروت كتب السير أن نعيم بن مسعود جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم معلناً إسلامه فأمره بأن يخذِّل عن المسلمين فأتى بني قريظة وأتى قريشاً فحذر بعضهم من بعض، حتى خاف كلٌّ منهم الخيانة من الآخر، وبحكمة منه استطاع أن يحمل الطرفين على تصديقه وعدم نصرة صاحبه، فما لبث جيش الأحزاب أن نادى بالرحيل وقفل راجعاً، بعد أن بعث الله عليهم الريح في ليال شاتية باردة شديدة البرد فجعلت تكفأ قدورهم وتطرح أبنيتهم.
 
17.غزوة بني قريظة: على إثر غزوة الأحزاب، ورداً على نقض بني قريظة عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج المسلمون إليهم وعددهم ثلاثة آلاف، والخيل ثلاثون فرساً، فنازلوا حصون بني قريظة، وفرضوا عليهم الحصار، ولما اشتد عليهم الحصار عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال: إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد صلى الله عليه وسلم في دينه، فيأمنوا على دمائهم وأموالهم وأبنائهم ونسائهم -وقد قال لهم: والله، لقد تبين لكم أنه لنبي مرسل، وأنه الذي تجدونه في كتابكم-، وإما أن يقتلوا ذراريهم ونساءهم بأيديهم، ويخرجوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالسيوف مُصْلِِتِين، يناجزونه حتى يظفروا بهم، أو يقتلوا عن آخرهم، وإما أن يهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ويكبسوهم يوم السبت؛ لأنهم قد أمنوا أن يقاتلوهم فيه، فأبوا أن يجيبوه إلى واحدة من هذه الخصال الثلاث.
فلما أصبحوا نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواثبت الأوس، فقالوا: يا رسول الله إنهم موالينا دون الخزرج، وقد فعلت في موالي إخواننا بالأمس ما قد علمت، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بني قريظة قد حاصر بني قينقاع وكانوا حلفاء الخزرج، فنزلوا على حكمه فسأله إياهم عبد الله بن أبي ابن سلول، فوهبهم له فلما كلمته الأوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا: بلى؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذاك إلى سعد بن معاذ، فأتي به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وصل قال سعد: فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال وتقسم الأموال وتسبى الذراري والنساء.
 
18.غزوة بني لحيان: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من فتح قريظة (في السنة السادسة) إلى بني لحيان يطلب بأصحاب الرجيع، وأظهر أنه يريد الشام، ليصيب من القوم غرة، فوجدهم قد حذروا وتمنعوا في رءوس الجبال، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخطأه من غرتهم ما أراد قال: ((لو أنا هبطنا عسفان لرأى أهل مكة أنا قد جئنا مكة)) فخرج في مائتي راكب من أصحابه حتى نزل عسفان، ثم بعث فارسين من أصحابه حتى بلغا كراع الغميم، ثم كرَّ وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا.
 
19.غزوة الغابة أو ذي قَرَد: ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، فلم يقم بها إلا ليالي قلائل حتى أغار عيينةُ بن حصن الفزاري، في خيل من غطفان على لِقاحٍ (الناقة الحلوب والقريبة العهد بالولادة) لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالغابة وفيها رجل من بني غفار وامرأة له فقتلوا الرجل واحتملوا المرأة في اللقاح، فلحقهم سلمة بن الأكوع، فطاردهم وكان يرميهم بالنبل، حتى رد ما أخذوه، ولحقه رسول الله صلى الله وسلم عليه مع المسلمين، وسميت بذي قرد باسم ماء نزلوا ليشربوا منه فأجلاهم عنه سلمة رضي الله عنه فما ذاقوا قطرة.
 
20.غزوة بني المصطلق (المريسيع): في شعبان سنة ست بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية بنت الحارث زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له: المريسيع، فتزاحف الناس واقتتلوا، فهزم الله بني المصطلق، وقتل من قتل منهم، ونفل رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناءهم ونساءهم وأموالهم فأفاءهم عليه.
وأصيب رجل من المسلمين، وفي هذه الغزوة تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بجويرية بنت الحارث، وكانت من السبي فأعتق المسلمون قومها بسببها، وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيها وقعت حادثة الإفك.
 
21.غزوة خيبر: في السنة السابعة من الهجرة النبوية في شهر محرم خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر، وكانت خيبر هي وكرة الدس والتآمر ومركز الاستفزازات العسكرية، ومعدن التحرشات وإثارة الحروب، فصبحهم وهم خارجون إلى أرضهم فرأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعوا قائلين: محمدٌ والخميس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكبر، خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين))، فلما كانت ليلة الدخول، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله على يديه)) فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: ((أين علي بن أبي طالب؟)) فقالوا: يا رسول الله، هو يشتكي عينيه، قال: ((فأرسلوا إليه))، فأتي به فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرئ، كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية، فقال: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: ((انفذ على رسلك، حتى تنزل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله، لأن يهدي الله بك رجلا واحدًا خير لك من أن يكون لك حمر النعم))، ووقع الهجوم الإسلامي على الحصون ففتحت حصناً حصناً، ثم طالب ابن أبي الحُقيق المفاوضة والمصالحة مع النبي صلى الله عليه وسلم على حقن دماء مَن في حصونهم من المقاتلة، وترك الذرية لهم، ويخرجون من خيبر وأرضها بذراريهم، ويخلون بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما كان لهم من مال وأرض، وعلى الصفراء والبيضاء -أي الذهب والفضة- والكُرَاع والْحَلْقَة إلا ثوبًا على ظهر إنسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وبرئتْ منكم ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتموني شيئاً))، فصالحوه على ذلك، وبعد هذه المصالحة تم تسليم الحصون إلى المسلمين، وبذلك تم فتح خيبر.
وفي هذا الفتح وقع بناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفية بنت حيي بن أخطب، وأهديت للنبي صلى الله عليه وسلم الشاة المسمومة، وقدم المهاجرون من الحبشة.
 
22.غزوة فتح مكة: هو الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه ورسوله وجنده وحزبه الأمين، واستنقذ به بلده وبيته الذي جعله هدىً للعالمين، من أيدي الكفار والمشركين، وهو الفتح الذي استبشر به أهل السماء، وضربت أطناب عِزِّه على مناكب الجوزاء، ودخل الناس به في دين الله أفواجاً، وأشرق به وجه الأرض ضياءً وابتهاجاً، وكانت في شهر رمضان سنة ثمان للهجرة، وسببها أنه اعتدت قبيلة بنو بكر، -وهي في حلف قريش- على خزاعة –المحالفة للنبي صلى الله عليه وسلم-، وهذا ضمن بنود صلح الحديبية، ويعد هذا غدراً محضاً ونقضاً صريحاً للميثاق، لم يكن له أي مبرر، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتجهز، ثم مضى حتى نزل مرَّ الظهران في عشرة آلاف من المسلمين، ثم أكمل سيره حتى فتح مكة ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن))، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الحرام فطاف، وكان حول البيت ثلاثمائة وستون صنماً، فجعل يطعنها بالقوس، ويقول: جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (الإسراء: 81)، قُلْ جَاء الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (سبأ: 49) والأصنام تتساقط على وجوهها.
 
23.غزوة حنين: لما سمعت هوازن برسول الله صلى الله عليه وسلم وما فتح الله عليه من مكة، جمعها مالك بن عوف النصري فاجتمع إليه مع هوازن ثقيف كلها، واجتمعت إليهم عدة قبائل، فأجمعوا السير إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحملوا معهم نساءهم وأولادهم وأموالهم ليكون دافعاً لهم لئلا يتراجعوا أو تضعف نفوسهم.
وأما المسلمون فقد تجهزوا وخرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعددهم اثنا عشر ألف رجل ، فسبق جيش هوازن إلى وادٍ في حنين، فلما وصل المسلمون وانحدروا في أحد الوديان كمنت لهم هوازن في مضايقه وأحنائه، فشدوا عليهم شدة رجل واحد، وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد، وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين، ثم قال: ((أين أيها الناس؟ هلموا إلي، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبد الله)) وبقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته، وحينئذ ظهرت شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي لا نظير لها، فقد طفق يركض بغلته قبل الكفار وهو يقول:
أنا النبي لا كَذِبْ ** أنا ابن عبد المطلب
غير أن أبا سفيان بن الحارث كان آخذا بلجام بغلته، والعباس بركابه، يكفانها ألا تسرع، وتراجع المسلمون وتتالت كتائبهم، والتحم الفريقان، ونظر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى ساحة القتال، وقد استحر واحتدم، فقال: ((الآن حَمِي الوَطِيسُ))، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب الأرض، فرمى بها في وجوه القوم وقال: ((شاهت الوجوه))، فما خلق الله إنساناً إلا ملأ عينيه تراباً من تلك القبضة، فلم يزل حدُّهم كليلاً وأمرهم مُدبرًا.
وما هي إلا ساعات قلائل -بعد رمي القبضة- حتى انهزم العدو هزيمة منكرة، وقتل من ثَقِيف وحدهم نحو السبعين، وحاز المسلمون ما كان مع العدو من مال وسلاح وظُعُن.
وتفرق جيش المشركين هاربين منهم إلى أوطاس، وآخرون إلى نخلة وإلى الطائف، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم من يتبعهم ويطاردهم، واتبع هو الهاربين إلى الطائف. وكانت هذه الوقعة في السادس من شهر شوال سنة 8 هـ.
وفي الغزوة وقعت للمسلمين غنائم كثيرة، وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم، ثم جاءت هوازن مسلمة.
 
24.غزوة الطائف: على إثر غزوة حنين في السنة الثامنة من الهجرة انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم محاصراً الطائف بمن فيها ممن هرب في حنين، فعسكر حولها، فقُتل به ناس من أصحابه بالنبل وذلك أن العسكر اقترب من حائط الطائف، فكانت النبل تنالهم ولم يقدر المسلمون على أن يدخلوا حائطهم، فقد أغلقوه دونهم، فلما أصيب أولئك النفر من أصحابه بالنبل وضع عسكره عند مسجده الذي بالطائف اليوم فحاصرهم بضعاً وعشرين ليلة، وهي أول معركة رُمي فيها بالمنجنيق، وارتحل النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه ولم تفتح الطائف.
 
25.غزوة تبوك: في السنة التاسعة من الهجرة في شهر رجب أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتهيؤ لغزو الروم، وذلك في زمان من عسرة الناس وشدة من الحرِّ وجدب من البلاد، وحين طابت الثمار والناس يحبون المقام في ثمارهم وظلالهم، ويكرهون الشخوص على الحال من الزمان الذي هم عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها، وأخبر أنه يريد غير الوجه الذي يصمد له إلا ما كان من غزوة تبوك، فإنه بينها للناس لبعد الشقة وشدة الزمان وكثرة العدو الذي يصمد له ليتأهب الناس لذلك أهبته، فأمر الناس بالجهاز وأخبرهم أنه يريد الروم.
وسبب هذه المعركة أن ملك الروم بدأ بتهيئة جيشه وحلفائه لحرب النبي صلى الله عليه وسلم، فهيأ جيشاً عرمرما قوامه أربعون ألف مقاتل، وأعطى قيادته لعظيم من عظماء الروم، وأجلب معهم قبائل لَخْمٍ وجُذَامٍ وغيرهما من متنصرة العرب، وقد بلغت مقدمتهم إلى البلقاء، وبذلك تمثل أمام المسلمين خطر كبير.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف كل ذلك جيداً، ولذلك قرر القيام -مع ما كان فيه من العسرة والشدة- بغزوة فاصلة يخوضها المسلمون ضد الرومان في حدودهم، ولا يمهلونهم حتى يزحفوا إلى دار الإسلام، فدعا إلى التجهز، فبادر المسلمون ببذل ما يستطيعونه من لوازم الحرب من عدة وعتاد ومال..
وانطلق المسلمون إلى أن وصلوا تبوك، فلما سمع الرومان بزحف رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذهم الرعب، فلم يجترئوا على التقدم واللقاء، بل تفرقوا في البلاد في داخل حدودهم، فكان لذلك أحسن أثر بالنسبة إلى سمعة المسلمين العسكرية، في داخل الجزيرة وأرجائها النائية، وحصل بذلك المسلمون على مكاسب سياسية كبيرة خطيرة، لعلهم لم يكونوا يحصلون عليها لو وقع هناك اصطدام بين الجيشين.
2 + 1 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.