عضو جديد | تسجيل دخول |
-
- صبره صلى الله عليه وسلم
- صدقه صلى الله عليه وسلم
- رحمته صلى الله عليه وسلم
- رفقه ولينة صلى الله عليه وسلم
- كرمه صلى الله عليه وسلم
- حياؤه صلى الله عليه وسلم
- تواضعه صلى الله عليه وسلم
- زهده صلى الله عليه وسلم
- أمانته صلى الله عليه وسلم
- إخلاصه صلى الله عليه وسلم
- وفاؤه صلى الله عليه وسلم
- حلمه صلى الله عليه وسلم
- ذكاؤه صلى الله عليه وسلم
- شجاعته صلى الله عليه وسلم
- رفقه صلى الله عليه وسلم بالحيوان
-
- نسبه صلى الله عليه وسلم
- خِلقته صلى الله عليه وسلم
- زوجاته صلى الله عليه وسلم
- أولاده صلى الله عليه وسلم
- خدمه صلى الله عليه وسلم
- غزواته صلى الله عليه وسلم
- كُتَّابه صلى الله عليه وسلم
- مُؤذِّنوه صلى الله عليه وسلم
- حُرَّاسه صلى الله عليه وسلم
- شعراؤه صلى الله عليه وسلم
- بيته صلى الله عليه وسلم
- دوابه صلى الله عليه وسلم
- سيوفه صلى الله عليه وسلم
- لباسه صلى الله عليه وسلم
34378
1- قال تعالى:( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) (ص:86).
2- وقال تعالى: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)،(طـه:131).
3- وقال تعالى: (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى)،(الضحى:5).
4- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أحبوا المساكين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: ((اللهم أَحْيِنِي مِسْكِيناً، وَأَمِتْنِي مِسْكِيناً، وَاحْشُرْنِي في زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ))[1].
5- وعن سَهْلِ بن سَعْدٍ قال: جَاءَنَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَحْفِرُ الْخَنْدَقَ وَنَنْقُلُ التُّرَابَ على أَكْتَافِنَا، فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لَا عَيْشَ إلا عَيْشُ الْآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ)) رواه البخاري (6050) ومسلم (1804).
6- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَلَسَ جِبْرِيلُ إِِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِِلَى السَّمَاءِ فَإِِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: هَذَا الْمَلَكُ مَا نَزَلَ مُنْذُ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ، فَلَمَّا نَزَلَ، قَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَرْسَلَنِي إِِلَيْكَ رَبُّكَ أَمَلَكاً جَعَلَكَ لَهُمْ أَمْ عَبْداً رَسُولاً؟ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: ((لا بَلْ عَبْداً رَسُولا))[2].
7- وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن قال وهو يخطب الناس بمصر: "مَا أَبْعَد هَدْيِكُم مِن هَدي نبيكم صلى الله عليه وسلم، أَمَّا هُو فَكان أَزهد الناس في الدنيا، وأما أنتم فأرغبُ الناس فيها"[3].
8- وفي قصة إيلاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه .. يقول عمر رضي الله عنه: "فَدَخَلْتُ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو مُضْطَجِعٌ على حَصِيرٍ، فَجَلَسْتُ فَأَدْنَى عليه إِزَارَهُ وَلَيْسَ عليه غَيْرُهُ، وإذا الْحَصِيرُ قد أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فَنَظَرْتُ ببصرى في خِزَانَةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بِقَبْضَةٍ من شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ، وَمِثْلِهَا قَرَظاً في نَاحِيَةِ الْغُرْفَةِ، وإذا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ (الجلد الذي لم يتم دباغه)، قال: فأبتدرت عَيْنَايَ، قال: ((ما يُبْكِيكَ يا ابن الْخَطَّابِ)) قلت: يا نَبِيَّ اللَّهِ وما لي لَا أبكى وَهَذَا الْحَصِيرُ قد أَثَّرَ في جَنْبِكَ، وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ لَا أَرَى فيها إلا ما أَرَى، وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى في الثِّمَارِ وَالْأَنْهَارِ، وَأَنْتَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفْوَتُهُ وَهَذِهِ خِزَانَتُكَ، فقال: ((يا ابن الْخَطَّابِ ألا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لنا الْآخِرَةُ وَلَهُمْ الدُّنْيَا)) قلت: بَلَى" رواه مسلم (1479).
9- وفي رواية يقول عمر: "ثُمَّ رَفَعْتُ بَصَرِي في بَيْتِهِ، فَوَاللَّهِ ما رأيت فيه شيئا يَرُدُّ الْبَصَرَ غير أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ، فقلت: ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ على أُمَّتِكَ، فإن فَارِسَ وَالرُّومَ وُسِّعَ عليهم، وَأُعْطُوا الدُّنْيَا، وَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ اللَّهَ، وكان مُتَّكِئاً فقال: ((أو في شَكٍّ أنت يا ابن الْخَطَّابِ، أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لهم طَيِّبَاتُهُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)) فقلت: يا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لي" رواه البخاري (2336) ومسلم (1479).
10- وعن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه قال: نام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على حصير (فراش منسوج من الخوص وهو) فقام وقد أثّر في جنبه، فقلنا: يا رسول اللّه لو اتّخذنا لك وطاءاً" (الفراش اللين)، فقال: ((مالي وما للدّنيا، ما أنا في الدّنيا إلّا كراكب استظلّ تحت شجرة ثمّ راحَ وتركَهَا))[4].
11- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت عليَّ امرأة من الأنصار، فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة مثنية، فبعثت إليَّ بفراش حشوه الصوف، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((مَا هَذا يَا عَائِشَةُ؟)) قالت: قلتُ: يا رسول الله فلانة الأنصارية دخلت فرأت فراشك، فذهبت فبعثت إليَّ بهذا، فقال: ((رُدِيْهِ يا عائشةُ، فواللهِ لو شِئْتُ لأَجْرَى اللهُ مَعي جِبالَ الذهبَ والفضةَ))[5].
12- وعن عائشة رضي الله عنها: قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: ((يَا عَائِشَةُ مَا فَعَلْتِ الذَّهَبُ؟)) قَالَتْ: قُلْتُ: هِيَ عِنْدِي، قَالَ: فَأْتِينِي بِهَا، وَهِيَ بَيْنَ التسع أو الخمس، فوضعها في يده، ثُمَّ قَالَ بها وأشار يزيد (أحد الرواة) بيده (رماها) وقال: ((مَا ظَنُّ مُحَمَّدٍ بِاللَّهِ لَوْ لَقِيَ اللَّهَ وَهَذِهِ عِنْدَهُ؛ أَنْفِقِيهَا))[6].
13- وعن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: ((اللّهمّ اجعل رزق آل محمّد قوتاً)) رواه مسلم (1055)، (القوت: الكفاية من غير إسراف، وقيل هو سد الرمق).
14- وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: "إن كنا آلَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم لَنَمْكُثُ شَهْراً ما نَسْتَوْقِدُ بِنَارٍ إن هو إلا التَّمْرُ وَالْمَاءُ" رواه مسلم (2972).
15- وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: "تُوُفِّيَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وما في رَفِّي من شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إلا شَطْرُ شَعِيرٍ في رَفٍّ لي، فَأَكَلْتُ منه حتى طَالَ على فَكِلْتُهُ، فَفَنِيَ" رواه البخاري (2930)، ومسلم (2973) واللفظ له.
16- وعن سماك بن حرب قال: سمعت النّعمان (بن بشير رضي اللّه عنهما) يخطب قال: ذكر عمرُ ما أصابَ النّاس من الدّنيا، فقال: لقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يَظَلّ اليوم يَلْتَوي ما يجد دَقَلًاً (رديء التمر) يَمْلَأ بِهِ بَطْنَهُ" رواه مسلم (2978).
17- وعن عَائِشَةَ قالت إنما كان فِرَاشُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الذي يَنَامُ عليه أَدَماً حَشْوُهُ لِيفٌ" رواه البخاري (6091) ومسلم (2082).
18- وعن عائشة زوج النبي رضي اللّه عنها قالت: ولقد مات رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وما شَبِعَ من خُبْزٍ وَزَيْتٍ في يوم واحد مرّتين" رواه مسلم (2974).
19- وعن عمرو بن الحارث رضي اللّه عنه قال: "قال ما تَرَكَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَماً، ولا دِينَاراً، ولا عَبْداً، ولا أَمَةً، ولا شيئاً إلا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلَاحَهُ، وَأَرْضاً جَعَلَهَا صَدَقَةً" رواه البخاري (2588).
20- وعن عائشة رضي اللّه عنها قالت: "ما شبع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيّام تباعاً من خبز برّ حتّى مَضى لسبيله" رواه مسلم برقم (2970)، وفي رواية: "ما أَشبع رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلَه ثلاثة أيام تِبَاعاً من خبز حِنْطَة حتى فَارقَ الدنيا" رواه مسلم (2976) وفي رواية البخاري: "ما شبع آل محمّد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة من طعام برّ ثلاث ليال تِبَاعاً حتّى قُبِضَ" رواه البخاري (6089).
21- وعن أنس رضي اللّه عنه قال: "لم يأكل النبي صلى الله عليه وسلم على خِوَان (ما يوضع عليه الطعام عند الأكل) حتّى مات، وما أَكَلَ خُبْزاً مُرقّقاً حتّى مَاتَ" رواه البخاري (6085).
22- وعن عائشة رضي اللّه عنها أنّها قالت لعروة (ابن الزبير): ابن أختي إن كنّا لننظر إلى الهلال ثمّ الهلال، ثلاثة أهلّة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نار، قال: فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان: التّمر والماء، إلّا أنّه قد كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جِيران من الأنصار، وأنّ لهم مَنَائح (المنيحة في الأصل الشاة أو الناقة، يعطيها صاحبها رجلاً يشرب لبنها؛ ثم يردها إذا انقطع اللبن) وكانوا يمنحون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من أَبْيَاتِهِم فَيسقيناه" رواه البخاري (6094).
23- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دَخَلَتْ امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لها تَسْأَلُ، فلم تَجِدْ عِنْدِي شيئاً غير تَمْرَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا بين ابْنَتَيْهَا، ولم تَأْكُلْ منها، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النبي صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، فَأَخْبَرْتُهُ، فقال: ((من ابْتُلِيَ من هذه الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ له سِتْراً من النَّار)) ِرواه البخاري (1352) واللفظ له، ومسلم (2629).
24- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رَسُولَ اللَّهِ أَصَابَنِي الْجَهْدُ، فَأَرْسَلَ إلى نِسَائِهِ فلم يَجِدْ عِنْدَهُنَّ شيئاً، فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((ألا رَجُلٌ يُضَيِّفُهُ هذه اللَّيْلَةَ يَرْحَمُهُ الله)) فَقَامَ رَجُلٌ من الْأَنْصَارِ فقال: أنا يا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَهَبَ إلى أَهْلِهِ، فقال: لِامْرَأَتِهِ ضَيْفُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَا تَدَّخِرِيهِ شيئاً، قالت: والله ما عِنْدِي إلا قُوتُ الصِّبْيَةِ، قال: فإذا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنَوِّمِيهِمْ، وَتَعَالَيْ فَأَطْفِئِي السِّرَاجَ، وَنَطْوِي بُطُونَنَا اللَّيْلَةَ، فَفَعَلَتْ، ثُمَّ غَدَا الرَّجُلُ على رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: ((لقد عَجِبَ الله عز وجل أو ضَحِكَ من فُلَانٍ وَفُلَانَةَ، فَأَنْزَلَ الله عز وجل: وَيُؤْثِرُونَ على أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كان بِهِمْ خَصَاصَةٌ رواه البخاري (4607).
25- وعن أبي ذر رضي اللّه عنه قال: كنت أَمْشِي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حَرَّةِ الْمَدِينَةِ فَاسْتَقْبَلَنَا أُحُدٌ، فقال: يا أَبَا ذَرٍّ، قلت: لَبَّيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: ((ما يَسُرُّنِي أَنَّ عِنْدِي مِثْلَ أُحُدٍ هذا ذَهَباً تَمْضِي عَلَيَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي منه دِينَارٌ إلا شيئاً أَرْصُدُهُ لِدَيْنٍ، إلا أَنْ أَقُولَ بِهِ في عِبَادِ اللَّهِ، هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، عن يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ)) ثُمَّ مَشَى، ثم قال: ((إِنَّ الْأَكْثَرِينَ هُمْ الْأَقَلُّونَ يوم الْقِيَامَةِ إلا من قال هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، عن يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَقَلِيلٌ ما هُمْ)) الحديث.. رواه البخاري (6079).
26- وعن محمد بن جبير قال: أخبرني جبير بن مطعم أَنَّهُ بَيْنَا هو مع رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ الناس مُقْبِلاً من حُنَيْنٍ عَلِقَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ حتى اضْطَرُّوهُ إلى سَمُرَةٍ (شجرة ذا شوك)، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، فَوَقَفَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: ((أَعْطُونِي رِدَائِي، فَلَوْ كان عَدَدُ هذه الْعِضَاهِ نَعَماً لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلاً، ولا كَذُوباً، ولا جَبَاناً)) رواه البخاري (2979).
27- وعن عُقْبَةَ قال: صَلَّيْتُ وَرَاءَ النبي صلى الله عليه وسلم بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ، فَسَلَّمَ، ثُمَّ قام مُسْرِعاً، فَتَخَطَّى رِقَابَ الناس إلى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ، فَفَزِعَ الناس من سُرْعَتِهِ، فَخَرَجَ عليهم، فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا من سُرْعَتِهِ، فقال: ((ذَكَرْتُ شيئاً من تِبْرٍ (قطع ذهب أو فضة) عِنْدَنَا، فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي، فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ)) رواه البخاري (813).
28- وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أَخَذَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْكِبِي، فقال: ((كُنْ في الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أو عَابِرُ سَبِيلٍ)) وكان ابن عُمَرَ يقول: "إذا أَمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ، وإذا أَصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ، وَخُذْ من صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ" رواه البخاري (6053).
29- وعن مُطَرِّفٍ عن أبيه قال: أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يَقْرَأُ: أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ قال: ((يقول بن آدَمَ: مَالِي مَالِي)) قال: ((وَهَلْ لك يا بن آدَمَ من مَالِكَ إلا ما أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أو لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أو تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ)) رواه مسلم (2958).
[1] رواه الترمذي (2352)، وابن ماجة (4126)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (3328).
[2] رواه أحمد (7160)، وابن حبان في صحيحه برقم (6365) وقال الألباني: "صحيح" كما في صحيح الترغيب والترهيب رقم (3280).
[3] رواه أحمد (17808)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين (7927) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه". وصححه الألباني في صحيح الترغيب(3294).
[4] رواه الترمذي (2377) وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجة (4109)، وقال الألباني: "صحيح لغيره" كما في صحيح الترغيب والترهيب رقم (3282).
[5] رواه البيهقي في الشعب (1449)، وأحمد في الزهد (77)، وقال الألباني: "حسن لغيره"، كما في صحيح الترغيب والترهيب رقم (3287).
[6] رواه أحمد (25531) وقال محققو المسند: "حديث صحيح".
حدَّد الله سبحانه وتعالى لبني آدم أعماراً محدودة، وجعل فيها فترات قوة، وفترات ضعف، وأحد فترات الضعف التي يصل إليها الإنسان هي الشيخوخة وكبر السن كما ذكر الله عز وجل في كتابه الكريم فقال: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)، وسمى هذه الفترة من العمر بأرذل العمر فقال: (وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ)،وأرذل العمر أي أخسه الذي يبلغ به الإنسان إلى ضعف القوى الظاهرة والباطنة، حتى جوهر الإنسان الذي هو العقل يزيد ضعفه حتى ينسى ما كان يعلمه.
لأجل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من العجز والهرم، وأن يُرَدَّ إلى أرذل العمر، ويتعوذ بالله من سوء الكبر، وكان يحرص كل الحرص على أن يكون كبار السن من أمته من أحسن الناس عملاً، ويحثهم على ذلك، ويخبر أن خير الناس من طال عمره، وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره، وساء عمله، فيرفع الهمم عند كبار السن للتسابق إلى الطاعات وأعمال البر فيقول: ((لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ فِي الْإِسْلَامِ لِتَسْبِيحِهِ، وَتَكْبِيرِهِ، وَتَهْلِيلِهِ)).
ويدل النبي صلى الله عليه وسلم كبير السن على النور الذي يحمله فوق رأسه وهو الشعر الأبيض؛ فينهى عن نتفه، ويقول: ((إِنَّهُ نُورُ الْمُسْلِمِ))، إذ نور شيبته يؤدي به إلى نور الأعمال الصالحة، والرجوع إلى الله تعالى، ونور شيبته هو وقاره المانع من الغرور بسبب انكسار النفس عن الشهوات، لأن من كبر سنه، ووهن عظمه، ولم يزل مصراً على معصية ربه؛ فإنه لا عذر له عند ربه قال صلى الله عليه وسلم: ((أَعْذَرَ اللَّهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَّغَهُ سِتِّينَ سَنَةً)).
ويحمل النبي صلى الله عليه وسلم البشارة لذلك الرجل الكبير الذي جاءه مسلماً تائباً إلى ربه تعالى، ويبشَّره بكل خير، ويقول له: ((قَدْ غُفِرَ لَكَ غَدَرَاتُكَ، وَفَجَرَاتُكَ))، فيعلم أمته كيف تكون الحفاوة بالصالحين من كبار السن، والتائبين منهم، وكيف أن رحمة الله وسعت كل شيء.
"رحمة للعالمين" بهذه الصفة بَعث الله تعالى نبيه الصادق الأمين؛ فجعله رحمة لكل الخلق: صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم، أبيضهم وأسودهم، وربما كانت الرحمة مطلوبة لفئة من الخلق أكثر من غيرهم؛ لما فيهم من ضعف وعجز حل بهم، ومن أولئك كبار السن الذين شاخت أعمارهم، وضعفت قواهم، ووهنت عظامهم.
فقد كان صلى الله عليه وسلم يولي كبار السن اهتماماً خاصاً؛ فكان يَعُدُ إجلال ذي الشيبة المسلم واحترامه من إجلال الله سبحانه وتعالى، ويحذر صلى الله عليه وسلم من الاستهانة بالكبير، أو عدم تقديره؛ فقد أقبل رجل كبير السن على مجلس فيه النبي صلى الله عليه وسلم؛ فتأخر القوم في الإفساح لهذا الرجل فقال عليه الصلاة والسلام: ((لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا)) يربي أصحابه ويعلمهم كيف يُنزِلوا الناس منازلهم، ويستمع إلى قصة عجوز من الحبشة ظُلمت ولم يُقتص لها فيقول: ((كَيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ)).
لقد كان عليه الصلاة والسلام مثالاً عملياً؛ حيث لم يأمر غيره بتوقير الكبير فقط؛ بل ضرب أروع الأمثلة في ذلك، فهذا والد أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ عجوز كبير لم يُسلِم بعد؛ يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، فيقول عليه الصلاة والسلام: ((هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ))، تواضع فريد تَحُفُّه أنوار الإخلاص والصدق، إنه النبي الذي يرحب بالمرأة العجوز فيهش لها ويبش، ويسأل عن حالها وأخبارها، ويقدِّر المصطفى حالة الضعف التي يعاني منها كبار السن فيخفف عنهم ما ثقل من الشرائع، فيجوِّز للعاجز عن الحج أن يحج عنه غيره، ويسهِّل في كفارة الظهار لأحدهم بسبب كبر سنه وفقره، بل يعطيه النبي صلوات الله وسلامه عليه ما جاءه من الطعام، وتتحمل زوجة هذا الشيخ الكبير باقي الكفارة، ويبارك النبي صلى الله عليه وسلم فعل المرأة، ويحثها على الرجوع إلى زوجها، والعناية به.
إنه الحبيب الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم الذي يوجه الأئمة إلى التخفيف في الصلاة حتى لا يكون التطويل مانعاً لهم من المشاركة في جماعة المسلمين، وهكذا تكون القدوة بكل معانيها صلوات ربي وسلامه عليه؛ فهو كما وصفه ربه حريص على المؤمنين، رؤوف رحيم بهم.
حين يكبر سن المرء فإنه يحتاج إلى رعاية خاصة، وتعامل معين، فهو يمر بمرحلة الشيخوخة التي تضعف فيها كثير من قواه كما يقول تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ)، ولذا فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم صاحب عناية واهتمام بأصحاب هذه المرحلة العمرية.
فتراه تارة يقدمهم في الكلام، فقد جاءه قوم في حاجة لهم، وتكلم أصغرهم؛ فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: ((كَبِّرْ، كَبِّرْ))، يأمره أن يترك الكلام للكبار تعظيما وإجلالا لهم.
وتراه تارة أخرى يقدمهم في العطاء فيقول: (( أَرَانِي فِي الْمَنَامِ أَتَسَوَّكُ بِسِوَاكٍ، فَجَذَبَنِي رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ الْآخَرِ، فَنَاوَلْتُ السِّوَاكَ الْأَصْغَرَ مِنْهُمَا، فَقِيلَ لِي: كَبِّرْ، فَدَفَعْتُهُ إِلَى الْأَكْبَرِ))، وليس هذا التقدير والاحترام مقتصرا على أمور الدنيا فقط بل تعدى ذلك إلى ما هو أعظم كاختيار الإمام للصلاة، فيجعل النبي صلى الله عليه وسلم كبر السن من معايير أحقية الإمامة في الصلاة فيقول: ((يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، وَأَقْدَمُهُمْ قِرَاءَةً، فَإِنْ كَانَتْ قِرَاءَتُهُمْ سَوَاءً، فَلْيَؤُمَّهُمْ أَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَلْيَؤُمَّهُمْ أَكْبَرُهُمْ سِنّاً، وَلَا تَؤُمَّنَّ الرَّجُلَ فِي أَهْلِهِ، وَلَا فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا تَجْلِسْ عَلَى تَكْرِمَتِهِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا أَنْ يَأْذَنَ لَكَ، أَوْ بِإِذْنِهِ))، وفي صورة أخرى من صور توقير الكبير يربي النبي صلى الله عليه وسلم الصغير على توقير الكبير بحيث إذا التقيا سلم الصغير على الكبير.
ومن كبُر سنه، ووهن عظمه فهو أولى بالراحة والتيسير في عبادة ربه؛ فلا يؤمر بما لا يستطيع، وربما نُهِيَ عما لا يطيق، ولا يشق عليه؛ رحمة به وبياناً لرحمة الله عز وجل بعبادة، وها هو خير المرسلين عليه الصلاة والسلام يرى شيخاً كبيراً يمشي إلى البيت الحرام بين ولديه معتمداً عليهما من ضعف، قد نذر أن يمشي ولا يركب؛ فينهاه النبي عليه الصلاة والسلام عن ذلك ويأمره بأن يركب.
ولو أردنا تعلّم الملاطفة والود مع كبار السن فلنأخذها من حياة الحبيب المصطفى؛ فإنه لم ينس كبار السن من الملاطفة والمزاح، ها هو يقول لعجوز: ((إِنَّ الجَنَّةَ لا تَدْخُلُهَا عَجُوْزٌ))، فتولي باكية، فيقول - بأبي هو وأمي -: ((أَخْبِرُوْهَاْ أَنَّهَاْ لا تَدْخُلْهَا وَهِيَ عَجُوْزٌ إِنَّ الله تَعَالَى يَقُوْل: (إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً)، صلى عليك الله وسلم يا معلم البشرية، ويا قدوة الإنسانية، ويا هادي الأمة المحمدية.