عضو جديد تسجيل دخول
 حق المسلم على المسلم عظيم قد بينه صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((حق المسلم على المسلم ست))، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: ((إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فسمته-وفي رواية: فشمته - وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه)).
18509
16 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.
1- روى ابن سعد عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معجبا بمارية القبطية، وكانت بيضاء جميلة، فأنزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سليم، بنت ملحان، وعرض عليها الإسلام فأسلمت فوطأ مارية بالملك، وحولها إلى مال له بالعالية، كان من أموال بني النضير، فكانت فيه في الصيف وفي خرافة النخل، فكان يأتيها هناك، وكانت حسنة الدين وولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما فسماه إبراهيم، وعق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة يوم سابعه، وحلق رأسه فتصدق بزنة شعره فضة على المساكين، وأمر بشعره فدفن في الأرض، وسماه إبراهيم، وكانت قابلتها سلمى مولاة النبي، صلى الله عليه وسلم، فخرجت إلى زوجها أبي رافع فأخبرته بأنها قد ولدت غلاماً، فجاء أبو رافع إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فبشره، فوهب له عبداً. الطبقات الكبرى لابن سعد(1/134).
2- وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ)) ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ امْرَأَةِ قَيْنٍ يُقَالُ لَهُ أَبُو سَيْفٍ فَانْطَلَقَ يَأْتِيهِ وَاتَّبَعْتُهُ فَانْتَهَيْنَا إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ قَدْ امْتَلَأَ الْبَيْتُ دُخَانًا، فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ أَمْسِكْ جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمْسَكَ فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّبِيِّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ فَقَالَ أَنَسٌ لَقَدْ رَأَيْتُهُ وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَاللَّهِ يَا إِبْرَاهِيمُ إِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ)) رواه مسلم(2315).
3- وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعًا لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَلَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ تُكَمِّلَانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ)) رواه مسلم (2316)
4- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَدِمَ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ، فَقَالُوا: نَعَمْ، فَقَالُوا: لَكِنَّا وَاللَّهِ مَا نُقَبِّلُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((وَأَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّهُ نَزَعَ مِنْكُمْ الرَّحْمَةَ)) رواه مسلم (2317)
5- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ الْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ أَبْصَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ الْحَسَنَ فَقَالَ: إِنَّ لِي عَشْرَةً مِنْ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((إِنَّهُ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ)) رواه مسلم(2318).
6- وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَرْحَبًا بِابْنَتِي)) ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ، أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَبَكَتْ فَقُلْتُ لَهَا لِمَ تَبْكِينَ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا، فَضَحِكَتْ فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ: مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلْتُهَا، فَقَالَتْ: أَسَرَّ إِلَيَّ إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ يُعَارِضُنِي الْقُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وَإِنَّهُ عَارَضَنِي الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا حَضَرَ أَجَلِي، وَإِنَّكِ أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتِي لَحَاقًا بِي فَبَكَيْتُ، فَقَالَ: ((أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوْ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ)) فَضَحِكْتُ لِذَلِكَ. رواه البخاري(3624). ومسلم(2450).
7- وقال صلى الله عليه وسلم عن زينب:((هِيَ خَيْرُ بناتِي أُصِيبَتْ فِيَّ)) معجم الطبراني الكبير، وقال الهيثمي:" رواه الطبراني في الكبير والأوسط بعضه ورواه البزار ورجاله رجال الصحيح" مجمع الزوائد (9/213).
8- وعن أم سلمة أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجراً استأذنت أبا العاص بن ربيع زوجها، أن تذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها، فقدمت عليه، ثم أن أبا العاص لحق بالمدينة فأرسل إليها أن خذي لي أماناً من أبيك، فخرجت فاطلعت برأسها من باب حجرتها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الصبح يصلي بالناس، فقالت: يا أيها الناس أنا زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني قد أجرت أبا العاص، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلاة، قال: ((يا أيها الناس إني لم أعلم بهذا حتى سمعتموه، ألا وإنه يجير على المسلمين أدناهم)) رواه الطبراني (4822) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(2819).
9- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَا فَاطِمَةُ أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنْ النَّارِ فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا)) رواه مسلم (204).
10- وعند البخاري بلفظ:((يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنْ اللَّهِ شَيْئًا)) رواه البخاري(2753).
11- وعَنْ أُمِّ الْحَسَنِ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَّرَ لِفَاطِمَةَ شِبْرًا مِنْ نِطَاقِهَا. رواه الترمذي(1632) وصححه الألباني.
12- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا: وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ)) ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، ثُمَّ قَالَ:((إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)) رواه البخاري(3475) ومسلم(1688).
13- وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ بَعَثَتْ زَيْنَبُ فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بِمَالٍ وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ عِنْدَ خَدِيجَةَ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ قَالَتْ: فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً وَقَالَ:((إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا)) فَقَالُوا: نَعَمْ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ عَلَيْهِ، أَوْ وَعَدَهُ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ زَيْنَبَ إِلَيْهِ، وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَرَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: ((كُونَا بِبَطْنِ يَأْجَجَ حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ فَتَصْحَبَاهَا حَتَّى تَأْتِيَا بِهَا)) رواه أبو داود(2692) وحسنه الألباني.
14- روى موسى بن عقبة: أن رجال أبي بصير صادروا قافلة كان فيها أبو العاص ابن الربيع صهر النبي صلى الله عليه وسلم وهو لما يدخل الإسلام بعد وأسروا من فيها ما عدا أبا العاص لمكانته فذهب أبو العاص إلى زينب امرأته وشكا لها ما وقع لأصحابه وما ضاع لهم من أموال. وحدثت زينب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب الناس قائلا: ((إنا صاهرنا أناسا وصاهرنا أبا العاص، فنعم الصهر وجدناه، وإنه أقبل من الشام في أصحاب له من قريش فأخذهم أبو جندل وأبو بصير، وأخذوا ما كان معهم، وإن زينب بنت رسول الله سألتني أن أجيرهم، فهل أنتم مجيرون أبا العاص وأصحابه)) فقال المسلمون: نعم. قال الألباني: حسن بشواهده.
15- وعن عطاء بن أبى رباح قال: لما خطب علي فاطمة رضي الله عنها، أتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((إن عليا قد ذكرك)) فسكتت، فخرج فزوجها. أخرجه ابن سعد في الطبقات(8/20)، وهو مرسل صحيح الإسناد.
16- وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا تَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:((أَعْطِهَا شَيْئًا)) قَالَ: مَا عِنْدِي شَيْءٌ، قَالَ: ((أَيْنَ دِرْعُكَ الْحُطَمِيَّةُ)) رواه أبو داود(2125) وصححه الألباني.
17- وعن أبي العجفاء قال: خطبنا عمر رضي الله عنه فقال: ألا لا تغلوا بصداق النساء، فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله، لكان أولاكم بها النبي صلى الله عليه وسلم، ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من نسائه، ولا أصدقت امرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة أوقية" زاد في رواية : وإن الرجل ليغالي بصدقة امرأته حتى يكون لها عداوة في نفسه، رواه النسائي (3349) وأحمد(285) وقال الأرنوؤط: صحيح.
18- وعن بريدة قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عليك فاطمة. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:((ما حاجة علي؟)). قال: يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: ((مرحبا وأهلا))،لم يزد عليها. فخرج على أولئك الرهط من الأنصار كانوا ينتظرونه. قالوا: ما وراءك؟ قال: لا أدرى إلا أنه قال لي: مرحبا وأهلا. قالوا: يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما، أعطاك الرحب، وأعطاك الأهل. فلما كانت ليلة البناء قال: ((لا تحدث شيئا حتى تلقاني)) فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فتوضأ فيه ثم أفرغه على علي فقال: ((اللهم بارك فيهما وبارك لهما في بنائهما)). رواه ابن سعد(8/21) والطبراني في الكبير(1153) بسند حسن كما قال الألباني في آداب الزفاف.
19- وعن علي بن أبي طالب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا زَوَّجَهُ فَاطِمَةَ، بَعَثَ مَعَهَا بِخَمِيلَةٍ، وَوِسَادَةٍ مِنْ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، وَرَحَيَيْنِ، وَسِقَاءٍ، وَجَرَّتَيْنِ.رواه أحمد (821) وصححه الألباني.
20- وعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: لَمَّا خَطَبَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلْعُرْسِ مِنْ وَلِيمَةٍ))قَالَ: فَقَالَ: سَعْدٌ عَلَيَّ كَبْشٌ، وَقَالَ فُلَانٌ: عَلَيَّ كَذَا وَكَذَا مِنْ ذُرَةٍ. رواه أحمد (22526) وقال ابن حجر في الفتح: "وَسَنَده لَا بَأْس بِهِ، وحسنه الألباني في آداب الزفاف.
21- وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ مَوْهَبٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ حَجَّ الْبَيْتَ فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا فَقَالَ مَنْ هَؤُلَاءِ الْقُعُودُ؟ قَالُوا: هَؤُلَاءِ قُرَيْشٌ، قَالَ: مَنْ الشَّيْخُ؟ قَالُوا: ابْنُ عُمَرَ، فَأَتَاهُ فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ أَتُحَدِّثُنِي؟ قَالَ: أَنْشُدُكَ بِحُرْمَةِ هَذَا الْبَيْتِ أَتَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَعْلَمُهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَعْلَمُ أَنَّهُ تَخَلَّفَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ فَكَبَّرَ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ لِأُخْبِرَكَ وَلِأُبَيِّنَ لَكَ عَمَّا سَأَلْتَنِي عَنْهُ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا وَسَهْمَهُ))، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ فَبَعَثَ عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَمَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ الْيُمْنَى: ((هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ)) فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ فَقَالَ: ((هَذِهِ لِعُثْمَانَ)) اذْهَبْ بِهَذَا الْآنَ مَعَكَ. رواه البخاري (4066).
22- وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ فَقَالَ: ((أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ)) قَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِنْسَانٍ: ((انْظُرْ أَيْنَ هُوَ)) فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ وَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ:((قُمْ أَبَا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ)) رواه البخاري(441)ومسلم(2409).
23- وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشْبَهَ سَمْتًا وَدَلًّا وَهَدْيًا بِرَسُولِ اللَّهِ فِي قِيَامِهَا وَقُعُودِهَا مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ إِلَيْهَا فَقَبَّلَهَا وَأَجْلَسَهَا فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا قَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا فَقَبَّلَتْهُ وَأَجْلَسَتْهُ فِي مَجْلِسِهَا، فَلَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَتْ فَاطِمَةُ فَأَكَبَّتْ عَلَيْهِ فَقَبَّلَتْهُ، ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَبَكَتْ، ثُمَّ أَكَبَّتْ عَلَيْهِ ثُمَّ رَفَعَتْ رَأْسَهَا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: إِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ مِنْ أَعْقَلِ نِسَائِنَا فَإِذَا هِيَ مِنْ النِّسَاءِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ لَهَا أَرَأَيْتِ حِينَ أَكْبَبْتِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَفَعْتِ رَأْسَكِ فَبَكَيْتِ، ثُمَّ أَكْبَبْتِ عَلَيْهِ فَرَفَعْتِ رَأْسَكِ فَضَحِكْتِ مَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ؟ قَالَتْ: إِنِّي إِذًا لَبَذِرَةٌ أَخْبَرَنِي أَنَّهُ مَيِّتٌ مِنْ وَجَعِهِ هَذَا فَبَكَيْتُ، ثُمَّ أَخْبَرَنِي أَنِّي أَسْرَعُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ فَذَاكَ حِينَ ضَحِكْتُ. رواه الترمذي(3872) وصححه الألباني.
24- وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهَا وَجَاءَ عَلِيٌّ فَذَكَرَتْ لَهُ ذَلِكَ فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنِّي رَأَيْتُ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا مَوْشِيًّا)) فَقَالَ: ((مَا لِي وَلِلدُّنْيَا))، فَأَتَاهَا عَلِيٌّ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهَا فَقَالَتْ: لِيَأْمُرْنِي فِيهِ بِمَا شَاءَ قَالَ: ((تُرْسِلُ بِهِ إِلَى فُلَانٍ أَهْلِ بَيْتٍ بِهِمْ حَاجَةٌ)) رواه البخاري (2613).
25- وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَوَجَدَ عَلَى بَابِهَا سِتْرًا فَلَمْ يَدْخُلْ، قَالَ: وَقَلَّمَا كَانَ يَدْخُلُ إِلَّا بَدَأَ بِهَا فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَرَآهَا مُهْتَمَّةً فَقَالَ: مَا لَكِ، قَالَتْ: جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ فَلَمْ يَدْخُلْ فَأَتَاهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ فَاطِمَةَ اشْتَدَّ عَلَيْهَا أَنَّكَ جِئْتَهَا فَلَمْ تَدْخُلْ عَلَيْهَا، قَالَ: ((وَمَا أَنَا وَالدُّنْيَا وَمَا أَنَا وَالرَّقْمَ)) فَذَهَبَ إِلَى فَاطِمَةَ فَأَخْبَرَهَا بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: قُلْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَأْمُرُنِي بِهِ، قَالَ: ((قُلْ لَهَا فَلْتُرْسِلْ بِهِ إِلَى بَنِي فُلَانٍ)) رواه أبو داود (4149).
26- وعن عَلِي رضي الله عنه قال: أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام اشْتَكَتْ مَا تَلْقَى مِنْ الرَّحَى مِمَّا تَطْحَنُ فَبَلَغَهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِيَ بِسَبْيٍ فَأَتَتْهُ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَلَمْ تُوَافِقْهُ فَذَكَرَتْ لِعَائِشَةَ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ عَائِشَةُ لَهُ فَأَتَانَا وَقَدْ دَخَلْنَا مَضَاجِعَنَا فَذَهَبْنَا لِنَقُومَ فَقَالَ: ((عَلَى مَكَانِكُمَا)) حَتَّى وَجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ عَلَى صَدْرِي فَقَالَ: ((أَلَا أَدُلُّكُمَا عَلَى خَيْرٍ مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا فَكَبِّرَا اللَّهَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَسَبِّحَا ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمَا مِمَّا سَأَلْتُمَاهُ)) رواه البخاري(3113)واللفظ له،ومسلم(2728)
27- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَتْ فَاطِمَةُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْأَلُهُ خَادِمًا فَقَالَ لَهَا قُولِي: ((اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبَّ الْأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ اللَّهُمَّ أَنْتَ الْأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنْ الْفَقْرِ)) رواه مسلم(2713).
28- وعن عَلِي بْن أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قال: إَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَام لَيْلَةً فَقَالَ: ((أَلَا تُصَلِّيَانِ)) فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللَّهِ فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْنَا ذَلِكَ وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيَّ شَيْئًا، ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلٍّ يَضْرِبُ فَخِذَهُ وَهُوَ يقول:وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا. رواه البخاري(1127)،ومسلم(775).
29- وعن الْمِسْوَر بْن مَخْرَمَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ عَلَى فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ النَّاسَ فِي ذَلِكَ عَلَى مِنْبَرِهِ هَذَا وَأَنَا يَوْمَئِذٍ مُحْتَلِمٌ فَقَالَ: ((إِنَّ فَاطِمَةَ مِنِّي وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ تُفْتَنَ فِي دِينِهَا)) ثُمَّ ذَكَرَ صِهْرًا لَهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ شَمْسٍ فَأَثْنَى عَلَيْهِ فِي مُصَاهَرَتِهِ إِيَّاهُ قَالَ: ((حَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَوَعَدَنِي فَوَفَى لِي، وَإِنِّي لَسْتُ أُحَرِّمُ حَلَالًا وَلَا أُحِلُّ حَرَامًا، وَلَكِنْ وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ أَبَدًا)) رواه البخاري(3110).
30- وعن الْمِسْوَر بْن مَخْرَمَةَ رضي الله عنه قال: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ وَعِنْدَهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ لَهُ: إِنَّ قَوْمَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّكَ لَا تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ وَهَذَا عَلِيٌّ نَاكِحًا ابْنَةَ أَبِي جَهْلٍ، قَالَ الْمِسْوَرُ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: ((أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي فَصَدَقَنِي وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ مُضْغَةٌ مِنِّي وَإِنَّمَا أَكْرَهُ أَنْ يَفْتِنُوهَا، وَإِنَّهَا وَاللَّهِ لَا تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عَدُوِّ اللَّهِ عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَبَدًا)) قَالَ: فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ. رواه مسلم(2449).
31- وعن عمران بن حصين قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا إذ أقبلت فاطمة رحمها الله فوقفتْ بين يديه، فنظرتُ إليها وقد ذهبَ الدم من وجهها.[من شدة الجوع].فقال:((ادني يا فاطمة))، فدنت حتى قامت بين يديه، فرفع يده فوضعها على صدرها موضع القلادة، وفرج بين أصابعه ثم قال: ((اللهم مشبع الجاعة، (وقاضي الحاجة) ورافع الوضيعة، لا تجع فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم)) قال عمران: فنظرت إليها وقد غلب الدم على وجهها، وذهبت الصفرة.قال عمران :فلقيتها بعد فسألتها؟فقالت: ما جعْتُ بعدُ يا عمران.قال الألباني: رواه الطبري في التهذيب بسندٍ لا بأس به في الشواهد، جلباب المرأة المسلمة ص (97).وكذلك البيهقي في دلائل النبوة للبيهقي (6/108) وقال: والأشبه أنه إنما رآها قبل نزول آية الحجاب. رواه الطبراني في الأوسط(3999).
32- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: ((يا فاطمة مَا يمنَعَك أَنْ تَسْمَعِي مَا أُوصِيك بِهِ أَنْ تَقُولِي إِذَا أَصْبَحْت وَإِذَا أَمْسَيْت:يَا حَيّ يَا قَيُّوم بِرَحْمَتِك أَسْتَغِيث، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلّه، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَة عَيْن)) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة صـ 46 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (227).
33- وعن عَلِي بْن أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أَقُولُ نَهَاكُمْ عَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ وَعَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ وَالْمُعَصْفَرِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَأَنَا رَاكِعٌ وَكَسَانِي حُلَّةً مِنْ سِيَرَاءَ فَخَرَجْتُ فِيهَا فَقَالَ: ((يَا عَلِيُّ إِنِّي لَمْ أَكْسُكَهَا لِتَلْبَسَهَا)) قَالَ: فَرَجَعْتُ بِهَا إِلَى فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَأَعْطَيْتُهَا نَاحِيَتَهَا فَأَخَذَتْ بِهَا لِتَطْوِيَهَا مَعِي فَشَقَّقْتُهَا بِثِنْتَيْنِ قَالَ فَقَالَتْ تَرِبَتْ يَدَاكَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ مَاذَا صَنَعْتَ قَالَ فَقُلْتُ لَهَا نَهَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لُبْسِهَا فَالْبَسِي وَاكْسِي نِسَاءَكِ. رواه أحمد(712) وأصله في صحيح مسلم.
34- وعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّ أُكَيْدِرَ دُومَةَ أَهْدَى إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَ حَرِيرٍ فَأَعْطَاهُ عَلِيًّا فَقَالَ: ((شَقِّقْهُ خُمُرًا بَيْنَ الْفَوَاطِمِ)) مسلم(2071)
35- وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جاءت بنت هبيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يدها فتخ فقال: ((أي خواتيم ضخام)) فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضرب يدها فدخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو إليها الذي صنع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتزعت فاطمة سلسلة في عنقها من ذهب وقالت: هذه أهداها إلي أبو حسن، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم والسلسلة في يدها فقال: ((يا فاطمة أيغرك أن يقول الناس ابنة رسول الله وفي يدها سلسلة من نار)) ثم خرج ولم يقعد فأرسلت فاطمة بالسلسلة إلى السوق فباعتها واشترت بثمنها غلاماً أو عبدا فأعتقته فحدث بذلك، فقال: ((الحمد لله الذي أنجى فاطمة من النار)) رواه النسائي(5140) وقال الشيخ الألباني:صحيح.
36- وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَشْكُو مَجْلًا (تنفط في اليد) بِيَدَيْهَا فَأَمَرَهَا بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ. رواه الترمذي(3409)وصححه الألباني.
37- وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ إِحْدَى بَنَاتِهِ تَدْعُوهُ وَتُخْبِرُهُ أَنَّ صَبِيًّا لَهَا أَوْ ابْنًا لَهَا فِي الْمَوْتِ فَقَالَ لِلرَّسُولِ: ((ارْجِعْ إِلَيْهَا فَأَخْبِرْهَا أَنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ)) فَعَادَ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّهَا قَدْ أَقْسَمَتْ لَتَأْتِيَنَّهَا قَالَ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنَّةٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:((هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ)) رواه البخاري(7448) ومسلم واللفظ له(923).
38- وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَام: وَا كَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا: ((لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ)) فَلَمَّا مَاتَ، قَالَتْ: يَا أَبَتَاهُ أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهْ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ، فَلَمَّا دُفِنَ؛ قَالَتْ فَاطِمَةُ عَلَيْهَا السَّلَام: يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التُّرَابَ. رواه البخاري(4462).
39- وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: شَهِدْنَا بِنْتًا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ عَلَى الْقَبْرِ قَالَ: فَرَأَيْتُ عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ، قَالَ: فَقَالَ: ((هَلْ مِنْكُمْ رَجُلٌ لَمْ يُقَارِفْ اللَّيْلَةَ)) فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَنَا قَالَ: ((فَانْزِلْ)) قَالَ: فَنَزَلَ فِي قَبْرِهَا. رواه البخاري (1285).
40- وعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ الْأَنْصَارِيَّةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تُوُفِّيَتْ ابْنَتُهُ فَقَالَ: ((اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي)) فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَعْطَانَا حِقْوَهُ فَقَالَ: ((أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ)) تَعْنِي إِزَارَهُ. رواه البخاري(1253)ومسلم(939).
بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، فهو رحمة مهداة، وكان أحق الناس بهذه الرحمة هم أهله وأبنائه، الذين هم فلذة كبده.
وإنما أولادنا بيننا *** أكبادنا تمشي على الأرض

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس تعاملاً مع أولاده، كان يرعاهم في صغرهم، ويحنو عليهم في كبرهم، كان صلى الله عليه وسلم يحزن إذا مرض أحدهم، وربما اهتم لذلك اهتماماً شديداً، وإذا مات أحدهم بكى عليه، وحزن، وتألم على فراقه، ولما مات ابنه إبراهيم، أخذه صلى الله عليه وسلم فقبله، وشمه، وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان، وقال: ((إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضى ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) ما أروع هذا الموقف لهذا النبي صلى الله عليه وسلم.

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يغضب لغضب بناته، ويتفاعل معهن فيما يردن، فقد أرسلت إليه إحدى بناته تقسم عليه أن يأتيها عندما توفي أحد أبنائها، فقام صلى الله عليه وسلم إليها، كل هذا حرصاً واهتماماً منه بأولاده، ومحبة لهم، وكان صلى الله عليه وسلم إذا زارته إحدى بناته، أحسن استقبالها، واحتفى بقدومها تقول عائشة رضي الله عنها:"كانت فاطمة إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها، فأخذ بيدها، وقبلها ، ورحب بها ، وأجلسها في مجلسه" أين هذه المشاعر الشفافة، من أولئك القساة الذين يظنون أن العبوس والتجهم من علامات إثبات الرجولة، والقوامة مع الأبناء، ومع البنات خاصة.
 
ومن تعامله صلى الله عليه وسلم أنه كان يربي بناته على التقلل من الدنيا، ويحثهن على الصدقة، ويرشدهن إلى الأفضل، ومن جوانب تعامله صلى الله عليه وسلم مع بناته، الاهتمام بتزويجهن، فقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم جميع بناته من خيرة الرجال، وكان يشاورهن في زواجهن، ولا يغالي في مهورهن، فأي تعامل بعد هذا التعامل الراقي، الذي قل من يعمل به من المسلمين في زماننا، رزقنا الله الاقتداء به، واتباع سنته.
الأب الحنون هو الذي يحب أولاده، ويقوم بحقوقهم وواجباتهم، من جميع النواحي، فتراه يهتم برعايتهم الجسدية، ومع ذلك لا يغفل رعايتهم الإيمانية، من نصح، وتوجيه، وإرشاد، وهو الذي يتفقد أحوالهم، ويهتم بمصالحهم، كل هذا يدل على مدى اهتمام الأب بأبنائه، وشفقته عليهم، وأعظم أب قام بواجب الأبوة على أكمل وجه وأتمه النبي صلى الله عليه وسلم، إنه القدوة، والأسوة في تعامل الآباء مع أبنائهم،
 
لقد تجلى تعامله مع أولاده بالعديد من المظاهر الإنسانية الكريمة الرحيمة، فكان صلى الله عليه وسلم يحب بناته، ويكرمهن، ويحتفي بهن، ويثني عليهن وقد قال في بنته فاطمة: ((أَلَا تَرْضَيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ))، ولعلو منزلة فاطمة رضي الله عنها عنده كان يضرب بها المثل، فقال في قصة المخزومية: ((وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا)) وإنما ضرب المثل بفاطمة؛ لأنها أعز أهله صلى الله عليه وسلم، ولأنه لم يبق من بناته حينئذ غيرها.

ولم يكن حبه صلى الله عليه وسلم لهن، يمنعه من زجرهن، وتخويفهن بالله، فقد قال لفاطمة: ((لا تؤذيني في عائشة))،ومن تعامله صلى الله عليه وسلم مع بناته استشارتهن في أمر الزواج، ولما خطب علي فاطمة رضي الله عنها، أتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن علياً قد ذكرك، فسكتت، فخرج فزوجها))، وكان يدعو لهن إذا تزوجن اللهم بارك فيهما، وبارك لهما في بنائهما، وكان يولم في زواجهن بالوليمة اليسيرة.

ومن حسن تعامله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يتدخل في تفاصيل المشاكل التي تحصل بينهن وبين أزواجهن فلما غاضب علي فاطمة، وخرج من عندها، قال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((أين بن عمك؟)) قالت:كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يُقِل عندي. فلم يسألها صلى الله عليه وسلم عن سبب الخلاف، وعن تفاصيل المشكلة التي حدثت بينهما،وهذا من حكمته صلى الله عليه وسلم، فكثيراً ما يكون تدخل الأهل في المشاكل التي تحدث بين الزوجين؛ سبباً لزيادة المشاكل وتفاقمها.

فالنبي صلى الله عليه وسلم كان نعم الأب، ونعم المربي، ونعم المؤدب، فهلا اقتدى به الآباء في تربيتهم لأبنائهم؟ وهلا سلكوا طريقه في التربية؟
لقد أرسل الله تعالى الرسل، وجعل لهم أزواجاً وذرية، كما قال تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً)،
والنبي صلى الله عليه وسلم كان له من الأبناء ثلاثة، القاسم، وإبراهيم، وعبد الله، وأما البنات فأربع، زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، فيا ترى كيف كان تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أولاده، مع انشغاله بأعباء الرسالة والدعوة إلى الله؟ وهل كان ذلك عائقاً له عن القيام بحقوقهم، وتفقد أحوالهم؟.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مع أبنائه رحيماً، عطوفاً، شفيقاً عليهم، سواء عند ولادتهم، أو في صغرهم، أو كبرهم، أو عند وفاتهم.
وإذا رحمت فأنت أمٌّ أو أبٌ *** هذان في الدنيا هما الرُّحماءُ
 
وقد تجلى تعامله صلى الله عليه وسلم مع أولاده بالعديد من المظاهر الإنسانية الكريمة الرحيمة، فكان يعتني بهم منذ ولادتهم، فيختار لهم الأسماء الحسنة، وكان يعق عنهم، ويتصدق بزنة شعرهم فضة، وكان يفرح بهم عند ولادتهم، ولما بشره أبو رافع، بابنه إبراهيم، وهب له عبداً، مكافأة على بشارته، ومن حبه صلى الله عليه وسلم لأولاده، أنه كان يضمهم، ويقبلهم، ولا عجب في ذلك فهو الرحمة المهداة، ولم يهمل صلى الله عليه وسلم جانب اهتمامه بالبنات، على غرار ما يفعله كثير من الناس اليوم، فيقتصر في رعايته على الأبناء فقط، بل كان صلى الله عليه وسلم يهتم ببناته أشد الاهتمام، فهو القائل: ((مَنْ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ بِشَيْءٍ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ)) فكان يحبهن ويكرمهن، بل ويثني عليهن.
 
ومن شدة حبه صلى الله عليه وسلم لهن أنه كان يجير من أجرنه، فقد أجارت ابنته زينب زوجها أبا العاص بن الربيع، فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معاملته لأولاده أنه كان يسأل عنهم عند غيبتهم، ويهتم بهم إذا مرضوا،
واستمرت رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لبناته حتى بعد الزواج، فلم يكن يشغله صلى الله عليه وسلم عن بناته رضي الله عنهن شاغل، بل كان يفكر فيهن وهو في أصعب الظروف، فعندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الخروج لبدر لملاقاة قريش وصناديدها، كانت رقية رضي الله عنها مريضة، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يبقى في المدينة؛ ليمرضها، وضرب له بسهمه في مغانم بدر، وأجره عند الله يوم القيامة.
4 + 2 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.