عضو جديد | تسجيل دخول |
-
- صبره صلى الله عليه وسلم
- صدقه صلى الله عليه وسلم
- رحمته صلى الله عليه وسلم
- رفقه ولينة صلى الله عليه وسلم
- كرمه صلى الله عليه وسلم
- حياؤه صلى الله عليه وسلم
- تواضعه صلى الله عليه وسلم
- زهده صلى الله عليه وسلم
- أمانته صلى الله عليه وسلم
- إخلاصه صلى الله عليه وسلم
- وفاؤه صلى الله عليه وسلم
- حلمه صلى الله عليه وسلم
- ذكاؤه صلى الله عليه وسلم
- شجاعته صلى الله عليه وسلم
- رفقه صلى الله عليه وسلم بالحيوان
-
- نسبه صلى الله عليه وسلم
- خِلقته صلى الله عليه وسلم
- زوجاته صلى الله عليه وسلم
- أولاده صلى الله عليه وسلم
- خدمه صلى الله عليه وسلم
- غزواته صلى الله عليه وسلم
- كُتَّابه صلى الله عليه وسلم
- مُؤذِّنوه صلى الله عليه وسلم
- حُرَّاسه صلى الله عليه وسلم
- شعراؤه صلى الله عليه وسلم
- بيته صلى الله عليه وسلم
- دوابه صلى الله عليه وسلم
- سيوفه صلى الله عليه وسلم
- لباسه صلى الله عليه وسلم
6526
1. قال الله تبارك وتعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107).
2. وعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَيْهِ حِمَارٌ قَدْ وُسِمَ فِي وَجْهِهِ فَقَالَ: ((لَعَنَ اللَّهُ الَّذِي وَسَمَهُ))". رواه مسلم برقم (2117).
3. وعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَهُ وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيْرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ نَبْلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ فَعَلَ هَذَا لَعَنْ اللَّهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ مَنْ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا" رواه مسلم برقم (1958).
4. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: " أَرْدَفَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ، وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَاجَتِهِ هَدَفًا، أَوْ حَائِشَ نَخْلٍ (الهدف: ما ارتفع من الأرض ، وكل مرتفع هدفٌ، وحائش النخل: أَيْ الْمُلْتَفّ الْمُجْتَمِع مِنْ النَّخْل) قَالَ: فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ (أي: مؤخر رأسه وهو الموضع الذي يعرف من قفاه، وقيل: أصل أذنه) فَسَكَتَ فَقَالَ: ((مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ؟ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ؟))، فَجَاءَ فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ: ((أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا، فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ))[1].
5. وعَنْ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " ثَلَاثَةُ أَشْيَاءَ رَأَيْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَا نَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ إِذْ مَرَرْنَا بِبَعِيرٍ يُسْنَى عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ الْبَعِيرُ جَرْجَرَ (أي صاح من الجرجرة وهي صوت تردد البعير في حلقه فالمعنى ردد الصوت في حلقه) وَوَضَعَ جِرَانَهُ (أي مقدم عنقه، وقيل: باطن عنقه)، فَوَقَفَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((أَيْنَ صَاحِبُ هَذَا الْبَعِيرِ؟))، فَجَاءَ فَقَالَ: ((بِعْنِيهِ))، فَقَالَ: لَا بَلْ أَهَبُهُ لَكَ، فَقَالَ: ((لَا بِعْنِيهِ))، قَالَ: لَا بَلْ أَهَبُهُ لَكَ، وَإِنَّهُ لِأَهْلِ بَيْتٍ مَا لَهُمْ مَعِيشَةٌ غَيْرُهُ، قَالَ: ((أَمَا إِذْ ذَكَرْتَ هَذَا مِنْ أَمْرِهِ فَإِنَّهُ شَكَا كَثْرَةَ الْعَمَلِ وَقِلَّةَ الْعَلَفِ، فَأَحْسِنُوا إِلَيْهِ))، قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَنَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَتْ شَجَرَةٌ تَشُقُّ الْأَرْضَ حَتَّى غَشِيَتْهُ (أتته وأظلته) ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ ذَكَرْتُ لَهُ، فَقَالَ: ((هِيَ شَجَرَةٌ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تُسَلِّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَذِنَ لَهَا))، قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَمَرَرْنَا بِمَاءٍ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ بِابْنٍ لَهَا بِهِ جِنَّةٌ (أي جنون) فَأَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْخَرِهِ (أي أنفه) فَقَالَ: ((اخْرُجْ إِنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ))، قَالَ: ثُمَّ سِرْنَا فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنْ سَفَرِنَا مَرَرْنَا بِذَلِكَ الْمَاءِ فَأَتَتْهُ الْمَرْأَةُ بِجَزُورٍ وَلَبَنٍ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرُدَّ الْجَزُورَ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَشَرِبَ مِنْ اللَّبَنِ، فَسَأَلَهَا عَنْ الصَّبِيِّ فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا رَأَيْنَا مِنْهُ رَيْبًا (أي شيئا نكرهه) بَعْدَكَ"[2].
6. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " أن رجلاً أضجع شاة يريد أن يذبحها، وهو يحد شفرته، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ((أتريد أن تميتها موتات، هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها))[3].
7. وعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُمَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ)) رواه مسلم برقم (1955).
8. وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لَأَذْبَحُ الشَّاةَ، وَأَنَا أَرْحَمُهَا - أَوْ قَالَ: إِنِّي لَأَرْحَمُ الشَّاةَ أَنْ أَذْبَحَهَا - فَقَالَ: ((وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ، وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ))"[4].
9. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ))، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا قَالَ: ((فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ)) رواه البخاري برقم (2363)؛ ومسلم برقم (2244).
10. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً (طائر صغير كالعصفور) مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتْ الْحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ (أي ترفرفت بجناحيها) فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ((مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ؟ قُلْنَا: نَحْنُ، قَالَ: إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ))[5].
11. وعَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ يُحْرَمْ الرِّفْقَ يُحْرَمْ الْخَيْرَ)) رواه مسلم برقم(2592).
12. وعَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((حُرِّمَ عَلَى النَّارِ كُلُّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ سَهْلٍ قَرِيبٍ مِنْ النَّاسِ))[6].
13. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ مِنْ جَرَّاءِ هِرَّةٍ لَهَا أَوْ هِرٍّ رَبَطَتْهَا فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تُرَمْرِمُ (تتناول ذلك بشفتيها) مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا)) رواه البخاري برقم(3318)؛ ومسلم برقم(2619) واللفظ له.
14. وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ إِحْدَى بَنَاتِهِ تَدْعُوهُ وَتُخْبِرُهُ أَنَّ صَبِيًّا لَهَا أَوْ ابْنًا لَهَا فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: ((ارْجِعْ إِلَيْهَا فَأَخْبِرْهَا أَنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ))، فَعَادَ الرَّسُولُ فَقَالَ: إِنَّهَا قَدْ أَقْسَمَتْ لَتَأْتِيَنَّهَا، قَالَ: فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمْ فَرُفِعَ إِلَيْهِ الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنَّةٍ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ مَا هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: ((هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ)) رواه البخاري برقم(7448)؛ ومسلم برقم (923).
15. وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا عُزِلَ عَنْهُ إِلَّا شَانَهُ))[7].
[1] رواه أبو داود برقم(2549)؛ وأحمد في المسند برقم(1747) وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم؛ وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم(20)؛ وفي صحيح أبي داود برقم(2222).
[2] رواه أحمد في المسند برقم(17115)؛ قال الألباني صحيح لشواهده في تحقيق مشكاة المصابيح برقم(5922).
[3] رواه الحاكم في المستدرك برقم(7563)وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه؛ وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم(93).
[4] رواه أحمد في المسند برقم(15592) وقال محققوه: إسناده صحيح؛ والبخاري في الأدب المفرد برقم (373)؛ وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم(26).
[5] رواه أبو داود برقم (2675)؛ وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (25)، وبرقم (487)؛ وفي صحيح أبي داود برقم (2329).
[6] رواه أحمد في المسند برقم (3928)؛ وابن حبان في صحيحه برقم (469)؛ والبيهقي في شعب الإيمان برقم (11251)؛ وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم(3135).
[7] رواه أحمد في المسند برقم(25710) وقال محققوه: إسناده على شرط مسلم؛ وقال الألباني: حسن صحيح في صحيح الترغيب والترهيب برقم (2672).
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ شهد الحق له بأنه رحمة للعالمين، الإنس والجن، والطير والحيوان، وما دام رحمة فكيف سيكون تعامله؟ لا شك أنه الرفق والين. هذا الرفق النبوي الذي شمل العالمين، نتناول منه ما يخص الحيوان.
يمر ذات مرة ببعير يُسنى عليه (أي: يُستقى من البئر عليه)، فيلجأ ذلك البعير إلى الرفيق الرحيم ويقدم له الشكوى، ويذكر له ما يلقاه من صاحبه من كثرة العمل وقلة العلف، فأمر الرفيق الرحيم أصحاب هذا الجمل بالإحسان إليه، ويدخل صلى الله عليه وسلم بستانا فإذا جمل يسرع إليه، ويحن وتذرف عيناه، فيأخذ الرسول الكريم يده ويمسح بها مؤخر رأسه مسحة رفق فيسكت البعير، ويقول لصاحبه: ((أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ)).
وهذا جمل استصعب على عائشة رضي الله عنها فجعلت تردده، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَا كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا عُزِلَ عَنْهُ إِلَّا شَانَهُ)).
ويخرج صلى الله عليه وسلم في سفر وكان معه ابن مسعود رضي الله عنه، فإذا حُمَرَة (طائر صغيركالعصفور) لها فرخان أخذهما الصحابة، ففجعت بذلك، وجعلت تحلق عليهم، فجاء الرفيق الشفيق بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم فقال: ((مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا)).
جاءت إليك حمامة مشتاقة تشكو إليك بقلب صب واجف
من أخبر الورقاء أن مكانكم حرمٌ وأنك ملجأ للخائف
فيا أحباب رسول الله صلى الله عليه سلم ها هو قدوتكم وأسوتكم، ويا أدعياء حقوق الإنسان والحيوان هذا هو رسولنا الكريم، قد أرسى تلك المبادئ وسن تلك التشريعات، قبل أن تعرفوها، فهلا اقتديتم به؟!
ما أجمل ما كان يتصف به صلى الله عليه وسلم من صفات، وما أحسن ما كان يتميز به من خلال، ومن تلك الصفات الجميلة صفة الرفق، كيف لا وهو القائل: ((ما كَانَ الرِّفْقُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا عُزِلَ عَنْهُ إِلَّا شَانَهُ)).
ومن صور رفقه صلى الله عليه وسلم إحسانه إلى الحيوان، برهان ذلك أنه صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قد أضجع شاة يريد ذبحها وهو يحد شفرته، فأمره صلى الله عليه وسلم بالرفق بها وقال له: ((هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها))، ومن رفقه أنه أمر بالإحسان إلى الحيوان في كل شؤونه، فقال للذي رحم الشاة عند ذبحها: ((وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ، وَالشَّاةُ إِنْ رَحِمْتَهَا رَحِمَكَ اللهُ))، ومن رفقه ورحمته أنه رغب في الإحسان إلى الحيوان وتقديم ما يحتاجه، فذكر ذات مرة رجلاً يمشي فاشتد عليه العطش فنزل بئراً فشرب منه، فخرج فإذا هو بكلب يلهث الثرى من شدة ما لاقى من العطش، فملأ خفه وسقاه فغفر الله له، حتى قال أصحابه: وإن لنا في البهائم أجرا قال معلما لهم الإحسان: ((فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ)).
كيف لا يكون صلى الله عليه وسلم رفيقاً وقد صح عنه أنه حذر من ظلم الحيوان وأن ظلمه سبب في دخول النار، كما في المرأة التي ربطة هرة حتى ماتت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((دَخَلَتْ امْرَأَةٌ النَّارَ مِنْ جَرَّاءِ هِرَّةٍ لَهَا أَوْ هِرٍّ رَبَطَتْهَا فَلَا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلَا هِيَ أَرْسَلَتْهَا تُرَمْرِمُ مِنْ خَشَاشِ الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ هَزْلًا)).
كيف لا يكون رحيماً رفيقاً بكل شيء وهو القائل صلى الله عليه وسلم: ((وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ)).
كيف لا يكون رفيقاً رحيماً وهو القائل: ((مَنْ يُحْرَمْ الرِّفْقَ يُحْرَمْ الْخَيْرَ)).
فهذا خلق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو قدوة لنا، فعلينا أيها الأحبة الكرام أحباب النبي الكريم بمتابعته والإقتداء به، وفقنا الله لذلك.