عضو جديد | تسجيل دخول |
-
- صبره صلى الله عليه وسلم
- صدقه صلى الله عليه وسلم
- رحمته صلى الله عليه وسلم
- رفقه ولينة صلى الله عليه وسلم
- كرمه صلى الله عليه وسلم
- حياؤه صلى الله عليه وسلم
- تواضعه صلى الله عليه وسلم
- زهده صلى الله عليه وسلم
- أمانته صلى الله عليه وسلم
- إخلاصه صلى الله عليه وسلم
- وفاؤه صلى الله عليه وسلم
- حلمه صلى الله عليه وسلم
- ذكاؤه صلى الله عليه وسلم
- شجاعته صلى الله عليه وسلم
- رفقه صلى الله عليه وسلم بالحيوان
-
- نسبه صلى الله عليه وسلم
- خِلقته صلى الله عليه وسلم
- زوجاته صلى الله عليه وسلم
- أولاده صلى الله عليه وسلم
- خدمه صلى الله عليه وسلم
- غزواته صلى الله عليه وسلم
- كُتَّابه صلى الله عليه وسلم
- مُؤذِّنوه صلى الله عليه وسلم
- حُرَّاسه صلى الله عليه وسلم
- شعراؤه صلى الله عليه وسلم
- بيته صلى الله عليه وسلم
- دوابه صلى الله عليه وسلم
- سيوفه صلى الله عليه وسلم
- لباسه صلى الله عليه وسلم
9810
1. قال الله تبارك وتعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107).
2. وقال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (سبأ:28).
3. وقال: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4).
4. وعَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " كَانَ الْيَهُودُ يَتَعَاطَسُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُونَ أَنْ يَقُولَ: لَهُمْ يَرْحَمُكُمْ اللَّهُ، فَيَقُولُ: ((يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ))[1].
5. وعَنْ أَبُي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ فَدَعَوْتُهَا الْيَوْمَ فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ))، فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بِدَعْوَةِ نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا هُوَ مُجَافٌ(أي: مغلق)، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ(أي: صوتهما في الأرض)، فَقَالَتْ: مَكَانَكَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ الْمَاءِ (صوت تحريكه)، قَالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَبْشِرْ قَدْ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَقَالَ خَيْرًا، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ وَأُمَّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إِلَيْهِمْ الْمُؤْمِنِينَ))، فَمَا خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بِي وَلَا يَرَانِي إِلَّا أَحَبَّنِي"رواه مسلم برقم(2491).
6. وعَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا))[2].
7. وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ وَكَانَ أَحَبَّهُمَا))[3].
8. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: "جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّ دَوْسًا قَدْ هَلَكَتْ عَصَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ))" رواه البخاري برقم(4392)؛ ومسلم برقم(2524).
9. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، قَالَ: ((إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً))" رواه مسلم برقم(2599).
10. وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟، قَالَ: ((لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ))، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا)) رواه البخاري برقم(3231)؛ ومسلم برقم(1795).
11. وعن عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: "كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ))" رواه البخاري برقم(3477)؛ ومسلم برقم(1792).
12. وعَنْ أَبِي صَالِحٍ عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ))[4].
[1] رواه الترمذي برقم(2739)، وقَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ؛ وأبو داود برقم(5038)؛ وأحمد برقم(19089) وقال محققوه: إسناده صحيح؛ وصححه الألباني في إرواء الغليل برقم(1277).
[2] رواه الترمذي برقم(3942) وقَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ؛ وأحمد في المسند برقم(14292)، وقال محققوه: إسناده قوي على شرط مسلم؛ وقال الألباني إسناده على شرط مسلم لكن أبو الزبير مدلس وقد عنعن في تحقيقه مشكاة المصابيح برقم(5941).
[3] رواه الترمذي برقم(3681)؛ وأحمد في المسند برقم(5663)؛ وقال محققوه: رجاله ثقات رجال الشيخين غير خارجة بن عبدالله الأنصاري؛ وقال الألباني حسن صحيح في تحقيق المشكاة برقم(6036)؛ وصححه في صحيح الترمذي برقم(2907).
[4]رواه الحاكم في المستدرك برقم(100) وقال: هذا حديث صحيح على شرطهما؛ والبيهقي في شعب الإيمان برقم(1446)؛ ورواه الدارمي مرسلاً من حديث أبي صالح قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم... الحديث برقم(15)؛ والبيهقي في الشعب مرسلاً برقم(1404)؛ وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم(2345)؛ وفي السلسلة الصحيحة برقم(490).
لقد خاطب الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ، وبقوله: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً) ، فكان رحمة للمسلمين والكافرين، ومن رحمته بالكفار أنه كان يدعو لهم بالهداية ودخول الإسلام.
وقد دعا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قومه بكل ما يملك من قوة وبكل ما يستطيع من وسيلة، حتى أوذي في سبيل دعوته أشد الأذى فصبر، وفي يوم أحد شج وجهه الشريف وكسرت رباعيته، وقتل من قُتل من أصحابه ومع هذا قال: ((اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ)) فكأنه قال: اللهم اهدهم؛ ذلك لأن المغفرة لا تكون إلا بعد الهداية والدخول في دين الله تبارك وتعالى.
وخرج لدعوة أهل الطائف وطلب نصرته صلى الله عليه وسلم فآذوه وسلطوا عليه سفهاءهم ومجانينهم، قالت له عائشة رضي الله عنها: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد فقال: ((لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلَالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمْ الْأَخْشَبَيْنِ))، لكنه الرحيم الشفيق بأمته لم يأذن له بذلك بل أجابه بإجابة يظهر فيها رفقه ورحمته فقال: ((بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلَابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا))،
نسأل الله تبارك وتعالى أن يمن علينا بطاعته ورضاه والاقتداء بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ)) هذه الرحمة شملت البر والفاجر، المسلم والكافر، ومن صور هذه الرحمة ما تجلت في تعامله مع المكذبين به، والكافرين بما أنزل عليه، فكان يدعو لهم صلى الله عليه وسلم بالهداية، ويسأل الله أن يمن عليهم بالإسلام. فهذه أم الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه كان ولدها يدعوها إلى الإسلام فتمتنع وذات يوم أسمعته ما يكره في النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فذهب يبكي حزناً مما وقع، فأخبر الرحيم الشفيق عليه الصلاة والسلام وطلب منه الدعاء لأمه فقال: ((اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ))، قال أبو هريرة رضي الله عنه: فخرجت مستبشراً بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، فوصل البيت فإذا باب البيت مغلق وأمه تغتسل لأن الله تبارك وتعالى استجاب دعوت نبيه، قَالَ أبو هريرة رضي الله عنه: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا وَعَجِلَتْ عَنْ خِمَارِهَا، فَفَتَحَتْ الْبَابَ ثُمَّ قَالَتْ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
وفي غزوة أحد بعد أن انتهت المعركة، وفعل المشركون ما فعلوا: من قتل سبعين من الصحابة والتمثيل بهم، وشج النبي في وجهه وكسر رباعيته، طُلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو على المشركين فقال كلاماً يوضح أخلاقه الكريمة وما يتمتع به من الرحمة العظيمة لخلق الله جل وعلا: ((إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً)).
ومن صور رحمته أن اليهود كانوا يتعاطسون عنده رجاء أن يشمتهم ولكنه صلى الله عليه وسلم يدعو لهم بالهداية فيقول لهم: ((يَهْدِيكُمُ اللَّهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ))، ولما طلب منه الطفيل بن عمروٍ الدوسي رضي الله عنه أن يدعو على دوس قال: ((اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ))، وطُلب منه أن يدعو على ثقيفٍ بعد أن استعصى فتح حصنهم فقال: ((اللَّهُمَّ اهْدِ ثَقِيفًا))، ودعا الله تبارك وتعالى أن يعز الإسلام بعمر بن الخطاب رضي الله عنه أو أبي جهل بن هشام فقال: ((اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ بِأَحَبِّ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ إِلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ))، نسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والسداد للزوم سنته والسير على منهجه والحمد لله رب العالمين.